لغز جريمة قتل سيل شارت بقلم: محمد عصمت بتاع الرعب
العالم من حوالينا مليان ألغاز مش محلولة، حاجات مُرعبة بتحصل في كُل مكان في العالم، ألغاز بتعرفك إن البشر مخيفين أكتر من أي مخلوقات مُرعبة تانية!
كُل اللي هعمله إني هاخدك من إيدك وهنروح نتفرج على الألغاز دي واحد واحد، بس خد بالك كويس، إحنا ماشيين في وسط حقل ألغاز، يلا بينا..
سنة 1908، السيد “تشارلز لوارد” لقى زوجته “كارولين” مضروبة بالنار وميتة في بيت الجيران!
كارولين وزوجها الجنرال السابق السيد تشارلز لوارد كانوا أعضاء فعَّالين في مجتمعهم الصُغيَّر في كينت بإنجلترا، لكن فجأة.. وبشكل مأساوي ماتوا الاتنين، الموت سرق منهم حياتهم اللي كانوا بيتمتعوا بيها سوا.
في البداية، لقوا كارولين مقتولة في بيت الجيران في سيل شارت بكينت، وبعدها بأسابيع السيد تشارلز انتحر، وعلى الرغم من إن فيه عدد كبير جدًا من النظريات اللي ظهرت، لكن القضية لسَّه لحَد النهاردة مفتوحة وبدون حل، القضية المعروفة بـ (لُغز جريمة قتل سيل شارت).
السيد تشارلز لوراد كان رجل عسكري سابق، لاعب جولف، وسياسي محلي من مؤسسين الحزب الوطني. كارولين لوارد كانت سيدة اجتماعية، صديقة للكُل، لطيفة، ومتطوِّعة في كثير من الأعمال الخيرية.
كان عندهم ولدين في سن الشباب، وحياتهم كان بيتضرب بيها المثل طول الوقت في المُجتمَع الراقي؛ عشان كدا موتهم كان صادِم وغير متوقَّع!
الموضوع بدأ يوم 24 أغسطس 1908، يوم صيف عادي جدًا في حياة كارولين اللي عندها 58 سنة، وتشارلز اللي عنده 69 سنة..
سابوا بيتهم سوا، كانوا ماشيين على رجليهم، الساعة كانت 2:30 تقريبًا، تشارلز كان متوجِّه لنادي الجولف عشان يجيب المضارب بتاعته، كارولين كان عندها خطة مُختلِفة، هتلعب شوية تمارين وبعدين هترجع تشرب شاي في البيت مع واحدة من صديقاتها..
وصلوا النادي الساعة 3 بالظبط، كُل واحد فيهم راح في طريق، هي شقَّت طريقها ناحية الغابات اللي فيها بيت واحدة من أصدقائها مش بيستعملوه، وبعدين هترجع بيتها تاني، أما زوجها فتوجَّه ناحية مقر إدارة النادي.. مكانوش يعرفوا إن دي آخر مرة هيشوفوا بعض فيها!
شهود كتير جدًا شافوا الجنرال السابق وهو متوجِّه ناحية النادي طوال الـ 35 دقيقة اللي ساب زوجته فيهم، الساعة 4:05 تقريبًا، ساب النادي وتوجَّه مع النائب بتاعه في الحزب، اللي كان رايح بعربيته ناحية البيت وهياخده في طريقه، والنائب دا شهد إن تشارلز ركب معاه الساعة 4:20 مساءً ووصله بيته الساعة 4:25 بالظبط.
لمَّا وصل البيت اتفاجئ، لأنه لقى السيدة ستيوارت صديقة زوجته اللي المفروض تشرب معاها الشاي حسب ميعادهم مستنية زوجته بصبر (اللي لسَّه موصلتش)، ساعتها حس إن فيه حاجة غلط، ساعتها حس إن كارولين مفقودة، بدأت رحلة البحث عنها فورًا في تمام الساعة 4:30 مساءً، وبعد حوالي 45 دقيقة من البحث لقوها..
