لغز جريمة البحيرة الفنلندية
في ليلة صيف مشؤومة، أربع مُراهقين قرَّروا يخيِّموا في خيمة واحدة على شاطئ بحيرة بوديم الفنلندية، بس واحِد منهم بس اللي هيخرُج من الليلة دي على قيد الحياة!
تنفع مُقدِّمة فيلم رعب.. صح؟
عندكم حق، في الحقيقة، جريمة البحيرة الفنلندية حصلِت في الساعات الأولى من صباح يوم 5 يونيو 1960، الجريمة اللي استوحوا منها فيلم الرعب الشهير (Lake Bodom)
طبعًا أحداث الفيلم كانت مُرعِبة، لكنها وللأسف.. مقدرتش توصف الرعب الحقيقي اللي عاشه المُراهقين الأربعة الحقيقيين..
تعالوا نشوف الموضوع من أوله، ونشوف إيه المعلومات المتوفّرة لينا عن اللغز المُرعِب دا!
يوم 4 يونيو 1960، أربع مُراهقين قرَّروا يخيِّموا في خيمة واحدة على شاطئ بحيرة بوديم الفنلندية، البحيرة اللي بتَقَع بالقُرب من مدينة إيسبو الفنلندية، في الليلة دي.. تحوَّلِت رحلة التخييم لحمَّام دم.
تقريبًا في الفترة اللي ما بين الساعة 4 صباحًا والساعة 6 صباحًا، فيه شخص مجهول هاجِم المُراهقين الأربعة بوحشية مش طبيعية، 3 منهم ماتوا متأثرين بجراحهم بعد ما تم طعنهم بوحشية جوا الخيمة، أما الرابِع ففضل عايش بفك مكسور، وارتجاج في المُخ!
لقوا نيلز فيلهلم جوستافسون نايم فوق الخيمة المهدودة وهو بيعاني من حالة صدمة شديدة، وصف الشيء اللي هاجمهم بإنه ظل أسود شبحي عينيه حمرا وبتلمَع، بيقول إنه الموت بنفسه كان جاي يزورهم، لكن أيًا كان اللي هاجِم الشباب دول، فهو مكانش جاي يهزَّر.. هو كان جاي يسيب موت ودمار وراه..
مايلا بوركلاند، آنجا ماكي اللي كان عندهم 15 سنة، وأصدقائهم نيلز جوستافسون، وسيبو بويسمان اللي كان عندهم 18 سنة كانوا جوا الخيمة لمَّا بدأ الهجوم الوحشي.
المُهاجِم المجهول دا قطَّع الخيمة لقطع بطريقة غريبة، وسبِّب إصابات خطيرة وقاتلة لكُل الموجودين جواها، بقايا ماكي وبويسمان كانوا جوا الخيمة، أما بقايا جُثة بوركلاند فكانت فوق الجُثة، ونصفها السُفلي عاري تمامًا، بوركلاند كانت أكتر واحدة تضرَّرِت فيهم، تم طعنها عشرات المرات بوحشية مُبالَغ فيها حتى بعد القاتِل ما تأكَّد إنها ماتت.
الناجي الوحيد نيلز جوستافسون، صديق بوركلاند وحبيبها، كان فوق الخيمة هو كمان، مُلقى بدون حركة جنب جُثة حبيبته، لمَّا فاق وحاولوا يستجوبوه.. قال إنه مش فاكِر أي حاجة عن الهجوم، غير إن اللي هاجمهُم ظل شبحي أسود، عينيه حمرا وبتلمَع!
وبدأت الشُرطة تحقيقاتها في الجريمة، لكن في الحقيقة إن الحاجات اللي لقوها في مسرح الجريمة كانت مُحيِّرة أكتر من الجريمة نفسها، بالإضافة لكون القاتِل بدأ هجومه من خارج الخيمة المقفولة، فعلى ما يبدو إنه خد وقته بعد ارتكاب الجريمة عشان يخفي بعض الأشياء من المكان، فبخلاف سلاح الجريمة اللي مكانش له أي أثر، ومقدروش حتى يعرفوا إيه مُمكِن كان يسبِّب إصابات زي دي، ففيه حاجات تانية كانت مفقودة زي مفاتيح الدراجات النارية الخاصة بالشباب، على الرغم من إن الدراجات النارية دي فضلت مكانها وما اتحرَّكتش!
