لو كوريفو الميتة ، يقول البعض أن الشر خالد بخلود الخير، ولكنهم دائما يتناسون أن الإثنين مخلوقان، والخلود ليس صفة من صفات المخلوقات، وهكذا لابد للشر و الخير كذلك من نهاية مهما طال الزمن، ولكن ربما قد يتعدى الشر حدود الموت، ففي النهاية الشر أثبت حتى الآن أنه أبقي من الموت.
خلال عام 1733 وُلدت ماري جوزيت كوريفو، والمعروفة في فرنسا ب”Le Corriveau”، وكانت الابنة الوحيدة الناجية لجوزيف كوريفو فلاح فقير يعيش في نيو فرانس ومات جميع أطفاله العشرة خلال طفولتهم قبل ماري.
حينما وصلت ماري لسن السادسة عشر، قرر والداها أن عليها الزواج، وبالفعل في يوم السابع عشر من نوفمبر عام 1749 تزوجت من شالرز بوشارد، فلاح شاب وسيم يعيش بالقرب من منزلها.
لكن سرعان ما شعرت ماري بالملل من زوجها، لا يعلم أحد لماذا في الواقع، ولكن في إحدى الليالي قتلته حيث ضربته علي رأسه ثم وضعته علي ظهر حصان وضربت الحصان كي يركض بجثته، وهكذا ظهر للناس أنها حادثة حيث مات الفلاح المسكين حينما سقط من فوق الحصان علي رأسه، ومن هنا أصبحت ماري متاحة للزواج من جديد.
تزوجت مجددا من رجل مجهول لنا، لكن يكفي أن نعرف أنها سرعان ما شعرت بالملل منه كذلك و وضعت عينيها في اتجاه شاب جديد في البلدة، لذا حاولت قتل زوجها الثاني بفأس في إحدى الليالي المظلمة، وبالرغم أن الزوج المسكين لم يستطع النجاة إلا أن جيرانها استطاعوا رؤيتها تقتله تلك الليلة وهكذا تم القبض عليها.
وفي الثامن عشر من أبزيل تم إعدامها في كيوبيك، ثم تم أخذ جسدها و تم وضعه بعدها في قفص يقف منتصبا وسط تقاطع طرق Lauzon و Bienville تحديدا في شارع يسمي بشارع القديس جوزيف حتى تبقى هناك كعبرة للمسافرين بجوار النهر.
ولكن كما قلنا سابقا قد يتعدى الشر حدود الموت، حيث قال المسافرون عبر التقاطع بعدها أنهم يرونها حية كل ليلة، تفتح عينيها و تمد يديها محاولة الإمساك بهم من بين قضبان القفص، تهمس بكلمات شريرة بأسمائهم كي يحرروها من سجنها، لذا سرعان ما قرر الناس عدم استخدام ذلك التقاطع، وهكذا قررت السلطات التخلي عن قرارها السابق بجعل ماري عبرة وقررت دفنها في حفرة عميقة تحت الأرض.
ولكن بدا أن كل جهودهم قد ذهبت سدا فقد قيل أنها كانت تخرج من القبر ليلاً لتعود إلى التقاطع محاولة الهجوم على المسافرين، وهكذا في إحدى الليالي كان هناك مسافر تعيس الحظ قرر سلوك طريق التقاطع بجوار النهر، وكان ذلك المسكين يسمونه دوبي، وبمجرد أن مر دوبي في تلك الليلة بجوار المكان الذي كان يحمل سابقا قفص ماري، استطاعت عيناه أن ترى شكلها الشيطاني، شبحا شاحبا نحيلا يرقص علي ضفة النهر بجنون مرعب.
حاول الهرب، لكن سرعان ما رآه الشبح وأمسك برقبته قبل أن يقول
“أعبر بي النهر يا دوبي” بصوت همس مرعب قبل أن تكمل كلماتها المسمومة ” لا أستطيع عبور النهر لإن مياهه مباركة ويجب أن يحملني رجل مسيحي للضفة الأخرى”
لكن عقل دوبي لم يستطع تحمل ما يراه لذا فقد الوعي كوسيلة للهروب من الرعب الذي كان يقف أمامه، وفي صباح اليوم التالي استيقظ علي صوت زوجته الخائفة والتي قررت البحث عنه حينما لم يعد في الليلة السابقة، وبمجرد أن أستيقظ اتجه إلى السلطات ليخبرهم بما حدث.
وهنا ولحسن حظه و حظ السكان قد اهتمت السلطات بالفعل بما حدث وتواصلت مع الكنيسة لتنظيم حملة تطهير للطريق بالكامل، ويقال بأن شبحها الشرير لم يظهر بعدها أبداً.