طلاسمقصص الرعب

لغز الرحلة الأخيرة.. بقلم الكاتب محمد عصمت بتاع الرعب

لغز الرحلة الأخيرة

العالم من حوالينا مليان ألغاز مش محلولة، حاجات مُرعبة بتحصل في كُل مكان في العالم، ألغاز بتعرفك إن البشر مخيفين أكتر من أي مخلوقات مُرعبة تانية.

كُل اللي هعمله إني هاخدك من إيدك وهنروح نتفرج على الألغاز دي واحد واحد، بس خد بالك كويس، إحنا ماشيين في وسط حقل ألغاز … يلا بينا.

الطيران هو أكتر وسيلة سفر آمنة، دايمًا بيقولوا الجُملة دي للناس اللي عندها خوف من الطيران أو للي بيطلعوا الطيارة لأول مرة، ولمّا بتحصل حادثة طيارة، الكُل بيبقي عنده فضول يعرف إيه اللي حصل، عشان كدا ليلة الكريسماس سنة 1975، فيه طيارة كان بيقودها الطيار بيتر جيبس، غادرت مطار مجاور لفندق جلين فورسا في جزيرة مول بإسكتلندا، غادرت وسابتنا بنسأل أسئلة مُحيّرة كتير ولحَد النهاردة الأسئلة دي مالهاش أي إجابة، اللغز دا معروف بلُغز الهواء العظيم

الطائرة اللي من طراز سيسنا اختفت بعد مرور دقايق بس من إقلاعها، بيتر جيبس كان هو الطيَّار، جيبس كان طول عُمره بيحب الطيران، رجل الأعمال اللي كان عنده 55 سنة واللي كان مٌدير شركة جيبس وراي، كان بيقضي يومه كُله في الشُغل، وفي الإجازات بيتحوَّل لطيّار، في ليلة الكريسماس خلَّص شُغل وقرَّر يتعشى في فندق جلين فورسا، وقرَّر يطير بالطيارة في جولة سريعة قبل ما ينام

لغز الرحلة الأخيرة بقلم الكاتب محمد عصمت بتاع الرعب

طاقم الفُندق نصحوه إن دا مش الوقت المُناسب للإقلاع، لكنه كان مُصمِّم ومسمعش كلام حد، ركب الطيارة وأقلّع بدون ما ينتظر إذن منهم، وبكدا يكون خالف القوانين اللي بتحظر القيادة الليلية، ورغم إن القمر كان مُختفي يومها والظلام كان دامس، لكن دا مرجعوش عن اللي في دماغه، قرّر ياخد معاه صديقته فيليستي عشان توجهه بكشّاف على ممر الإقلاع، الساعة كانت 9:30 مساءً لمّا توجهوا هُما الإتنين ماحية المطار الصُغيّر

 

واحد من النُزلاء في الفندق بيقول إنه شاف الطيارة أثناء الإقلاع، وإنه كان إقلاع مثالي جدًا بدون أي مشاكل، فيليستي انتظرت رجوعه بقلق لمُدة زادت عن النصف ساعة، وفي النهاية قررت ترجَع الفُندق مرة تانية، قالت لعُمّال الفندق إن جيبس لسّه مرجعش، درجة الحرارة كانت بتنخفض بشدة، والمطر بدأ يتحوّل لثلوج، ودا كان هيخلي مُهمة هبوطه شبه مُستحيلة، عُمّال الفندق اتصلوا بالشُرطة، لمّا الشُرطة وصلوا قرروا يفتشوا المطار كويس بحثًا عن أي دليل مٌمكِن يساعدهم في فهم الاختفاء اللي حصل، لكنهم ملقوش أي حاجة، قرروا ميعملوش حاجة الليلة دي، والصُبح هيبدأوا عمليات البحث

لغز الرحلة الأخيرة بقلم الكاتب محمد عصمت بتاع الرعب

في صباح يوم الكريسماس، قررت السُلطات البدء في عمليات البحث، وبيتر جيبس كان لسّه مفقود، قرروا يدوروا في المياه بواسطة جهاز السونار، مئات المتطوعين تقدموا عشان يدوروا في الجزيرة، لكن ملقوش أي أثر لجيبس أو حتى لطيارته، ولمُدة أربع شهور كانت عمليات البحث مُستمرة، وفي شهر أبريل، قرّر راعي الغنم المحلي دونالد ماكينون إنه يبدَّل لغز واحد بألغاز كتير

