لغز مذبحة على قارب صيد.. القاتل صاحب القبعة
لغز مذبحة على قارب صيد.. العالم من حوالينا مليان ألغاز مش محلولة، حاجات مُرعبة بتحصل في كُل مكان في العالم، ألغاز بتعرفك إن البشر مخيفين أكتر من أي مخلوقات مُرعبة تانية!
كُل اللي هعمله إني هاخدك من إيدك وهنروح نتفرج على الألغاز دي واحد واحد، بس خد بالك كويس، إحنا ماشيين في وسط حقل ألغاز.. يلا بينا.
مكانش فيه رسائل استغاثة، مكانش فيه طلب للمُساعدة من أي نوع، بمنتهى البساطة المركب بدأت تحترق بكُل هدوء يوم 7 سبتمبر 1982.
لغز مذبحة على قارب صيد
قارب الصيد اللي طوله تقريبًا 58 قدما كان واقف ثابت في خليج صُغيَّر أمام خليج كريج، قُريِّب من مدينة بولاية آلاسكا تعدادها مش أكتر من 600 نسمة، لمّا خدوا بالهم من الدخان المُتصاعد من جسم السفينة، كانت النار بتحرق المركب كُله لدرجة إنه كان مُستحيل تمامًا على أي مخلوق إنه يجازف ويقرَّب من المركب عشان ينقذ أي حد، دا أساسًا لو كان فيه حد لسَّه عايش جوا، ونجا من الجحيم ده.
كانوا بيحاولوا يسيطروا على الحريق، لكن النار كانت قوية بما فيه الكفاية عشان تحوِّل مركب الصيد اللي كانت قيمته حوالي 850 ألف دولار لشوية خراب مُتفحمين، قارب صيد السلمون اللي كان ملك للسيد “مارك كولثرست” اللي عنده 28 سنة ومن بلاين بواش، واللي قعد مُشتعل يومين تقريبًا لحَد ما قدروا يطفوه.
بمُجرَّد ما رجال الإنقاذ طلعوا القارب المُحترق لقوا ضحايا، في البداية كان صعب عليهم جدًا يفرقوا بين بقايا القارب وبقايا الجُثث المُحترقة، لكنهم قدروا يميزوا 3 جُثث لـ3 بالغين، وجُثة لطفل صُغيَّر.. لكنهم بسبب الحالة السيئة جدًا للجُثث مقدروش يتعرفوا على هوياتهم؛ فاضطروا اللجوء لسجلات الأسنان.
أخدوا تقريبًا 3 أيام لحَد ما قدروا يوصلوا لحقيقة إن البقايا دي خاصة بالسيد كولثرست، وزوجته إيرين اللي كان عندها 28 سنة، وبنتهم كيمبيرلي اللي كان عندها 15 سنة.. أما الشخص البالغ الثالث اللي كان معاهم فكان السيد مايكل ستيوارت اللي كان عنده 19 سنة، ابن عم كولثرست واللي بيشتغل معاه على سطح المركب.
لكن الغريب كان إنهم قدروا يعرفوا إن كولثرست وزوجته اتضربوا بالنار أكتر من مرة قبل الحريق!
بعد يومين، التحقيقات قدرت تلاقي بقايا جديدة، أسنان، عظام، وجذع بشري!
ساعتها انتشرت التكهنات اللي بتقول إن دي بقايا باقي أفراد طاقم المركب وهُمّا السيدين دين مون، وجيروم كيوين اللي كان عندهم 19 سنة، والسيد كريس هيمان اللي عنده 18 سنة.
ابن كولثرست اللي عنده 4 سنوات “جون”، كان نايم في مكان ما في المركب، النار ضررته بشدة لكن الغريب إنهم ملقوش له أي أثر ولا أي بقايا!
الطب الشرعي بعد شوية تحقيقات قال إن الضحايا ماتوا قبل الحريق ما يبدأ بشوية، ودا لأن مفيش أثر لأول أكسيد الكربون في الرئتين، ودا معناه إنهم مكانوش بيتنفسوا وقت بدء الحريق، كمان ارتفاع نسبة الكحول في دمهم أثبتت إنهم كانوا سكرانين قبل الموت.
كان مستحيل تمامًا إنهم يؤكدوا إن البقايا اللي لقوها بقايا 8 أشخاص، دا غير إنه كان مُستحيل التأكُّد من هوية السيد مون، والسيد هيمان، ودا فتح باب الشك في إن مُمكن البقايا تكون لسبعة أو أقل، والهاربين دول يكونوا القتلة.
