لون
في اللوحة كانت الشمعة مضاءة، وممتلئ جانبها الأسطواني بتجاعيد الاحتراق، مع بقعتين من التجاعيد وضع الرسام عينين وقطعة من الصحراء خلفية لها، ومرتفعات متفاوتة وبعيدة. أسفل الشمعة، أسقط الفنان عود ثقاب، وسماعة تليفون مائلة جهة اليمين إثر التأرجح، في حين استقر الآن الطرق المنتظم لارتطام الأرض بأقدام انتهت بالقرب مني.. بعد لحظة من الصمت. كانت ارتطامة هادئة معلنةٍ استقرار الموضع. نظرت. كان وجهها خلفي تماما، وخلفه أجزاء من لوحات ولوحات كاملة. وأخرى توارت خلف عينيها. كنت أنا في منتصف اللوحة أعاني هواء الصحراء الجاف والسماعة عادت تتأرجح، وأصوات تنطلق من الصحراء تجعلني أتشبث بالشمعة. أحملها. أسير بها يمينا ويسارا خلف السماعة. ازعق قبل أن تنتهي المكالمة. ولما أجابني الصدى. افترشت الرمل. نزعت كل ما يتعلق بجلدي. تحررت. ذبت في لون الصحراء.
حين ماجت الألوان شعرت أنها ترانى. هممت بإطفاء الشمعة لكني خشيت أن تسود الألوان الليل، فقمت ألون جسدى ثانيةٍ، وأنا أتأسف لذلك كثيرا.. سقطت دمعتان على عود الثقاب الملقي في حين احتجزت زهرة بحافة البرواز الخلفي رطوبة الجدار علها تتفتح. لما اعتلت أيدينا الشمعة تشبثت ببقع بلورية سقطت توا. حجبنا الضوء بأيدينا. خلف أصابعي كانت لوحتان تطابقتا كل التطابق، أما الشكل فيتراقص. حبست أنفاسي اقتربت، ولم تزل هناك اهتزازة ضعيفة. لكني ظهرت متموجا. أغلقت المسافات الصغيرة بين الأصابع. اقتربت أكثر. حين كونت مسافة جديدة انسدل الرمش بدفقة هواء واختفيت.
قصة قصيرة