لغز الشبح المُنتقِم
لغز الشبح المُنتقِم ..بيقولوا إن مفيش حاجة اسمها أشباح، بس شبح النهاردة كان له رأي تاني!
شتاء ١٨٩٧.. مُقاطعة جرينبرير، فيرجينيا الغربيّة.. ماري جين هيستر قالِت أن شبح بنتها المقتولة زارها!
بنتها إلفا زونا هيستر كانِت ماتِت فجأة من شهر تقريبًا قبل الزيارة دي، واحِد من جيرانها هو اللي لقى جُثتها يوم ٢٣ يناير، الطبيب الشرعي قال إنه عمل تشريح سريع للجُثة، والنتيجة هي.. ماتِت بسبب إغماء دائِم.
بس ماري جين كانِت شاكَّة في سبب وفاة بنتها، كانِت عارفة وحاسَّة إن فيه حاجة غلط، لحَد ما شبح بنتها الميتة زارها، والزيارة دي غيَّرِت حاجات كتير أوي، أهمّها.. إنها غيّرت الحُزن اللي جواها وبدّلته لغضب.
كانِت زيارة واحدة، حصلِت في مُنتصَف الليل تمامًا، وقال فيها شبح زونا لماري جين إن وفاتها مكانِتش حادثة ولا كانِت وفاة طبيعية، بالعكس.. هي ماتِت مقتولة، واللي قتلها كان جوزها إرامسوس إدوارد.
من البداية وموت زونا لغز مش طبيعي، لكن كان لُغز مُحيِّر، لأن محدِّش كان قادر يتهِم جوزها رسميًا بقتلها، ف نفس التوقيت اللي الجار راح يبلغ فيه الشُرطة ويجيب دكتور ويرجَع، كان إدوارد استغل الوقت دا في تنضيف وغسل جُثة مراته وبعدها لبّسها لبس نضيف، دا كان غريب.. تنضيف وغسل وتلبيس الجُثة دي من مهام والدة المتوفية أو من مهام النساء عمومًا.
على ما يبدو إن مكانش غريب بما فيه الكفاية بالنسبة لإدوارد، لأنها بعدها منع الدكتور من إكمال عملية التشريح، وبعدها فضل واقِف جنب جُثتها يراقبها بحذر، لف سكارف أحمر حوالين رقبتها وحط شوية كُتب وملايات تحت راسها، وقال إنها مرتاحة أكتر بالطريقة دي.
زونا اتدفنِت يوم ٢٤ يناير من نفس السنة، وبعد الجنازة، الأم خدت السكارف الأحمر اللي كان حوالين رقبتها، إدوارد كان رافِض دا تمامًا، بس هي كانِت مُصمّمة جدًا، خدته معاها البيت عشان تغسله.
بس بمُجرَّد ما نقعته في الميه، لون الميه كُلها تحوَّلت للون الأحمر.
الدم دا كان معناه حاجة واحدة، إن موت زونا مكانش حادثة، بس ماري جين – اللي كانِت شاكّة في جوز بنتها – مكانش عندها دليل واحِد عليه لسه، لحَد ما شبح بنتها زارها بعد ٤ ليالي!
كانِت نايمة في أوضتها عادي جدًا، فجأة صحت من النوم عشان تلاقي شبح بنتها واقِف جنب سريرها، بمُجرَّد ما الأم صحت، شبح البنت بدأ يحكيلها تفاصيل جريمة القتل اللي تمّت، قالتلها إن جوزها كسر رقبتها وإنها لو طلعت الجُثة هتقدر تشوف دا بنفسها.
ماري جين راحِت للشُرطة فورًا، طلبت استخراج الجُثة وإعادة عملية التشريح مرة تانية، يوم ٢٢ فبراير.. واحِد من الخُبراء أشرَف بنفسه على تشريح الجُثة، المرة دي بدون تدخُّل أو مضايقة من الزوج، واكتشفوا تحطُّم قضبتها الهوائية فعلًا!
دا كان معناه حاجة واحدة بس.. إن رقبة زونا إتكسرت فعلًا، وفورًا قبضوا على إدوارد وحاكموه بتُهمة قتل زوجته.
أثناء المُحاكمة، مُحامي إدوارد قرَّر يطلب سماع شهادة ماري جين عن الشبح اللي زارها عشان يضعف موقفها أدام القاضي، لكنه كان غلطان، لأن القصة اللي مليانة تفاصيل قوَّت موقف الأم وأضعفت موقفهم أدام القاضي، رغم إن هيئة المُحلّفين مكانوش مقتنعين أبدًا بفكرة الشبح اللي جاي من العالم الآخر.
يوم ١١ يوليو.. حكموا عليه بالسجن مدى الحياة بعد ما قرّروا إنه مُذنب بقتل مراته، لحَد ما مات بعدها بـ ٣ سنين من مرض مجهول، ودفنوه في قبر غير معروف.
ماري جين عاشِت لمُدة ١٩ سنة بعد وفاة بنتها، لكن الشبح مزارهاش تاني، ليه؟ يمكِن عشان لقت السلام وانتقمت من قاتلها أخيرًا.