لغز الغراب القاتل بقلم: محمد عصمت بتاع الرعب
الكلام دا حَصَل من حوالي 36 سنة تقريبًا..
القضية دي معروفة باسم قضية جريجوري، تعالى نبدأ الموضوع من الأول شوية..
سنة 1984، جريجوري فليمين الطفل اللي عنده 4 سنوات كان بيلعَب في كومة من الرمال في الحديقة الأمامية في بيته في فوج، ودي منطقة جبلية في شرق فرنسا، بالقُرب من حدود فرنسا مع ألمانيا.. بعد نصف ساعة تقريبًا، فيه متَّصِل غامِض عرَّف نفسه باسم (عم جريجوري الصغير) وتفاخر إنه خطف الطفل وغرَّقه في نهر فولونيا.
بدأت الشُرطة على الفور رحلة بحث كبيرة عن جريجوري، كانت نتيجتها إنهم لقوه فعلًا غرقان في نهر فولونيا، إيديه ورجليه كانوا مربوطين بالأحبال، في نفس اليوم، وزي ما ظهر مُتصِل غامض، ظهر شخص غامض بيبعَت جوابات ساخِرة لأهل الولد الميت، الشخص دا كان بيعرَّف نفسه باسم (الغُراب)، تاني يوم على طول من اكتشاف جُثة الولد بعت جواب لأهله بيقول فيه: “أتمنى إنك تموت من الحُزن يا زعيم، فلوسك مش هتقدَر ترجَّع ابنك للحياة مرة تانية، وهو دا انتقامي، أيها الوغد الغبي”!
وفضل الغُراب يضايق ويسخَر من الأهل المليئين بالحُزن لمُدة أربع سنوات كاملة، لكن للأسف هويته وهوية القاتِل ما زالت مجهولة حتى الآن.
بعد عدة أيام، أثناء عمل بعض رجال الشُرطة المحليين في منطقة ريفية صغيرة في منطقة ريفية بفرنسا، لقوا سرنجة مُستعملة وعبوة فارغة من الأنسولين بالقُرب من ضفاف النهر، حقن الضحية بالأنسولين كان كفيل يخلي جريجوري يفقد الوعي، وكمان كان من المُستحيل على الطب الشرعي اكتشاف دا أثناء التشريح لجهلهم التام بإنهم لازم يدوروا على أثر لحقن على جسم الضحية..
في الفترة دي ظهر العديد من المُشتبه بهم، والكثير من الاعتقالات، لكن مفيش ولا واحد منهُم اعترف بارتكاب الجريمة، المواطنين الفرنسيين كانوا مُستعدين لتوفير أي شيء مُمكِن عشان الحكومة تقدر تعرف مين القاتل وتُقبض عليه.
في البداية.. المُشتبه به الرئيسي كان بيرنارد لاروش، ابن عم جين ماري فليمين، الشُرطة كانت بتجمَّع عينات خط يدوي من كُل أفراد العائلة، ولاحظوا إن طريقة الكتابة وخط لاروش شبه خط الغُراب جدًا، دا بالإضافة لإن أخت لاروش قالت للشُرطة إنها شافِت لاروش سايق عربيته وجنبه جريجوري في وقت اختفائه، وفورًا.. الشُرطة قبضت على لاروش.
الدافع ورا الجريمة كان واضح.. الغيرة، خصوصًا إن لاروش كان بيمُر بمشاكل مالية، وفشل متوالي، دا غير إن كان عنده طفل مُعاق.. لاروش كان بيدوَّر على الانتقام.
بعد سنة تقريبًا، أخت لاروش قالت إنها اعترفت إن أخوها كان مع جريجوري بسبب الضغط والإرهاب اللي سببه ليها رجال الشُرطة، وفورًا.. وبعد التأكُّد من صحة الكلام دا.. الشُرطة أطلقت سراح لاروش..
لكن جين ماري مكانش مُقتنِع بالكلام دا، وأعلَن أدام الناس كُلها وأمام كُل وسائل الإعلام عن نيته في قتل لاروش، ولأنه راجل مش بيرجَع في كلامه.. بعد شهر تقريبًا ضرب لاروش بالبندقية وقتله، واتحبس أربع سنوات في السجن بسبب ارتكابه لجريمة القتل دي، لاروش وهو بيحتضِر أقسم أمام الجميع إنه برئ، وعلى شاهِد القبر الخاص به كتبوا: (هنا يرقد بيرنارد لاروش.. ضحية بريئة للكراهية العمياء).
بعد عدة أشهر من موت لاروش، الغُراب أرسل جواب تاني للأهل، المرة دي على بيت أهل جين ماري.. القاتل لسَّه حُر طليق!
في الوقت اللي كان جين ماري فيه في السجن بتُهمة القتل، زوجته وأم جريجوري كانت مركِّزَة في التحقيقات، فجأة.. واحد من خُبراء الخطوط اللي بيشتغلوا في القضية قال إن خط إيد الأم قريب جدًا جدًا من خط الغراب، والعديد من الأشخاص قالوا إن في نفس يوم إرسال الخطاب كانت الأم في مكتب البريد، وطبعًا من الوارد جدًا إن هي اللي بتبعَت الجوابات، دا غير إن الشُرطة لقت في قبو البيت حبال من نفس نوع الحبل اللي كان مربوط بيه الولد! لكن للأسف.. مكانش عندهم أي دليل مادي يتهموا بيه الأم!
الإشاعات اللي ظهرت وقالت إن الأم هي المسؤولة عن قتل ابنها، ومسؤولة عن إرسال الخطابات دي عشان تبعد الشكوك عن نفسها.
لحَد النهاردة مازالت هوية خاطف الطفل وقاتله مجهولة، مازالت هوية عم جريجوري الصغير اللي اتصَل بالأسرة وأعلن مسؤوليته عن الجريمة مجهولة، ومازلت هوية الغراب مجهولة..