الشُرطة كمان قدرت تلاقي حذاء جوستافسون، وملابس بقية الضحايا على بُعد نصف ميل من مسرح الجريمة، لكن للأسف.. كُل دا لم يشفَع للشُرطة إنها تنجو من هجوم شديد من الناس لأنهم وصلوا مسرح الجريمة بعد 6 ساعات كاملين ومفكروش يقفلوا المكان أو يطوَّقوه، دا غير إن رجال الشُرطة داسوا في كُل مكان في مسرح الجريمة وبالتالي مسحوا آثار ودلائل هامة وكان مستحيل الطب الشرعي يوصل لحاجة، دا غير إنهم فشلوا فشل ذريع في البحث عن الأشياء المفقودة من مسرح الجريمة.
اللي اكتشف الجريمة كانوا مجموعة من مُراقبي الطيور، وقالوا كمان إنهم شافوا رجل أشقر مُريب بيبعِد عن مسرح الجريمة، الشُرطة وصلت مسرح الجريمة بعد 6 ساعات كاملين من إبلاغهم عن شكل الجُثث ووحشية الجريمة!
وزي أي جريمة.. الشُرطة بدأت تحصُر المُشتبه فيهم، والمُشتبه فيه الأول كان كارل فلاديمير جايلستورم، كارل بيمتلِك ويُدير كُشك في مكان قُريّب من مسرح الجريمة، ومعروف إنه بيكره المُخيمين اللي بينصبوا خيامهم على ضفاف البحيرة، ومعروف كمان إنه بيهاجم الخيام دي ويقطعها أو بيرمي طوب على المٌخيمين لحَد ما يهربوا من هنا.
بعض الشهود اعترفوا إنهم بالفعل شافوا شخص شبه جايلستورم بيهرب من مسرح الجريمة، لكن لمَّا الشُرطة بدأت تستجوّبه، قال إنه كان نايم في البيت جنب زوجته في الوقت اللي حصلت فيه الجريمة، وهي أثبتت كلامه بالفعل.
سنة 1969، جايلستورم قرَّر ينهي حياته، وانتحر بإنه رمى نفسه في البحيرة دي، الناس قالوا وقتها إن عقدة الذنب اللي كان حاسِس بيها بعد ارتكابه للجريمة هي السبب في اللي عمله في نفسه، لكن الشُرطة مكانش معاها دليل واحِد يربُط بينه وبين الجرايم.
المُشتبه بيه الثاني كان هانز أسمان، نازي سابِق وفيه إشاعات طالعة عليه إنه عميل للمُخابرات السوفيتية، أسمان عايش جنب البحيرة، وتاني يوم ظهر في واحدة من مُستشفيات هيلسنكي وهدومه مليانة بقع دم وضوافره فيها قذارة سودا غريبة.
الدكاترة قالوا إن البُقع اللي في هدومه دي دم، وعلى الرغم من دا الشُرطة مفحصتهاش بشكل رسمي، ولا حتى اهتموا يشتبهوا فيه وقتها، قالوا إنه كان عنده حجة غياب في ليلة الجريمة وهُمّا تأكَّدوا من صحتها بنفسهم.
سنة 2004، وبعد 44 سنة من الجريمة، الشُرطة قرَّرت تتحرَّك عشان تقبض على الناجي الوحيد من الجريمة، قالوا إن عندهم أدلة جديدة وشاهِد ظهر مؤخرًا بيقولوا إن نيلز جوستافسون هو القاتِل، وإنه قتل حبيبته أولًا وبعدها قتل الاتنين التانيين، وإن بعض الإصابات اللي كان مُصاب بيها كان سببها صراع قوي حصل بينه وبين بويسمان، وبعدها أصاب نفسه ببعض الإصابات عشان يهرب من العقاب، لكن الطب الشرعي قال إن الإصابات دي مُستحيل حد يقدر يصيب نفسه بيها، دا غير إنه إزاي رمي هدوم الضحايا وحذائه على بُعد نصف متر مكان ما الشُرطة لقتهم ورجع تاني لمسرح الجريمة وهو مُصاب بالإصابات العنيفة دي!
بعد شهرين خد براءة ورفع قضية وخد تعويض ضخم عن الشهرين اللي قضاهم في السجن دول.
ولحَد النهاردة.. محدش عارف مين القاتِل اللي ورا جريمة البحيرة الفنلندية؟ ومين الظل الشبحي أبو عيون حمرا دا؟ وليه جايلستورم انتحر فجأة وبدون مقدمات؟ مين سرق حاجات من مسرح الجريمة؟ ليه الشُرطة تهاونت مع أسمان بالشكل دا؟ وإيه السلاح اللي الطب الشرعي مقدرش يحدّد هويته؟
عدم وجود إجابات لكُل الأسئلة دي.. سبب وجود جريمة البحيرة الفنلندية معانا في #حقل_ألغاز
روعه بس مريبه
فى الغاز الواحد بتمنى يعرفها