لغز اختفاء آشا ديجري بقلم: محمد عصمت بتاع الرعب
العالم من حوالينا مليان ألغاز مش محلولة، حاجات مُرعبة بتحصل في كُل مكان في العالم، ألغاز بتعرفك إن البشر مخيفين أكتر من أي مخلوقات مُرعبة تانية!
كُل اللي هعمله إني هاخدك من إيدك وهنروح نتفرج على الألغاز دي واحد واحد، بس خد بالك كويس، إحنا ماشيين في وسط حقل ألغاز، يلا بينا..
يوم عيد الحُب سنة 1988، قرَّر هارولد ديجري إنه يتجوِّز حبيبته إيكيلا، وبعدها بسنتين خلفوا بنتهم آشا، وبعدها بشوية خلفوا ابنهم أوبريانت، وعاشوا سوا كأسرة سعيدة في بيتهم اللي في منطقة الريف بشمال شيلبي، بكارولينا الشمالية
كانوا بيشتغلوا في وظائف عادية جدًا وقُريِّبة من البيت، كانوا متعوِّدين يسيبوا الباب مفتوح عشان الأطفال بيخلَّصوا مدرستهم الأول، فبيروَّحوا، يدخلوا البيت، ويذاكروا ويحلوا الواجب لحَد ما أهلهم يرجعوا من الشُغل
كانوا حريصين جدًا إنهم يعزلوا أطفالهم عن المؤثرات والعالم الخارجي، الحاجات المسموح بيها بس هي التجمُّعات العائلية، الكنيسة، والمدرسة، لدرجة إنهم حتى مكانش عندهم كومبيوتر في البيت، آشا كانت بنت لطيفة، خجولة، بتحترِم قواعد الأسرة جدًا، والدتها قالت عليها بعد كدا: ” كانت بتخاف جدًا من الكلاب، عُمري ما كُنت أتخيَّل إنها هتخرُج من البيت لوحدها ”
سنة 2000، آشا كانت في السنة الدراسية الرابعة، في واحدة من عُطلات نهاية الأسبوع، الأولاد كانوا أجازة، بس أهلهم كانوا مُضطرين يروحوا الشُغل، فسابوا الأولاد عند عمتهم اللي كانت ساكنة في نفس الحي، كانوا بيتفرجوا على تدريبات فريق السلة الخاص بالمدرسة بتاعتهم، خصوصًا إن آشا واحدة من نجوم الفريق، لكن تاني يوم وفي واحد من أهم ماتشات الموسم الفريق خسر، وبسبب آشا، لأنها تعثرت وهي بتجري بالكورة، آشا كانت متضايقة جدًا من اللي حَصَل وكانت بتعيَّط بحُرقة بعد الماتش، لكنها على ما يبدو قدرت تتماسَك وتعدي الموضوع، خصوصًا إن أخوها كان هيلعب ماتش مُهم بعدها على طول
يوم الأحد، 13 فبراير، الأطفال خرجوا من بيت عمتهم متوجِّهين للكنيسة، ومنها هيرجعوا للبيت، هارولد كان في الشُغل التاني اللي بينزله بعد الضُهر في مصنع، الساعة 8 مساءً تقريبًا، الأطفال دخلوا أوضتهم عشان يناموا، بعد حوالي ساعة.. النور إتقطَع في الحي كُله بسبب حادثة عربية قُريِّبة، ورجعت الكهربا في نفس لحظة عودة هارولد لبيته، الساعة 12:30 بعد مُنتصف الليل، هارولد قرَّر يطلَع يتطمِّن على الأولاد، وشافهم نايمين هُمَّا الإتنين بأمان وسلام، وراح ينام، الساعة 2:30 صباحًا، صحي قلقان وقرَّر يتطمِّن عليهم تاني، ودي كانت آخر مرة هيشوف آشا فيها
بعدها بشوية، أوبريانت سمع صوت سرير آشا، هو توقَّع إنها بتتقلَب على السرير بس فحس إن الموضوع مش مًهم، لكن اللي حَصَل في الحقيقة هو إن آشا صحت من النوم، خرجت من سريرها، جمعت كُل كُتبها وبعض هدومها وشوية أغراض شخصية وحطتهم في شنطة خاصة بيها، وسابت البيت وخرجت، الساعة كانت حوالي 4 صباحًا وقتها
