حدث بالفعل

لغز اختفاء نيل كروبسي

لغز اختفاء نيل كوربسي
إحنا في ديسمبر ١٩٠١، جنب نهر باسكوتانك، في كارولينا الشمالية، المكان اللي هيتحوَّل بسُرعة لمسرح جريمة رهيبة، لمكان حصل فيه واحِد من الألغاز اللي مالهاش حل، لغز نيل كروبسي.

نيل اتولدِت في يوليو ١٨٨٢، والدها كان ويليام هاردي كروبسي، ووالدتها كانت ماري لويز، سنة ١٨٩٨.. قرَّروا يسيبوا بروكلين وانتقلوا لكارولينا الشمالية، راحوا يعيشوا في مزرعة واسعة، وهناك.. ويليام بقى قاضي في مُقاطعة باسكوتانك.

بحلول شهر نوفمبر ١٩٠١، كانت نيل وأختها الصُغيَّرة أوليف ملكات جمال المُقاطعة، مفيش راجل محاولش يقرَّب منهُم، أوليف ارتبَطِت بشخص اسمه روي كراوفورد، أما نيل فكانِت بتقابِل شاب اسمه جيم ويلكوكس، ودا ابن مأمور المُقاطعة، وعلاقتهم دي مُستمِرّة من سنتين.

روي وجيم راحوا يزوروا بيت آل كروبسي ليلة يوم ٢٠ نوفمبر، الساعة كانت ١١ مساءً، جيم وقف وطلب من نيل تيجي تُقف معاه في الشُرفة الأمامية شوية، أوليف كانت صاحية وبتتكلِّم مع روي، أما بقية أفراد البيت كانوا نايمين، بعد نُص ساعة تقريبًا، أوليف خلَّصِت كلامها مع روي، كانِت فاكرة إن نيل خلّصِت مع جيم وراحِت تنام، فودَّعِت روي ودخلِت تنام هي كمان، لكن بما إنها هي ونيل بيناموا في أوضة واحدة، فلمَّا طلعت ولاحظِت إن السرير فاضي، فكَّرِت إن أختها محتاجة بعض الخصوصية مع جيم في أوضة من أوض البيت.

قُرب مُنتصَف الليل، الكلب الخاص بآل كروبسي بدأ ينبح بصوت عالي، العيلة كُلها صحت من النوم على صوته، وخرجوا يجروا ناحية الحديقة الأمامية، بس ملقوش هناك أي حاجة.. ولا حتى أي أثر لنيل!

دا كان الوقت اللي عرفوا فيه إن نيل مفقودة، والدتها كانِت قلقانة جدًا، ويليام حاول يهديها، قالها إن مُمكِن تكون بتتمشى مع جيم شوية، بس بينه وبين نفسه كان عارِف إن فيه حاجة غَلَط، فقرَّر يزور أسرة آل ويلكوكس عشان يسألهم شوية أسئلة، لكن بمُجرَّد وصوله، شاف جيم هناك، لمَّا ويليام نده عليه رفض يرُد عليه.

ويليام كان متضايق من طريقة تعامُل حبيب نيل معاه ورفضه للكلام معاه، فقرَّر يزور الشُرطة ويبلَّغ عن اللي حَصَل، والشُرطة أجبرِت جيم على الذهاب لبيت آل كروبسي والخضوع لساعات طويلة من الأسئلة، وعلى الرغم من إن والدتها عيَّطِت كتير وتوسلِت له كتير، إلا أنه رفض يقول أكتر من إنه اتكلِّم مع نيل عشر دقايق وبعدين سابها بتعيَّط في الشُرفة الأمامية ومشي.

