حدث بالفعل
لغز فتاة الخيمة
في يوم حار من أيام شهر مايو ١٩٦٨.. حفَّار قبور اسمه ويلبور ريدل كان ماشي على الطريق رقم ٢٥ القُريِّب من الغابات الخلفية بولاية كنتاكي، بيجمَّع العوازل الإزاز من كباين التليفونات العامة عشان يبيعها بعد كدا.
في مُنتصف عملية البحث.. شاف حاجة ملفوفة في قُماش أخضر مرميَّة على الأرض، كان زهقان.. فقرَّر يزُق اللفَّة دي برجله من فوق الطريق، أثناء وقوعها وبسبب حركتها السريعة العشوائية من فوق التل، اللفَّة إتفتحِت.. واللي جواها بان.. كانت على شكل جُثة! ريدل حس بالخوف بيتملِّك منه، جرى لحَد ما وَصَل لأقرب محطة بنزين.
ومن هناك.. اتصل بقسم الشُرطة وبلَّغ المأمور باللي لقاه وشافُه، والمأمور وَصَل للمكان اللي ريدل قالُّه عليه في وقت قُصيَّر، أمر رجالته يطلَّعوا اللفة ويشوفوا إيه اللي جواها، لمَّا قطعوا القُماش رجعوا لورا بخوف، كانت جُثة مُتحلِّلَة لبنت شابة في حالة سيئة.
كان باين – على الرغم من سوء حالة الجُثة – إنها جُثة بنت بيضا بشعر بني قُصيَّر، بسبب التحلُّل اللي الجُثة وصلِت ليه.. ملامحها مكانتش واضحة ولا مُميَّزة. الصحافة قرَّرِت إنها تتولى نشر القصة بشكل رسمي، ولأنهم ميعرفوش اسم البنت المسكينة دي، أطلقوا عليها اسم «فتاة الخيمة»، الشُرطة وجهت نداء عام للأسر المُختفي منهم بنات أو سيدات إنهم يروحوا عشان يحاولوا يتعرَّفوا على الجُثة، لكن للأسف.. محدِّش قدر يتعرَّف عليها.
في النهاية.. مكانش أدامهُم غير حاجة واحدة، إنهم يدفنوها في المقبرة العامة سنة ١٩٧١، بعد ما كتبوا على شاهِد القبر مرثيَّة مُفجِعة! (فتاة الخيمة.. لقوها يوم ١٧ مايو ١٩٦٨.. على الطريق السريع رقم ٢٥.. ماتِت في الفترة ما بين ٢٦ أبريل لـ ٣ مايو ١٩٦٨.. سنتها بيتراوَح بين ١٦ لـ ١٩ سنة.. طولها ١٥٣ سم تقريبًا.. وزنها بيتراوَح بين ٥٠ لـ ٥٣ كجم.. شعرها بني قُصيَّر.. هويتها غير معروفة).
بعد عقود طويلة.. لوري بنت السيد ويلبور ريدل هتقابِل شاب لطيف اسمه تود ماثيوس، وفي مرة من المرات هتحكي قصة اكتشاف والدها لفتاة الخيمة، وبسُرعة جدًا.. تود بقى مهووس بفتاة الخيمة، وبدأ يدوَّر ورا الموضوع، سافِر لقبر البنت وزاره، وبدأ يجمَّع الجرايد والمقالات اللي إتكلِّمت عنها بحثًا عن أي دليل مُمكِن يوصَّلُه لحاجة.
بس للأمانة.. تود كان ذكي، لأنه في نفس الوقت.. بدأ يجمَّع تقارير عن الناس المفقودين اللي اختفوا في نفس الفترة الزمنية دي. وقتها مكانش فيه إنترنت، فالبحث كان مُقتصِر بس على مُكالمات التليفون والمُقابلات الشخصية، واستمر لمُدة عشر سنين في البحث ورا الموضوع.
جمَّع بعض المعلومات البسيطة.. لكنه للأسف موصلش لأي حاجة مُهِمة أو ليها قيمة، في النهاية.. الإنترنت ظَهَر والأمور بقت أسهل بكتير على تود، اللي بقى قاعِد في البيت ومُطلِع على كُل حاجة. في واحِد من المُنتديات الخاصة بالقضايا الباردة سنة ١٩٩٨، تود شاف بوست مقدرش يفوِّته بسهولة.
البوست كاتباه بنت من أركنساس اسمها روز ماري ويستبروك، البنت كانت بتدوَّر على أي معلومات توصلها لأختها الكبيرة المفقودة، أختها مفقودة في ولاية كنتاكي، وصفها مُطابِق لوصف فتاة الخيمة بالظبط.
البوست كان بيقول: (أختي باربرا مفقودة من آخر ١٩٦٧، شعرها بني، عينيها بني، طولها ١٥٥ سم تقريبًا، آخر مرة حد شافها كانت في ولاية كنتاكي، لو عندك أي معلومات عنها.. من فضلك كلمني على العنوان اللي مكتوب دا) تود كلِّمها فورًا وتواصل مع مصلحة الطب الشرعي عشان يستخرجوا جسد فتاة الخيمة يوم ٢ مارس ١٩٩٨، وتم تشريحها وأخذ عينة من الحمض النووي بتاعها عن طريق حشوة واحدة من سنانها ومسحة من داخِل خدها.
والنتيجة كانِت حاسِمة، فتاة الخيمة هي باربرا آن هيكمان صاحبة الـ ٢٤ سنة. باربرا انتقلِت لولاية كنتاكي بدون علم أهلها، في الوقت اللي اختفَت فيه.. كانِت بتشتغَل في مطعَم، عندها ٣ أطفال، متجوِّزة من عامِل في كرنفال اسمه جورج إيليوت تايلور.
والنتيجة كانِت حاسِمة، فتاة الخيمة هي باربرا آن هيكمان صاحبة الـ ٢٤ سنة. باربرا انتقلِت لولاية كنتاكي بدون علم أهلها، في الوقت اللي اختفَت فيه.. كانِت بتشتغَل في مطعَم، عندها ٣ أطفال، متجوِّزة من عامِل في كرنفال اسمه جورج إيليوت تايلور.
لمَّا سألوا تايلور عنها وقت ما اختفَت قالهم إنه ميعرفش عنها حاجة من ساعة ما هربت مع راجل تاني، للأسف.. في الوقت اللي حدِّدوا فيه هوية باربرا كان جورج مات من زمان، تحديدًا في أكتوبر ١٩٨٧، مفيش دليل واحِد يقول إن جورج هو المسؤول عن قتل زوجته المسكينة.
رغم إن تود كان مُقتنِع تمامًا إنه المسؤول عن الجريمة. كنوع من أنواع التكريم، أضافوا لقبرها شاهِد قبر تاني مكتوب عليه اسمها الكامِل وتاريخ ومحل ميلادها وتاريخ وفاتها.
ورغم إن كُل حاجة في اللغز دا تقريبًا إتحلَّت إلا إن هوية القاتِل غير مُثبتة وسبب القتل غير معروف، ودا اللي مخلي لُغز فتاة الخيمة مشرَّف معانا هنا النهاردة في حقل ألغاز..