قائد شاحنة، وقائد دراجة نارية قالوا إنهم شافوها ماشية على رجليها على الطريق السريع، كان لابسة قميص أبيض بكُم طويل، وبنطلون أبيض، بلغوا الشُرطة بالكلام دا طبعًا بعد ما شافوا تقرير عن اختفائها في نشرة الأخبار
قائد الدراجة النارية قال إنه لف بعربيته مرة تانية لأنه كان مستغرب إزاي طفلة في السن دا تخرج من البيت لوحدها وتمشي على الطريق السريع في وقت زي دا، لف 3 مرات عشان يتطمِّن عليها، وشافها في آخر مرة بتجري بخوف وسط الغابات واختفت، كانت ليلة مُمطرة، والعاصفة كانت شديدة جدًا
إيكيلا صحت من نومها الساعة 5:45 صباحًا وقرَّرِت تجهِّز أولادها عشان يروحوا المدرسة، النهاردة 14 فبراير ودا يوم مُهم، عيد الحُب وعيد زواج الأب والأم كمان، عشان كدا كانوا ناويين يقضوا الليلة برا في ميعاد غرامي سوا، لكن بمُجرَّد ما فتحت باب الأوضة بتاعتهم الساعة 6:30 صباحًا، فوجئت إن أوبريانت نايم في سريره لكن آشا.. مكانش ليها أي أثر، إيكيلا دوَّرت عليها في كُل مكان في البيت، لكن آشا كانت اختفت تمامًا، صحَّت زوجها وقالتله إنها مش لاقية أي أثر للبنت، اتصلوا بكُل أهلهم وجيرانهم لكن محدش منهم شاف آشا، وفورًا اتصلوا بالشُرطة وبلغوهم باختفائها
الساعة 6:40 صباحًا كانت الشُرطة وصلت وبدأت البحث والتحقيقات، الغريب إن الكلاب البوليسية مكانتش قادرة تشم ريحة آشا، إيكيلا كانت بتلف كُل مكان في الحي وهي بتنادي على بنتها، الساعة 7 صباحًا كان كُل سُكَّان الحي صاحيين وعارفين اللي حَصَل، والكُل لغى خطط يومه وقرَّروا يشاركوا في رحلات البحث، لكن كُل اللي لقوه كان جوانتي، وإيكيلا قالت إنه مش بتاع بنتها أصلًا لأن البنت مخدتش معاها أي هدوم شتوي، الأخبار ذاعت الخبر، وزي ما قُلنا في إتنين قالوا إنهم شافوها، ومنهم واحد قال إنها هربت وسط العاصفة ودخلت الغابة
يوم 15 فبراير لقوا أغلفة حلوى في كوخ تابع لمنطقة صناعية بالقُرب من الطريق السريع، نفس المكان اللي آشا جرت فيه عشان تدخُل الغابة، وهناك لقوا كمان قلم رصاص، أستيكة، وتوكة على شكل ميكي ماوس والدتها عرفتها فورًا وقالت إنها بتاعة آشا، دي كان الدليل الواحد اللي لقوه طول عملية البحث
يوم 16 فبراير إيكيلا لاحظت إن كُل هدوم بنتها المُفضلة مش موجودة في أوضتها
بعد أسبوع كامل من البحث، ملقوش أي حاجة، مفيش أي دليل، دوروا في كُل مكان، حتى البيوت المهجورة والآبار الجافة دوروا فيها، بدأوا يبعتوا نشرات فيها أوصافها وصورها لكُل الولايات المجاورة
يوم 3 أغسطس 2001 حَصَل تطوُّر مُهِم جدًا، لقوا شنطة آشا وحاجتها كُلها أثناء الحفر عشان يحطوا أساس لواحد من المشروعات الجديدة، كانوا محطوطين في كيس بلاستيك على بُعد 42 كيلومتر من اختفائها، جوا الشنطة كان مكتوب اسمها كامل ورقم تليفونها، الطب الشرعي قرَّر يحلِّل الأدلة دي، لكن للأسف النتائج سرية ولم يتم الإفصاح عنها لحَد دلوقتي
ولسَّه لحَد النهاردة اللغز دا مفتوح وبدون حل..
محدش عارف آشا اختفت فين أو إيه اللي حَصَل لها
تقدر تتابع كل الألغاز لمحمد عصمت من (هنا)
جيد جدا