لو جبنا مُحقِّق شُرطة يبُص في الأدلة الموجودة في جريمتين القتل اللي حَصَلوا في إردينجتون، هيتوصَّل لنتيجة واحدة بمُنتهى البساطة.. اللي ارتكَب الجريمتين دول قاتِل واحد، ودا بسبب التشابُه اللي تقريبًا وَصَل لحَد التطابُق في تفاصيل الجريمتين، الضحيتين كانوا نساء شابات، الضحيتين كان عندهم 20 سنة بس، الضحيتين قضوا ليلتهُم الأخيرة في الرقص طوال الليل، الضحيتين ماتوا في نفس اليوم من السنة –27 مايو– والجُثتين كانوا موجودين في نفس المكان، وعشان الموضوع يبقى أغرَب.. المُشتبَه به الرئيسي في الجريمتين كان شاب واسمه ثورنتون..
بس فيه فرق واحِد بين الجريمتين، إن فيه تقريبًا 157 سنة فرق بين الجريمتين، لكن في الحالتين ثورنتون كان برئ، والجريمتين فضلوا ألغاز لحَد النهاردة ومحدِش عارِف يوصَل لحل اللغزين دول!
يوم 27 مايو 1974، لقوا جُثة باربرا فورست، مُمرضة الأطفال، في خندق على أطراف حديقة (Pype Hayes) في إردينجتون، في برمنجهام بإنجلترا، تم اغتصابها وخنقها حتى الموت، الشكوك كانت بتحوم حوالين واحد من زمايلها في الشُغل، السيد مايكل إيان ثورنتون، واللي كان عايش بالقُرب من مكان الجريمة، لكن الدم اللي لقوه على ملابسه الداخلية وفي بيته في نفس ليلة مقتل باربرا مكانش مُطابِق لدمائها! بس برضه مكانوش عارفين مصدره لأننا بنتكلِّم عن جريمة حصلِت قبل استخدام تحليلات الحمض النووي كأدلة في الجرايم بعقد كامِل تقريبًا، وفعلًا.. تم تبرئة ثورنتون بشكل كامِل وأطلقوا سراحه.
وعلى الرغم من إنها حادثة مأسوية ولُغز غريب.. لكنه مكانش هيلفِت الأنظار لولا حاجة واحدة بس، إن في حادثة تانية مُطابقة لدي تمامًا حصلِت في نفس المكان من 157 سنة بالظبط!
يوم 27 مايو 1817، لقوا جُثة ماري آشفورد في بركة طينية في المكان اللي هيتحوَّل بعد كدا لحديقة (Pype Hayes) في إردينجتون، في برمنجهام بإنجلترا، وبالقُرب منها كان فيه آثار أقدام في الطين، إيدين ماري مُصابة بكدمات، وبسبب الكدمات دي الشُرطة والمُحقِّقين شكوا إن تم اغتصابها قبل قتلها، وزيها زي باربرا بالظبط، ماري قضَّت ليلتها الأخيرة في الرقص، واحد من الشباب اللي كانت بترقُص معاهم كان اسمه إبراهام ثورنتون، وعلى طول تم اعتقاله.
ثورنتون اعترَف إنه بالفعل مارس الجنس مع ماري بعد انتهائهم من الرقص، لكنه كان مُصِر إن دا حَصَل بالتراضي بينهم وإنه مقتلهاش، بعدها قرَّروا إن ماري ماتِت غرقانة.
الآراء والشكوك كانت بتحوم حوالين ثورنتون أثناء المُحاكمة، بس القضية دي كانت زي القضية اللي حَصَلِت بعد 157 سنة، مفيش أي دليل مادي واحِد يُدين ثورنتون بقتل أو حتى اغتصاب ماري، فأطلقوا سراحه وتم تبرئته من كُل التُهم المُوَجَّهة إليه.
شقيق ماري طالِب بإجراء مُحاكمة جديدة، كان مُقتنِع تمامًا إن ثورنتون مُذنِب، في الفترة الزمنية دي كان القانون قديم، فوافقوا على طلبه فورًا، لكن ثورنتون لجأ لقانون أقدم، بيعود للعصور الوسطى، طالِب بإجراء معركة لإنهاء المُحاكمة، القانون وقتها كان بيلجأ للكُتب، والقاضي راجِع الكُتب دي وللغرابة.. كان شايف إن الموضوع عادي ومفيش مانِع، فوافِق على طلب ثورنتون، وحطوا القوانين قبل بدء المعركة، لو ثورنتون خسر المعركة يبقي مُذنِب وهيتعدَم، لو ثورنتون كسب المعركة يبقى برئ، لكن شقيق ماري رفض الموضوع، فالقاضي برء ثورنتون نهائيًا.
وعلى الرغم من تطهيره من اللوم، الرأي العام كُله كان ضد ثورنتون، وبعد فترة طويلة من النبذ والمُعاملة السيئة، قرَّر ثورنتون يهاجر لأمريكا، ويبدأ حياة جديدة هناك.
أوجه التشابُه بين الجريمتين اللي حصلوا في إردينجتون لسَّه بتطارِد المُجتمَع المحلي لحَد النهاردة، كتير من الناس مُقتنعين إن التشابه بين الجريمتين مش مُجرَّد صُدفة، وبيستشهدوا في ده بأخر كلمات الضحيتين قبل الموت..
بيقولوا إن ماري قالت لوالدة صديقتها: “حاسَّة بحاجة سيئة على وشك تحصَل الأسبوع دا”.
أما بربرا فورست قالت لزميلتها في الشُغل: “الشهر دا مش هيكون الشهر المُفضّل ليّا، أنا عارفة دا كويس”.
فمن الواضح إن الضحيتين كانوا حاسين إن فيه حاجة مش طبيعية هتحصَل خلال الأيام التالية للتصريحات دي.
هل التشابه بين الجريمتين مُجرَّد صُدفة؟ ولا فيه حاجة أكبر ورا الموضوع؟
للأسف.. إجابة اللغز دا مازالت مش معروفة لحَد النهاردة.