دا كان غريب! خصوصًا إن حالة نيل النفسية كانت كويسة جدًا لأنها كانِت مُتحمّسة لرحلتها الجاية لنيويورك، الشُرطة قالِت إن نيل مُستحيل تنتحِر وبالتالي تم استبعاد الاختيار دا، وبما إن مفيش حاجة من مُمتلكاتها كانِت مفقودة أو مُمكِن تعرَّضها للخطر، فبالتالي استبعدوا إنها مُمكِن تكون تعرَّضت لمشاكل أو متاعِب مع حد، وبما إن عندها مُشكلة في رجلها اليمين فبالتالي استبعدوا فكرة هروبها من البيت، فغالبًا كدا حد شالها من البيت.

وبدأت رحلة البحث عن نيل، رحلة بحث شارِك فيها سُكَّان المدينة ورجال القانون، والكلاب المُدرَّبة، دوَّروا في كُل الأراضي وكُل المُستنقعات المُحيطة بالمكان، في الوقت دا.. بدأت إشاعة غريبة تنتشر، بتقول إن نيل كانِت بتخاف من جيم بسبب غضبه المُستمِر، والإشاعة دي خلَّت الأهل والأصدقاء يفتكروا مواقِف كتير حصلِت بين نيل وجيم في الشهور اللي فاتِت، والدتها قالِت إن نيل في الفترة الأخيرة كانِت بتتجنَّب تقابل جيم ومكانتش بتحبه زي الأول، وغالبًا كانت بتجهِّز نفسها عشان تسيبه.

الوضع استمر لحَد يوم ٢٧ ديسمبر.. اليوم اللي لقوا فيه جُثة نيل عايمة على وش مية النهر، النهر اللي مشَّطوه أكتر من مرة بدون ما يلاقوا فيه حاجة، فالطبيعي كان افتراض إن القاتِل خرَّج الجُثة من مخبأه ورماها في النهر في الفترة الأخيرة.

وقتها المُجتمع ثار جدًا ضد جيم ويلكوكس، الناس كُلها كانِت بتطالِب بسجنه، ودا اللي حَصَل فعلًا، الشُرطة قالِت إن جيم كان بيعاني من مُشكلة في تحديد مكانه في الساعات اللي سبقِت اختفاء نيل، الطب الشرعي كمان قال إن نيل اتضربِت بقوة في فكها الشمال، فهل دا كان له علاقة بمشكلة غضب جيم اللي قالوا عليها؟ وهل مُمكِن الضربة دي تكون السبب في وفاتها؟

أدين جيم بجريمة القتل، وفي مارس ١٩٠٢.. اتحكَم عليه بالإعدام شنقًا، لكن يوم ٢٥ أبريل.. أعلنت المحكمة عن وجود خطأ في المُحاكمة، واتعادِت المُحاكمة، المرة دي قالوا إنه مُدان بجريمة قتل من الدرجة التانية واتحكَم عليه بـ ٣٠ سنة سجن، وفي سنة ١٩١٨.. خد عفو من حاكِم الولاية وخرج قبل ما يقضي نُص المُدة.

بعد خروجه من السجن، جيم ويلكوكس قعد مع الكاتِب والصحفي و. و. سوندريس واتفقوا على كتابة كتاب بيتكلِّم عن اللي حَصَل بالتفصيل، بعد الاجتماع على طول انتحَر جيم برصاصة في رأسه، وسوندريس عمل حادثة بعربيته ومات!

إيه اللي اتقال في الاجتماع بتاعهم؟ وهل مُمكِن اللي اتقال يكون سبب في وفاة الاتنين؟

دا هيفضل لغز مالوش إجابة ..

محمد عصمت

ولد الكاتب محمد عصمت عام 1988م في محافظة دمياط بمصر ، تخرج من كلية التجارة، اشتهر بكتاباته روايات الرعب و أعماله القصصية المترجمة ،و كانت أولى رواياته بعنوان “الممسوس” عام 2014م ، و هي رواية رعب فريدة من نوعها ، وصدر له روايات أخرى مثل (باب اللعنات، الجانب المظلم، ذاتوى) ، ويصدر له على موقع شخابيط سلسة مقالات حقل ألغاز

‫6 تعليقات

زر الذهاب إلى الأعلى