لغز نص فدان من الجحيم
لغز النهاردة بيبدأ سنة ١٨٧٠، في نفس الوقت اللي كانساس بدأت فيه تكون وجهة كتير من الروحانيين والمُهتمين بعوالِم الأرواح والأشباح، من بين الروحانيين دول كانِت عيلة آل بيندر، العيلة اللي بنت كوخ أو كابينة بنية تحويلها لاستراحة وفُندق صُغيّر للغُرب عن المكان.
الأب (جون)، الأم (ما، ودا اسم مُستعار لأن اسمها الحقيقي مش معروف لحَد النهاردة)، كانوا بيتكلموا شوية انجليزي قليلين وبيفهموا كلام أهل المنطقة بصعوبة، وكان وقتها معاهم ولد وبنت صُغيّرين (جون جونيور وكايت)، وبسُرعة جدًا شُهرة جون وما بدأت تزيد وتنتشِر بين أهل المنطقة، العيلة الشيطانية الغامضة اللي بتخفي أسرار كتير، ورغم إن الأب والأم مكانوش بيختلطوا مع أهل المكان كتير، إلا إن الأطفال كانوا مُنفتحين على المكان الجديد بشكل كبير.
كيت أعلنِت عن نفسها بوضوح من أول يوم، قالِت للكُل إنها مُستبصِرة وروحانية وبتقدَر تعالِج المرضى، كانِت مُتخصّصة في إدارة جلسات تحضير الأرواح، ولأن الناس بتحِب الكلام دا، فبُسرعة جدًا الكلام دا انتشر بين الناس، وكعادة الناس.. كلام كتير زاد لحَد ما قدراها تضخّمت بشكل مُرعِب، الناس كانوا بيتوقّفوا في الكوخ عشان ما تحضّر لهم أرواح الناس اللي بيحبوهم سواء عشان يكلموهم شوية أو يقضوا معاهم ليلة كاملة، وكله بحسابه!
جون جونيور كان ولد لطيف وبيحِب يساعِد عيلته، عشان كدا كان بيطلَع يُقف على الطريق وبيحاوِل يقنع الناس إنهم يزوروا الكوخ بتاعهم سواء عشان جلسات تحضير الأرواح، عشان يقضّوا الليلة، أو عشان يشتروا شوية حاجات ومُستلزمات من اللي والده كان بيتاجِر فيهم، وواحدة واحدة تحوَّل كوخ آل بيندر لمكان كُل زوّار المنطقة.
لكن للأسف، مش كُل اللي بيدخُل الكوخ.. كان بيخرُج منه!
في ليلة كان جورج لونشر بيدوَّر على مكان يبات فيه هو وطفلته الرضيعة قبل ما يرجعوا لوا بعد وفاة مراته، والناس نصحوه يقضي ليلته في كوخ آل بيندر، لكن لونشر مرجعش لوا تاني، ودا خلى الناس تشُك في الموضوع، خصوصًا.. الدكتور ويليام يورك، اللي كان صديق مُقرَّب للأرمل المُختفي، وفضل يدوَّر عليه ويتتبّع خطواته لحَد ما وصل للمنطقة دي.
لكن الغريب.. إن دكتور يورك هو كمان اختفى بدون ما يسيب أي أثر، ساعتها الشكوك زادت، ليه أغلب المسافرين بيختفوا في المنطقة دي! وبالتالي.. حصل حاجة كدا زي اجتماع لمُلَّاك الأكواخ والبيوت اللي في المنطقة، حضر الاجتماع دا أخو دكتور يورك، وطبعًا آل بيندر كانوا موجودين.
وقتها اتفق كُل الموجودين على إنهم يعملوا تفتيش لكُل الكباين والأكواخ الموجودة في المنطقة، وكله وافِق..
لكن في نفس الليلة، حصلت عاصفة كبيرة، أجلت التفتيش كام يوم، لمَّا العاصفة هدت.. كان آل بيندر كُلهم اختفوا تمامًا وسابوا الكوخ بتاعهم فاضي! محدّش عارِف راحوا فين! ولا حد هيسمع عنهم حاجة بعد كدا!
الناس شكّوا فيهم طبعًا فقرّروا يفتشوا الكوخ، ملقوش فيه حاجة، بس لمّا نزلوا القبو لقوه مليان دم بشكل غريب، صحيح إنهم ملقوش أي جُثث، بس السؤال المُهِم كان.. الدم دا كُله جه منين؟
كلهم كانوا شاكّين في بستان التفاح اللي ورا البيت، ولمّا دوّروا فيه لقوهم، لقوا جُثة دكتور يورك، وجُثة جورج لونشر وبنته الرضيعة، و٨ جُثث غيرهم مدفونين في البُستان، سبب وفاة مُعظمهم كان إما دبح أو كسر في الجُمجمة.
وفورًا ظهرت نظرية بتفسّر جرايم القتل.. قالوا إن الضحية كان بيجلس على كرسي خاص بضيوف الشرف، الكُرسي دا وراه ستارة سودا غامقة، أثناء العشا كان جون جونيور ووالده بيضربوه بحاجة تقيلة على راسه من ورا الستارة، وقبل ما يُقع بيكونوا مسكوا الجُثة ودبحوه، بعدها بيرموه في القبو ويسيبوا دمه يتصفى جوا.
البستان دا بعدها اتشهر جدًا باسم «نص فدان من الجحيم»
الحقيقة إن محدّش كان عارف هُمّا بيقتلوا ضحاياهم ليه؟ أغلبهم كان من الفقراء ومفيش معاهم فلوس عشان يطمعوا فيهم! محدش عارف راحوا فين! وإزاي اختفوا من غير ما يسيبوا أي أثر بالشكل دا!
ابداع اللهم بارك
سلمت يداك
مبدع كالعاده❤❤