التحقيقات كمان أثبتت وجود علامات وأدلة على جسم القارب لإن الحريق كان بفعل فاعل!
كولثرست كان راجل مُحترم وسمعته كويسة بين الناس، كان بيحلم يبطَّل شُغل ويتقاعد لمَّا يوصل لسن الخمسين، لكن الشهود قالوا إنهم شافوا شاب في أوائل العشرينيات من عُمره، وزنه حوالي 150 باوند تقريبًا، ولابس قبعة بيسبول، كان واقف على سطح المركب دي يوم الحريق!
واحد من أقرب الناس لكولثرست واللي كان عارفه كويس جدًا هو والطاقم بتاعه، بيقول إنه مش عارف مين الشخص دا وإن دي كانت أول مرة يشوفه، لكن بعض الناس قالوا إن فيه شبه كبير جدًا من شاب كان شغَّال مع كولثرست زمان، وهو السيد جون بيل اللي كان عنده 23 سنة.
بيل يعرف كولثرست وبيشتغل معاه على سطح المركب من سنة 1980، لكن سنة 1982 سابه عشان ينضم لطاقم مركب صيد تانية، دا غير إن بيل كان على علاقة بأخت كولثرست في الفترة اللي اشتغل معاه فيها.
لكن للأسف مفيش أي دليل مادي يربط بيل بالجريمة، الشُرطة بدأت تركز عليه بسبب أقوال الشهود، لكن عُمدة مدينة كريج وقتها طلع بتصريح شهير وقال فيه إن حوالي 500 من الـ600 اللي في المدينة شبه بيل، وإن شكله مألوف وعادي وسهل جدًا إن حد يشتبه بيه.
لكن الأمور بدأت تسوء أكتر بالنسبة لبيل لمَّا فشل في اختبار كشف الكذب، دا غير إشاعة بدأت تنتشر إنه ضرب كولثرست بسبب تعاطيه للكحول والمُخدرات.
وبعد مرور سنتين من التحقيقات والاستجوابات، أصدرت الشُرطة أمر بالقبض عليه، وفعلًا تم القبض على بيل في مسقط رأسه بمدينة بيرمنجهام بواش، واتهموه رسميًا بجريمة القتل من الدرجة الأولى لـ8 ضحايا، وجريمة الحرق العمد من الدرجة الأولى.
كانت النظرية وقتها إن بيل الغائب عن الوعي بسبب وجوده تحت تأثير المُخدرات طلع على متن القارب وضربهم بالنار كلهم، قبل ما يحاول يحرق القارب عشان يتخلَّص من جريمته ويخفي آثارها.
محاكمة وتعويض
بدأت المحاكمة في مارس 1986، وكانت القضية مُعتمدة بشكل أساسي على أقوال الشهود، واحد منهم قال إنه كان نايم وصحي على صوت ضرب نار وصريخ جايين من المركب، وإنه مُتأكِّد إنه ماكنش بيحلم، واحد تاني أكِّد إنه شاف بيل بالفعل على سطح المركب ليلة ارتكاب الجريمة، أما التالت فأكِّد إنه باع لبيل كمية كبيرة من البنزين قبل اندلاع الحريق بساعات، أما الباقيين فبدأوا يتكلموا عن العلاقة السيئة اللي بين الرجلين.
محامي بيل قال إنه مستغرب، لأن بيل لو عايز يرتكب الجريمة كان أجَّر حد يرتكبها بمقابل مادي، بدل ما يعمل كدا وكُل الناس تشوفه وتتعرَّف عليه.
وبعد ست شهور وست أيام المحاكمة الأولى قالت إنه مُدان، وبدأت فورًا المُحاكمة الثانية في يناير 1988، واستمرت لمُدة 3 شهور و4 أيام، واتكلفت حوالي 2 مليون دولار، لكن المُفاجأة إن تم تبرئته تمامًا!
بعدها بسنتين بيل قرَّر يرفع قضية ويطلب فيها 177 مليون دولار كتعويض عن الأضرار اللي حصلت له، بسبب اتهامه الخاطئ والغير مشروع.
وبعد 7 سنين في المحكمة، حكموا له بتعويض قيمته 900 ألف دولار فقط.
والنهاردة وبعد الوقت دا كُله.. ما زال القاتل حُرا طليقا وغير معروف، وما يزال اللغز مُستمرا.
اقرأ أيضا:
لغز جريمة علنية: بقلم محمد عصمت
السلام عليكم