لغز جريمة يوتاه الجماعية بقلم: محمد عصمت بتاع الرعب
بعد حلول ظلام يوم 27 سبتمبر سنة 2014، شاب مُراهِق من سبرينج فيلد بولاية يوتاه، رجع بيته بصُحبة صديقته..
في أي ليلة عادية كان هيفتَح الباب عشان يلاقي والده ووالدته وإخواته التلاتة، لكن في الليلة دي.. ملقاش أي أثر لأي حد، مكانش سامِع أي صوت، لمَّا توجَّه ناحية أوضة نوم والده ووالدته، فوجئ إن الباب مقفول ومكانش قادر يفتحه، عشان كدا كان لازِم يلاقي طريقة يدخُل بيها الأوضة بالقوة، فكسر الباب..
وجو ا.. لقى جُثث الخمسة مُنتشرة في الأوضة
وفورًا صديقته اتصلت بالنجدة وهي بتصرُخ: ” يا الله، الأسرة بالكامِل قتلوا نفسهُم ”
من يومها ولحَد النهاردة.. ما زال اللي حَصَل لبينجامين وكريستي ستارك وأولادهم الثلاثة الصُغيَّرين مازال لُغز مالوش حل، وفيه دلائل وشواهد كتير جدًا بتقول إنه هيفضَل كدا لفترة طويلة..
لكن بعدها بسنة تقريبًا.. الشُرطة قرَّرِت تقول للناس هي لقت إيه في البيت لمَّا راحوا بعد المُكالمة ولقوا إيه في مسرح الجريمة اللي بيُقال إنه كان واحد من أبشع مسارح الجريمة في ولاية يوتاه
بمُجرَّد وصول الشُرطة للبيت الموجود في البلدة الصُغيَّرة اللي على بُعد 50 ميل من مدينة سالت ليك، لقوا بينجامين وكريستي ستارك وأولادهم التلاتة الصُغيَّرين ميتين في غرفة النوم الرئيسية، ولقوا في الأوضة شرايط أدوية برد، إنفلونزا، حساسية، منوِّمات، مُسكنات، وأدوية تانية بطعم الكريز، ولقوا كمان جردل بلاستيك كبير مليان بسائل لونه أصفر برتقالي، السائل دا هو كوكتيل من الأدوية دي كُلها
لسه غير واضِح حتى الآن إزاي الأطفال قبلوا أو وافقوا يتناولوا الكوكتيل الغريب دا!
الطب الشرعي بولاية يوتاه قال إن الأطفال اللي بيتراوَح سنهم بين 11 لـ 14 سنة، تناولوا كميات سامة من ديفينهيدرامين، واللي كان له تأثير على مستويات الهيستامين والميثادون في أجسامهم، كريستي ستراك تناوَل نفس الكمية، بالإضافة إلى ديكستروفان ودوكسيل أمين، دا غير إن بينجامين ستارك كان فيه كمية سامة من الهيروين في جسمها
طبعًا وفاة الأب والأم إتسجلت كانتحار، لكن وفاة الطفلين الصُغيَّرين إتسجلت كجرائم قتل ودا لأنهم أصغر من إنهم يوافقوا على الموت، في حين إن وفاة الابن الكبير اللي عنده 14 سنة لم يتم تسجيلها تحت أي بند من دول وخدت لقب (غير مُحدَّدَة)
ودا لأن سنه كان صعب جدًا، محدش قادر يعرف هل هو كان موافق على المُشاركة في الانتحار الجماعي دا ولا تم إجباره على مُشاركة والده ووالدته وإخواته الأصغر منه
وهنا هيظهَر سؤال مُهم وهيطرَح نفسه بإلحاح، ليه أصلًا الأسرة دي كانوا عايزين يموتوا؟
قرايبهم، أصدقائهم، وجيرانهم بيقولوا إن الموضوع كان مُتعلِّق بمشاكل نفسية كبيرة وإن المشاكِل دي كان لها تأثير كبير في قراراتهم
قالوا إن الأب والأم كانوا خايفين طول الوقت من الشر الموجود في العالم، وعايزين يهربوا من نهاية العالم اللي قربت، لكن الناس اعتقدوا إنهم عايزين بس ينتقلوا لمكان تاني مش أكتر، الغريب إن الشُرطة لقت قايمة مُهمات في البيت، كان فيها مُهمَات زي (أكل الحيوانات الأليفة) و (نلاقي حد يراقِب البيت) ولقوا كمان ورقة كاتبها الابن اللي عنده 14 سنة، كان بيورَّث فيها مُمتلكاته الشخصية لصديقه المُفضَّل
المُحقِّقين بيقولوا إن من حُسن حظ الأطفال إن الكوكتيل دا نيمهُم قبل ما يموتوا، وإن بينسون (14 سنة)، إيمري (12 سنة) لقوهم على الأرض في أوضة النوم، أما بينجامين وكريستي وابنهم زيون (11 سنة) كانوا نايمين على السرير الرئيسي، الشُرطة بتقول إن غالبًا بينجامين كان آخر واحد مات فيهم، ودا بعد ما إتأكِّد إن كُلهم ماتوا خلاص
مكانش فيه أي رسائل قبل الانتحار ولا أي مُذكِرات، هو بس الجواب بتاع الابن اللي كتبه لصديقه قبل اللي حَصَل بيومين لكنه مبعتوش ليه
ومكانتش رسالة قبل الانتحار، هي كانت رسالة أقرَب لرسالة وداع بيقوله فيها إنهم لمَّا يلاقوا الرسالة هيكون ميت
الشُرطة والسُلطات بيعتقدوا إن الولد اللي نجى من الكارثة دي، جانسون اللي عنده 19 سنة، واللي لقى أسرته ميتة، مالوش أي علاقة باللي حَصَل، ودا لأنه كان بعيد وقت اللي حَصَل وكان بيخطّط للزواج من صديقته
دا غير إن الشُرطة اكتشفت وجود جواب كتبته كريستي للقاتل المُتسلسل اللي كان في السجن وقتها دان لافيرتي، وإنها بعد ما بعتت له الجواب، زارته هي وزوجها في السجن وبقوا أصدقائه
ولافيرتي لمَّا عرف اللي حصل ليهم زعل جدًا
طيب إيه اللي حصل لهم بالظبط؟ إيه المُبرِّر للإنتحار وقتل الأطفال بالشكل دا؟ هل القاتل المُتسلسل اللي زاروه ليه علاقة بالأمر؟ وإزاي قدروا يقنعوا الأطفال يشربوا الكوكتيل المُميت دا؟
دي كُلها أسئلة هتفضل ألغاز ضمن حقل الألغاز بتاعنا
🤔🤔🤔👍👍👍👍👌👌
كالعادة روايتك وقصصك مثيرة وشيقة دائما متالق
👍👍❤❤❤
قراءة هذه الروايات تمدني بالكثير من الحيويه 🆕