طلاسمقصص الرعب

لغز بلير آدامز .. بقلم الكاتب محمد عصمت بتاع الرعب

الكاتب محمد عصمت بتاع الرعب:

لُغز مقتَل بلير آدامز هو واحد من الألغاز الغريبة وواحدة من القضايا المفتوحة اللي ماتحلتش لحَد النهاردة، الأحداث اللي أدت لموت غامض لشخص غريب مقيم في بريتيش كولومبيا تبدو وكأن مالهاش أي معنى، فجأة أصابته حالة ضخمة من جنون الارتياب، بدأ يعتقِد أن فيه حد بيحاول يقتله، التحقيقات اللي تمت بعد موته بتقول إن مخاوفه مكانش ليها أي أساس من الصحة، لكن لو دا صحيح فعلًا … إزاي انتهى بيه الأمر ميت في مكان يبعد آلاف الأميال عن بيته؟، ولا فعلًا حد كان بيتتبعه وبيحاول يقتله بدم بارد؟

تعالوا نشوف سوا اللغز الغريب لمقتل بلير آدامز

بس الأول تعالوا أعرفكم عليه …

لغز بلير آدامز_شخابيط الكاتب محمد عصمت بتاع الرعب
الكاتب محمد عصمت بتاع الرعب

بلير آدامز كان مُدير شركة بناء محلية، كان شخص لطيف وكُل الناس بتحبه، ومفيش حد من أصدقائه، قرايبه أو حتى زمايله في الشُغل قال عليه كلمة وحشة، بالعكس الكُل أجمَّع إنه كان ودود ولطيف ودايمًا مُبتسِم، وعلى ما يبدو إن مكانش له أي أعداء، لكن في فصل صيف مُعيّن، كُل حاجة بدأت تتغيّر

النظرة اللطيفة والابتسامة المُبهِجة بدأوا يختفوا، وبدلهم ظهر قلق وتوتر، ومهما كان السبب في التغيّر دا، كان كمان مؤثر على نومه اللي بدأ يقل بالتدريج، والدة بلير قدرت تلاحظ التغيرات اللي بيمُر بيها ابنها، عشان كدا سألته عن اللي مضايقه، لكن كُل اللي قاله كان: ” أعتقد إني مش لازم أقولك حاجة ”

وسابها ومشى

يوم 5 يوليو 1996 بلير راح البنك وسَحَب كُل مدخراته اللي كانت حوالي 6 آلاف دولار، وكان عنده صندوق أمانات فيه مبلغ ضخم وذهب وماس، سحبهم كُلهم، بعد يومين كان وصل للحدود الكندية وبيحاوِل يعبُر عشان يُدخل أمريكا، لكن السُلطان شكوا في المبالغ الضخمة والذهب والماس اللي كانوا في عربيته، شكوا إنه تاجر مُخدرات وبيهرب من حُكم، فرفضوا يخلوه يعبُر، تاني يوم راح شُغله واستقال قبل ما يروح المطار عشان يقطع تذكرة سفر لفرانكفورت في ألمانيا، طيارته كانت يوم الثلاثاء المُقبل

بعد ما حجز التذكرة راح فورًا لبيت واحدة من أصدقائه، بدون ميعاد أو إنذار، صديقته دي بتقول إن علامات الخوف والذُعر كانوا باينين جدًا عليه، طلب منها لو مُمكِن توصله عند الحدود وتساعده في العبور لأمريكا لأن فيه حد بيحاوِل يقتله، لكنها اعتذرت له إنها مش هتقدر تعمِّل دا، فسابها ومشى

يوم الثلاثاء وقبل ما يركب الطيارة، راح رجع التذكرة وخد فلوسها، أجر عربية وللمرة الثانية توجه للحدود الأمريكية، المرة دي كان حظه أحسن وقدر يعبُر الحدود فعلًا وفورًا ساق عربيته المُستأجرة لحَد مطار سياتل، اشترى تذكرة طيران لواشنطن، ووصل واشنطن صباح يوم الأربعاء 9 يوليو، وأول حاجة عملها كانت إنه أجّر عربية تانية وساقها ناحية نوكسفيل بولاية تينيسي، اللي كانت على بُعد أكتر من 500 ميل من الجنوب الغربي

في بداية الليلة وَصَل نوكسفيل ودخل واحدة من محطات البنزين وهو بيعاني من مُشكلة في عربيته، العامل اللي قابله هناك قاله إن المُشكلة كانت إنه بيحاوِل يدوّر العربية بمُفتاح غير مُفتاحها، وراح معاه عشان يدوروا في كُل مكان مشي فيه، لكن مكانش فيه أي أثر لمُفتاح العربية، بلير طلب من العامل يقطر العربية لحَد الفندق اللي هيقيم فيه وهيطلُب من شركة السيارات يبعتوا له مفتاح تاني، وراح عشان يحجز في الفندق

لغز بلير آدامز

عُمّال الاستقبال في الفُندق بيوصفوا حالة بلير بالتالي:

(أفضل طريقة لوصف حالته هي جنون الارتياب، التوتر، والاضطراب، كان باين عليه كأنه متوقع إن شخص يهاجمه، رغم إن المكان كان شبه فاضي، مش عارفين كان مستني إيه، بس كان باين عليه إنه مستني شخص ما)

دخل الفندق وخرج منه خمس مرات قبل ما يروح لعامل الاستقبال ويطلُب منه يحجز غُرفة، كان حيران يحجز غُرفة ولا لأ، كان متوتر، وفضل يبُص وراه أكتر من مرة بدون مُناسبة، في النهاية حجز غُرفة، لكنه غادر الفُندق الساعة 7:30 مساءً بدون ما يستخدمها

ودي كانت آخر مرة حد يشوفه حي

لأنهم اكتشفوا جُثته تاني يوم الصُبح في موقف سيارات على بُعد نصف ميل من الفُندق، والغريب إن مسرح الجريمة طرح أسئلة كتير أوي، وكلها كانت أسئلة غريبة، قميصه مقطوع وصدره باين، بنطلونه مش موجود، شرابه مقلوب وهو لابسه مقلوب، وحوالي 4000 دولار مرميين حوالين جُثته في مزيج من العُملات الأمريكية، الكندية والألمانية، وكان جنبه شنطة مليانة ذهب وماس، الأغرب إن مُفتاح العربية المفقود كان جنبه هو كمان!

جسمه كان مليان كدمات، الطب الشرعي قال إن سبب الوفاة هو إن حد ضربه بحاجة تقبله على بطنه والضربة أدت لتمزُق أعضائه الداخلية

أهله لمّا عرفوا اللي حصل، مقدروش يفهموا هو بيعمِل إيه في نوكسفيل؟، كان مُمكِن يتفهموا لو كان في ألمانيا، على الأقل هو يعرف ناس هناك، لكن نوكسفيل ميعرفش فيها أي حد نهائيًا

لكن القضية دي طرحت أسئلة كتير محتاجة إجابة

هل سبب الوفاة فعلًا كان ضربة واحدة بس؟!

ليه الشُرطة قالت إنه كان مُصاب بجنون الارتياب وبيهرب من شيء خيالي، رغم إنه مات مقتول في الآخر؟

إيه دافع الجريمة؟، الفلوس والذهب والماس كانوا جنب الجُثة!

معقول حد قدر يتتبعه طول الطريق ولا هو اللي كان رايح للقاتل لحَد عنده؟

ليه القاتل قطع قميصه وسرق بنطلونه وقَلَب شراباته؟

لحَد النهاردة مفيش ولا إجابة على أي سؤال من دول ومازال القاتل مجهول تمامًا …

قولي بقي …

تعرف إيه عن جانثر ستول؟

طب تعرف يعني إيه يوجتزي؟؟

الأسبوع الجاي هقولك

اقرأ أيضًا:

لغز معجزة يوتا

لغز الاحتراق الذاتي

محمد عصمت

ولد الكاتب محمد عصمت عام 1988م في محافظة دمياط بمصر ، تخرج من كلية التجارة، اشتهر بكتاباته روايات الرعب و أعماله القصصية المترجمة ،و كانت أولى رواياته بعنوان “الممسوس” عام 2014م ، و هي رواية رعب فريدة من نوعها ، وصدر له روايات أخرى مثل (باب اللعنات، الجانب المظلم، ذاتوى) ، ويصدر له على موقع شخابيط سلسة مقالات حقل ألغاز
زر الذهاب إلى الأعلى