أول ظهور للغز تمام شاد، كان يوم 1 ديسمبر 1948 على شاطئ سوميرتون بجنوب أستراليا..
الساعة كانت 6:30 صباحًا، لمَّا حد اتصل بالشُرطة عشان يبلَّغهم إن فيه جُثة راجل موجودة على رمال الشاطئ أمام أحد المنازل الخاصة بالأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، رأسه كان موجود على السور البحري، رجليه مفرودة، على ما يبدو إن الشخص دا مات أثناء نومه!
محدش كان عارِف مين الشخص دا! وحتى لمَّا قرَّروا يفتشوه.. موصلوش لأي حاجة، كُل اللي كان معاه كان تذكرة قطار غير مُستخدمة من آديليد لحَد شاطئ هينلي، تذكرة أوتوبيس، مشط أمريكي، نصف علبة من عصير الفاكهة، نصف علبة سجائر من نوع كينسيتاس كلوب، سيجارة من نفس النوع متعلَّقة في ياقة الجاكيت بتاعه، وعلبة كبريت.
الموضوع كان مُحيِّر ومش مفهوم، ودا دَفَع رجال الشُرطة لطلب المعلومات من العامة، وفورًا.. العديد من الشهود تقدَّموا عشان يقولوا إنهم شافوا الراجل دا نايم في نفس المكان من الليلة السابقة لاكتشاف جُثته، أغلبهم كان مُعتقِد إنه فقد وعيه من شدة السُكر، اتنين من الشهود قالوا إنهم شافوه وهو بيغيَّر المكان اللي كان نايم فيه حوالي الساعة 8 مساءً، ودا كان معناه إنه كان حي في الوقت دا، شاهد تالت قال إنه شاف راجل غريب بيتفقَّد أحوال الراجل الغير معروف دا..
في النهاية الشُرطة أطلقت عليه الاسم اللي بيُطلَق على كُل الجُثث الغير معروفة.. جون دو
وبدأت إجراءات التشريح للرجل المجهول، الطبيب الشرعي قال إنه على الأغلب بريطاني، عُمره بيتراوَح بين الـ 40 و45 سنة، بيتمتَّع بجسد قوي، طوله حوالي 180 سم، عينيه بني بُندقي، شعره مفرود، إيديه وضوافره مش بيبينوا أي علامات شقاء أو تعب، وعضلات أقدامه وأطراف أصابعها بتقول إنه غالبًا كان عدَّاء أو راقص..
كان لابس ملابس عصريّة، بدون قبعة (ودا كان غريب في الفترة الزمنية دي)، حالق دقنه بعناية، أسنانه غير مُطابقة لأي من سجلات الأسنان المعروفة، آخر حاجة أكلها كانت فطيرة ودي كانت قبل موته بوقت قُليِّل جدًا، وقت الوفاة كان يوم 1 ديسمبر.. الساعة 2 بعد مُنتصف الليل تقريبًا، الاعتقاد السائد وقتها كان إن سبب الوفاة هو تناول نوع غير معروف من أنواع السم.
بعد حوالي 6 أسابيع من العثور على الجُثة، موظفين محطة آديلايد رفعوا حقيبة محدش طالب بيها، لقوها على رصيف المحطة الساعة 11 صباحًا في اليوم السابق ليوم اكتشاف الجُثة المجهولة دي، غالبًا.. وعلى الأرجح.. الحقيبة دي تابِعة للراجل الغامض، الملابس اللي كانت موجودة في الحقيبة كانت مُطابقة للملابس اللي هو كان لابسها، كان فيها كمان سكينة، مقص، وعدة حلاقة، وخيط لونه برتقالي (دا كان نوع غير متوفّر في أستراليا في الوقت دا، وكان مُطابِق لخياطة جديدة موجودة في بنطلون الراجل الغامض).
الشُرطة اللي مكانوش فاهمين حاجة في الوقت دا، قرَّروا يستعينوا بخدمات مكتب المباحث الفيدرالية، والسكوتلاند يارد (المباحث الإنجليزية)، لكن برضه.. مفيش أي حاجة في سجلاتهم مُمكن تتطابق مع معلومات الشخص دا أو تدلهم على شخصيته أو هويته، ولا حتى في سجلات المفقودين، الدليل الوحيد اللي كان مُمكِن يقول إنه أمريكي هو إن المعطف بتاعه من نوع مُعيَّن مش بيتصنَّع ولا بيتوفَّر إلا في الولايات المُتحدة الأمريكية، وبسبب نقص المعلومات وعدم توافر الأدلة.. الراجل كان لُغز مُحيِّر!
لكن الحيرة زادت جدًا بعد اللي حَصَل بعدة شهور، بعد محاولة إعادة فحص الأدلة مرة تانية، اكتشفوا اكتشاف مُهِم أوي، فيه قطعة غريبة من الورق كانت مُخبئة بعناية في جيب بنطلونه، ورقة صُغيَّرة جدًا وملفوفة على بعضها ومكتوب فيها عبارة مطبوعة بتقول: “Tamam Shud”
أحد أمناء المكاتب ترجِّم العبارة دي لرجال الشُرطة، وقال إنها لفظة فارسية بمعنى: (مُنتهي) وإنها من رباعيات عُمر الخيَّام، ولتاني مرة الشُرطة بتطلب من العامة يساعدوهم ويمدوهم بأي معلومات…
من حُسن حظهم إن فيه واحد لقى نُسخة من الرباعيات دي، لكنها كانت قديمة ومُمزَّقة بشكل يتطابق مع الورقة اللي لقوها في جيبه، النسخة دي كانت واحدة من أندر النُسخ، لقاها في عربية مهجورة في منطقة جلينيلج وسلِّمها للشُرطة، الرباعيات دي عمومًا كانت بتدور حوالين موضوع أساسي هو إن الواحد لازم يعيش حياته على أكمل وجه، وميندمش على أي حاجة عملها في يوم من الأيام، المُهم، وعلى أي حال.. على الغلاف الخلفي الداخلي الشُرطة لقوا كتابة بخط يدوي، رقم تليفون، ورقم غير معروف، ورسالة مُشفّرة بتقول: (WRGOABABD MLIAOI WTBIMPANETP MLIABOAIAQC ITTMTSAMSTGAB)!
الست صاحبة رقم التليفون اللي لقوه في ظهر الكتاب مكانتش عارفة أي حاجة عن اللي بيحصَل ومقدرتش تديهم أي معلومات، أما الرسالة المُشفَّرة فلحَد النهاردة محدش قادر يفك شفرتها دي أو يفهم معناها!
الموضوع كُله من أول الراجل مجهول الهوية لحَد الرسالة المُشفَّرة لغز لم يتم حله، عشان كدا كان لازم يكون معانا هنا في حقل الألغاز..
