سنة 1926.. أوروبا كُلها كانِت بتتكلِّم بهوَس عن قصة إلينور زوجون، البنت الأمية الفقيرة اللي عندها 13 سنة وجايَّة من ريف رومانيا، واللي كانِت بتُعاني من حالة استحواذ شيطاني، وعلى الأغلَب الشيطان نفسه هو اللي كان مستحوِّذ عليها.
بدأ يظهَر على إلينور علامات الاستحواذ الشيطاني في سنواتها الأولى، كانت بترمي نفسها على جدران الأوضة بعُنف، كانت فيه حاجات بتطير في الأوضة بشكل غريب، في البداية أسرتها كانوا مُعتقدين إن عندها قدرة غريبة على تحريك الأشياء عن بُعد، لكن فجأة كمان.. بدأ يظهَر على جسمها علامات خربشة وعلامات عض، الجروح والخدوش دي كانت بتظهَر في أماكِن مُستحيل البنت توصل لها بنفسها.
ساعتها أهل إلينور طلبوا المُساعدة من الكاهِن المحلي، وفعلًا.. بعتوا إلينور لدير (Gorovei) وهناك أخضعوها لجلسة طرد أرواح شريرة كاملة، لكن رغم كدا الظواهِر الغريبة فضلت مٌستمِرة.
ولأن أهلها مكانش عندهم أي حاجة يعملوها أكتر من كدا، قرَّروا يبعتوها لمصحة نفسية.
من حُسن حظ إلينور، إن الكونتيسة الغنية زوي واسيلكو سيريكي سمعت عن قصتها، الكونتيسة زوي كانت مهوُّوسة بالغرائب والماورائيات، وفورًا أمرت الكونتيسة بتحويل مسار زوي عشان تنقذها من دخول المصحة النفسية، وطلبت إنها تستضيفها عندها، وعرضت عليها بيت تعيش فيه، مُقابِل إنها تقدر تدرس الحالة الغريبة دي.
وفعلًا.. سافرت إلينور مع الكونتيسة للندن، وهناك أصبحت مُتاحة لكُل الجمعيات الخاصة بدراسة وتحليل الخوارق والأمور الغريبة، وكتير منهم نَجَح فعلًا في تصوير أدلة وشواهِد على وجود علامات خربشة وعض غير طبيعية على إيدين إلينور، وسجلوا كمان جُزء من التجارب الخاصة اللي كانت الكونتيسة بتُجريها على إلينور، خصوصًا مع رجوع القدرات الخاصة الغريبة للظهور مرة تانية.
في البيت اللي كانت إلينور عايشة فيه مع الكونتيسة، بدأت تحصَل حاجات غريبة، الأثاث الثقيل كان بيتحرَّك لوحده، بطريقة غريبة ومُخيفة، طبقًا لكلام الكونتيسة نفسها.. في مرة فيه حذاء بكعب عالي طار في الهوا بسُرعة مُستحيلة عشان يدخُل كعبه جوا الحائط ويغرس فيه، دا غير شهادة بعض الشهود إنهم شافوا نقطة حبر بتطير في الهوا أدام عينيهم.
وعلى الرغم من إن إلينور أمية زي ما قُلنا، إلا إنها وسط النوبات دي، كان بيصيبها نوبات من نوع آخر، نوبات كتابة عنيفة وسريعة، كانِت بتمسِك ورقة وقلم وتبدأ تكتب حاجات كتير بلُغة رومانية سليمة، في واحدة من التقارير دي كتبت وصف مُفصَّل لمكان شوية مفاتيح كانوا ضايعين من الكونتيسة.
لكن طبعًا زي ما كان فيه ناس مصدقاها، كان فيه ناس مُشكِّكّة في كُل حاجة بتحصَل ليها، عشان كدا كذِّبوا كُل تجارب الكونتيسة وشهادات شهودها، وطالبوا –فتاة رومانيا الشبح– إنها تزور مجموعة من الأطباء النفسيين، واحد من الأطباء دول كان اسمه الطبيب هانز روزنبوش قال إنه شاف بعينه الكونتيسة وهي بتخدِش رقبة ألينور بمشط حاد وهي بتتظاهَر بتسريح شعرها قبل واحدة من الجلسات، وأعلن أمام الجميع إن إلينور مش أكتر من كذَّابة ومُخادِعَة، الكونتيسة مسكتتش، رفعِت عليه قضية رد شرف سنة 1927.
في الوقت دا، كُل الظواهِر والأنشطة المُخيفة اللي كانِت بتحصَل لإلينور كانت توقَّفِت تمامًا، خصوصًا مع وصولها لسن البلوغ، كُل حاجة توقَّفِت فجأة بشكل غريب جدًا، وقتها قرَّرِت تسيب الكونتيسة وترجَع رومانيا مرة تانية، وهناك عاشِت بشكل طبيعي، إتجوِّزت، وعاشت بقية حياتها بدون أي مشاكِل.
الحاجة الوحيدة اللي العالم تأكَّد منها، إن إلينور أثناء وجودها عند الكونتيسة اعترفِت إنها تعرضت لاعتداء جنسي من شخص قريب منها في سن صُغيَّر أثناء وجودها في رومانيا، وقالوا وقتها إنها بدأت تتظاهَر بموضوع الاستحواذ الشيطاني دا كوسيلة للفت النظر لقضيتها وتوجيه غضبها.
على الرغم من كُل دا، لا تزال فتاة رومانيا الشبح، أو ألينور زوجون، واحدة من أغرب قضايا الاستحواذ الشيطاني اللي ظهرت في العالم.
لكن هل كانت إلينور مُجرَّد نصابة ومُخادِعة؟ ولا كانت صادِقة وضحية عملية استحواذ شيطاني عنيفة؟
إجابة السؤال دا لسّه مش معروفة لحَد النهاردة.. عشان كدا قصتها موجودة معانا في (حقل ألغاز).
رائعة