على تل يبعُد عن فندق جلين فورسا، لقوا جُثة جيبس، الجُثة كانت على التل بمُنتهى الوضوح، يعنى مُستحيل تكون كانت هنا من فترة

الشُرطة كانوا مُتأكدين إن التل دا إتفتش أكتر من مرة، وكُل مرة مكانوش بيلاقوا فيه أي حاجة، ولمُدة أربع شهور كان دونالد بيرعى غنمه في نفس التل كُل يوم، وبرضه ملاقاش أي حاجة، مُستحيل تكون جُثة الطيّار المفقود دي هنا من أربع شهور، وقررت الشُرطة تُغلِق القضية على اعتبار إن الطيارة وقعت في المياه، وجيبس عام لحَد الشاطئ ومات على التل، لكن التحقيقات نفت تمامًا الاحتمال دا

وفاة جيبس كانت لُغز، جسمه مكانش فيه أي جروح باستثناء كدمة بسيطة على رجل من رجليه، لكن السؤال الأهم كان إزاي انتهى الأمر بجيبس في المكان دا، حتى لو افترضنا إن طائرته تحطمت في البحر، وجيبس قدر يسبح لحَد الشاطئ، ويتسلّق الحافة الصخرية، ويمشي ربع ميل كامل لحَد التل ويُقع على الأرض ميت، فهنلاقي أسئلة مُهمة، إزاي دا حصل وملابسه ناشفة تمامًا ومفيهاش آثار لمياه البحر، ومفيش أي آثار للطحالب لا على جسمه ولا على ملابسه

وظهرت فرضة تانية، لكنها كانت فرضية غير منطقية، إن الطيارة حصل فيها مُشكلة فجيبس اضطر يتخلى عنها ويُنط من الطيارة بالباراشوت بتاعه، لكن فين الباراشوت؟، مكانش فيه أي أثر ليه، ومش منطقي إن جيبس بعد ما يوصل الأرض يرمي الباراشوت بعيد ويرجع يموت

وواحد من الأسئلة الهامة كان فين الطيارة نفسها؟، رغم إن التحقيقات قالت إن جسم جيبس ملمسش المياه أصلًا، لكن كُل التكهنات كانت بتقول إن الطيارة غرقانة في البحر

بعد 11 سنة وتحديدًا في سبتمبر 1986 إتنين أخوات كانوا بيصطادوا، قرروا يعملوا بلاغ في قسم شُرطة إنهم شافوا طيارة سيسنا صُغيّرة على بُعد كيلو من شاطئ أوبان

قالوا في البلاغ إن كابينة القيادة كانت فارغة، الأجنحة متدمرة تمامًا، الطيارة كُلها في حالة سيئة، فيه ثقب ضخم في الزجاج الأمامي وواحدة من العجلات مكسورة، المُحرِّك كان واقع على بُعد مسافة قُليلة من الطيارة، لمّا الشُرطة راحت عشان تتحقّق من الأمر ملقوش أي أثر للطيارة، اختفت تمامًا، كان دليل الأخوين الوحيد هو صورة باهتة خدوها للطيارة ومش واضحة أوي

لحَد النهاردة في أسئلة كتير أوي بدون أي إجابة

إزاي انتهى الأمر بجُثة جيبس على تل واضح ومكشوف بعد أربع شهور من اختفائه؟

الطيارة اللي الأخوين لقوها، هي فعلًا طيارة جيبس؟، ولو هي طيارته فعلًا، إزاي نجا من الحادث الضخم دا بخدش واحد بس؟، والطيارة اختفت فين بعد كدا؟

كان فين خلال الأربع شهور اللي إختفى فيهم؟

قولي..

تسمع عن لغز اختفاء بولين بيكارد؟

هحكيلك الأسبوع الجاي

اقرأ أيضًا:

مأساة السيدة بوبين المرعبة

حين يصبح النوم أشد رعبا من الحياة

محمد عصمت

ولد الكاتب محمد عصمت عام 1988م في محافظة دمياط بمصر ، تخرج من كلية التجارة، اشتهر بكتاباته روايات الرعب و أعماله القصصية المترجمة ،و كانت أولى رواياته بعنوان “الممسوس” عام 2014م ، و هي رواية رعب فريدة من نوعها ، وصدر له روايات أخرى مثل (باب اللعنات، الجانب المظلم، ذاتوى) ، ويصدر له على موقع شخابيط سلسة مقالات حقل ألغاز

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى