لغز مقتل المدعي العام
لغز مقتل المدعي العام.. العالم من حوالينا مليان ألغاز مش محلولة، حاجات مُرعبة بتحصل في كُل مكان في العالم، ألغاز بتعرفك إن البشر مخيفين أكتر من أي مخلوقات مُرعبة تانية!
كُل اللي هعمله إني هاخدك من إيدك وهنروح نتفرج على الألغاز دي واحد واحد، بس خد بالك كويس، إحنا ماشيين في وسط حقل ألغاز، يلا بينا..
لغز مقتل المدعي العام
«جوناثان لونا» كان رجل نظام، عنده 38 سنة، لديه أسرة سعيدة، وناجح في عمله كمُدعي عام، عنده قصة نجاح من اللي مُمكِن تتحوِّل فيلم بمُنتهى السهولة، بدأ من الصفر لحَد ما بقى واحد من الأغنياء والناجحين في مهنتهم جدًا، صاحب نفوذ وسُلطة، عشان كدا لمّا حَصَل اللي حَصَل، كان مُفاجأة بجميع المقاييس!
يوم 3 ديسمبر 2003، غادر محكمة في بالتيمور، وبدل ما يتوجَّه ناحية بيته كالمُعتاد، بدأ يمشي في طُرق غريبة وعجيبة في وقت متأخر من الليل! لونا غادر المحكمة الساعة 11:30 مساءً، وساق عربيته لحَد مقاطعة لانكستر- بنسلفانيا، اللي بتبعُد عن المحكمة حوالي 4 ساعات بالعربية.
في الصباح التالي لقوه غرقان في بركة مية ضحلة، وهو لسَّه لابس البطاقة التعريفية الخاصة بالمحكمة حوالين رقبته!
الموضوع من برا يبان وكأن لونا يومه كان وحش في الشُغل، قرَّر يغيَّر جو، ساق عربيته أربع ساعات، وفي الآخر غرق في بركة مية ضحلة، حادثة غريبة! بس بتحصَل يعني..
شواهد غريبة
لكن فيه شوية نقط غريبة في حادثة السيد لونا تحديدًا، زي مثلًا إنه مقالش لولا مخلوق على رحلته الغريبة دي، أو زي إنه مساقش عربية بشكل مُباشر لمُقاطعة لانكستر، بالعكس هو اتجه بعربيته ناحية الشَمَال، وبعد كدا بدأ يسوق العربية بشكل مُتعرِّج، وقف في أماكن كتير عشان يسحب كميات فلوس بسيطة، دفع كارتة طريق في أماكن مُختلفة، على الرغم من إن معاه اشتراك يخليه ميدفعش ولا مرة!
ويبدو كمان إنه جرح نفسه في الطريق؛ لأن آخر كارتة قطعها كانت ملوثة بالدماء، دا غير إنهم لمَّا لقوا عربيته جنب البركة، كانت لسَّه شغَّالة ودايرة، وعلى الرغم من إنه مات غرقان، إلا إنه كان مطعون بسكينه الخاص 36 مرة، دا غير إنه كان مخبوط خبطة قوية على جانب رأسه.
أول حاجة الشُرطة فكرت فيها هو إن الراجل شغَال في القانون، فبديهي يكون له عداوات في الأوساط الإجرامية، دا غير إنه تاني يوم عنده قضية ضد اتنين من أكبر تُجَّار المُخدرات، فكانت أول نظرية كونوها إن دا حد استناه وهو خارج من المحكمة بالليل خلاه يسوق الطريق في الطريق الغريب دا عشان يبعده عن أي حد يعرفه، وفي النهاية لمَّا وصلوا لمكان هادي عذبه شوية وبعدين قتله، وهي فعلًا نظرية معقولة جدًا.
لكن التحقيقات أثبتت حاجة تانية مُختلفة، السيد لونا كان مخبي أسرار كتير أوي على أسرته زي: إنه عليه ديون كتير، دا غير إنه من مُدمنين مواقع التواعد الإلكترونية..
دا غير إنهم وصلوا للعامل اللي كان في البنزينة اللي وقف فيها عشان يموِّن عربيته ويشتري أكل وشُرب، والعامل دا قال إنه كان لوحده ومكانش معاه حد، وإن السيد لونا كان كويس وبيتصرَّف بطريقة طبيعية جدًا…
حياة سرية
بناءً على كدا ظهرت نظرية تانية، وهي: إن الراجل بدأ يزهق من حياته السرية وقرَّر يمشي بعربيته شوية عشان يفكَّر في الموضوع، وفي النهاية قرَّر ينتحِر!
طب هنا هيظهر سؤال مُهِم.. طالما هو ناوي يقتل نفسه، ليه ساق كُل دا، ما كان انتحر في أي مكان وخلاص؟ والإجابة المنطقية هي إن السيد لونا كان عايز يخلي الموضوع يبان وكأن حد خطفه عشان سُمعته.
والنظرية دي منطقية جدًا، بس بسُرعة جدًا الطب الشرعي نفاها لمَّا حدد مكان الطعنات، الدكتور اللي مسؤول عن تشريح الجُثة قال: إن الجروح اللي مُصاب بيها السيد لونا هي أسوأ جروح شافها في حياته، وإنها مش جروح حد عايز ينتحِر، بل إنها أقرب لجروح انتقامية، إحنا بنتكلِّم هنا عن جروح زي قطع شرايين الإيد، قطع العضو التناسلي، دبح الرقبة كلها، وطعنة في مُنتصف الضهر!
الحانوتي اللي دفنه قال إن دي أسوأ جُثة عدَّت عليه طول حياته المهنية، طب لو هو عايز ينتحر.. هيقطع عضوه التناسلي ليه؟ وهيضرب نفسه بالسكينة في مُنتصف ضهره ازاي؟
دا غير حقيقة إن لونا ساب نضارته في مكتبه قبل ما يُغادر المحكمة؛ ودي حاجة مش منطقية، لأنه مش بيشوف ولا بيعرف يسوق من غيرها!
دا كمان غير إنهم لقوا بركة دماء كبيرة في الكُرسي الخلفي في العربية، ودا معناه إن لونا كان نايم في الكنبة اللي ورا وهو بينزف، وحد تاني هو اللي سايق.
طب وعامل البنزينة اللي تعرَّف عليه لمَّا شاف صورته وقال إن هو اللي اشتري الحاجة منه، وكان لوحده ومفيش معاه حد!
وهنا بتظهر النظرية الأكثر جنونًا، واللي مكتب التحقيقات الفيدرالية مُقتنِع بيها لحَد النهاردة، وهي: إن لونا له توأم محدش يعرف عنه حاجة وإن هو اللي قتله!
لحَد النهاردة بيدوروا على القاتل..
لحَد النهاردة قاتل السيد لونا حُر طليق وسطنا..
ولحَد النهاردة القضية دي بدون حل..
رائع كالعادة أستاذنا