لقوا جُثتها بمعنى أصح، مرمية في شرفة بيت جيرانهم اللي مش بيستعملوه!
كانت مضروبة بالنار في مؤخرة رأسها مرتين، وشنطتها والخاتم بتاعها مفقودين، الفارغ بتاع الرصاصة مكانش موجود، مفيش أي حاجة مُمكِن تكون دليل على وجود القاتل غير شوية طبعات أقدام.
بعد وفاة كارولين كتير من سُكَّان البلدة والمحامين أعلنوا عن تأكدهم إن تشارلز هو اللي قتل زوجته، على الرغم من إن الراجل عنده عذر غياب قوي جدًا، وكان قادر وبمُنتهى الوضوح يأكِّد مكان وجوده الساعة 3:15 مساءً، وهو الوقت اللي الخبراء قالوا إن دا توقيت وفاة كارولين، ودا بناءً على شهادة جار وبستاني، سمعوا صوت إطلاق النار 3 مرات في الوقت دا من ناحية البيت المهجور.
الراجل عمل اللي عليه وزيادة، وقدِّم الـ 3 مُسدسات اللي بيملكهم للسُلطات عشان تفحصهم، ولا واحد منهم كان مُطابق للمُسدس اللي تم إطلاق النار منه علي كارولين، لكن الشائعات كانت بتزيد، والناس مُصممة تشيِّل الموضوع لتشارلز، لدرجة إنهم قالوا إنه قتلها عشان يسرق الخاتم بتاعها!
وعلى الرغم من إن الشُرطة خلاص مبقتش تشُك فيه، لكن تشارلز كان بيجيله رسايل تهديد وكراهية واتهامات بقتل زوجته كُل يوم.
مع تقدم الأيام، مظهرش أي دليل جديد مُمكِن يُشير لقاتل كارولين، تشارلز كان مُحبط جدًا من إن المُجتمع بقى بينبذه ويكرهه، ويأس من إنهم يلاقوا القاتل، فعرض بيته للبيع.
واحد من أعضاء البرلمان وهو الكولونيل وارد، عرض على تشارلز مكان يقعد فيه.
يوم 17 سبتمبر انتهى التحقيق الرسمي، الكولونيل وارد خد الجنرال السابق والحاجة بتاعته وراحوا في المكان اللي الكولونيل قاله عليه، في الوقت دا واحد من أبناء تشارلز المُقيمين في جنوب أفريقيا كان وصله اللي حصل، وقرَّر يرجع إنجلترا عشان يكون جنب والده في المحنة دي.
صباح يوم 18 سبتمبر، في اليوم اللي ابنه وصل فيه، تشارلز صحى من النوم، أخد الشاور بتاعه، مشى لحَد محطة القطار، وهناك اختبئ وسط شوية شجيرات جنب القضبان، وأول ما القطر قرَّب قفز أدامه وانتحر، مات الجنرال السابق قبل حتى مرور شهر من موت زوجته.
القضية اتقفلت بانتحاره، لكن السُلطات بعد شوية طلعت بنظرية، إن كارولين كانت على علاقة بشخص، وهو اللي قتلها، وسرق الخاتم عشان يضلِّل السُلطات.
سنة 1914، السير سيدني أورمي هاميلتون، واللي كان كبير القُضاة، كتب كتاب عن وجهة نظره في القضية الغير محلولة دي، قال في الكتاب إن الشخص اللي قتل السيدة كارولين اسمه جون ديكمان، وإن ديكمان في السجن من 1910 بسبب قتله لشخص على متن قطار، وإن كان فيه علاقة بين كارولين وديكمان..
ديكمان كان طالب مُساعدة مالية، وكارولين إدته شيك، لكنه زوَّر الرقم اللي في الشيك، ولمَّا هي عرفت طلبت تقابله، فهو قتلها عشان متقولش لزوجها ويؤذيه.
لكن دي مُجرَّد نظرية ضعيفة..
لحَد النهاردة لغز جريمة القتل اللي حصلت في سيل شارت مازال مجهول تمامًا..
الفنان❤️