ليس خطأي الدم بينزل من كل حته ف جسمي! انا بموت ف اليوم ميت مره.. محدش عارف يساعدني أنا تعبت، أنا بكتب الكلام ده دلوقتي ومش عارفه هعيش لحد م الناس تشوفه ولا لا، انا مبقتش عارفه ولا فاهمه حاجة، كانت أمنيتي الوحيدة إني أعيش بني أدمة طبيعيه ولو ليوم واحد..
أنا هند.. ١٩ سنة، بس طلعت من المدرسة من ٣ إعدادي، مستحملتش كلام الناس ولا المجتمع.. طول الوقت بيعايروني ويعاملوني كأن اللي أنا فيه ده كان بأيدي! أنا مليش زنب.. أمي هي السبب، لما عرفت إنها حامل ف بنت بعد خلفة ٣ بنات قبلي.. وبسبب تهديد أبويا طول الوقت انه هيطلقها لو خلفت بنات تاني!.. المجتمع المعقد العنصري الكافر اللي كانوا عايشين فيه اقنعهم واقنع أبويا إن خلفت البنات عار، وانه لازم يكون عنده ولد مهما حصل حتى لو أرادت ربنا انه يرزقه ببنات بس! .. كل مرة كانوا بيعرفوا فيها إن أمي حامل ف بنت كان بيعايرها ويهينها ويهددها بالطلاق وانه مش عايز بنات!.. أمي من تهديد ابويا الشديد ليها ف المرة الرابعة على التوالي انه خلاص قالها لو جبتيلي بنات تاني هرميكي انتي وهم ف الشارع.. وده مع تشجيع من جدتي والدة ابويا! انه طلقها وهنجوزك غيرها تاني يوم،
خلى والدتي تكفر، لما راحت كشفت وجه وقت المعاد الي تقدر تعرف فيه هي حامل ف أية،والدكتورة قالتلها إنها حامل فيا، أتجننت.. وحاولت اكتر من ٣ مرات انها تتخلص مني ولاكن بدون جدوى، كان مكتوبلي من قبل م أتولد إني أعيش المأساة دي، فضلت والدتي تفكر ف حل عشان متطلقش وتترمي ف الشارع وعشان الطلاق عندنا ف البلد كان عار للست وانها اكيد اتطلقت بسبب عيب فيها هي ولاكن الراجل مبيغلطش! فضلت أمي على هذا الحال وهي مش عارفه تصارح أبويا انها حامل ف بنت تاني ازاي.. لحد ما طلعتلها جارتها من منبع المشكلة وحاولت تتجدعن وتساعد! وقالت لامي هساعدك وحلك عندي بس أوعى تعرفي حد اننا روحنا للدكتورة وانك عرفتي انك حامل ف بنت، ولو حد سألك قولي لسه معرفتش الدكتور بيقول مش باين لسه، ردت امي بلهفه وقاالت حاضر بس هتعملي اية قوليلي! قالتلها بصي، مفيش حاجة ببلاش.. وهم عشان يدونا حاجة لازم ياخدوا مكانها حاجة مهو مفيش حاجة ببلاش..!، أمي: انتي بتقولي ايه انا مش فاهمه حاجة هم مين دول! ، جارت امي : الاسياد، الي انتي عيزاه هتلاقيه عندهم ولاكن لازم تقدمي شوية تضحيات. ، امي: انا دماغي مش فيا ومش فاهمه حاجة ابوس ايدك متتكلميش بألغاز خشي ف الموضوع أنا مستعدة اعمل اي حاجة بس انقذيني من الموضوع ده انا مش هينفع أطلق لو اطلقت هترمي ف الشارع أنا والبنات،
ركزي معايا وانا هفهمك، في واحد واصل اوي وانا متأكدة انو هيعرف يساعدك بس لازم تعملي الي هيطلبه منك، وزي ماقولتلك من دلوقتي لحد مانروحله اي حد يسألك حامل ف ولد ولا بنت قولي لسه الدكتور مقالش.. لحد ما يتم المراد ومشكلتك تتحل، حاضر بس بسرعه قبل ما حد يحس بحاجة..
:لا متخافيش بكره، بعد صلاة المغرب هستناكي عند المستوصف كده اللي ف اخر الشارع ونروح سوا من هناك… وتمت الزيارة.
أمي: أول ما دخلنا يابنتي حسيت بحاجة غريبة ف المكان وفيه ريحة غريبه حسيت المكان مكتوم، كل الناس غريبة ونظارتهم تخوف، قعدنا شوية وبعدين حد نده علينا وقالنا ادخلوا، ودخلنا للراجل الواصل أوي اللي جارتي كانت عمالة تعظم فيه..
كان شكله غريب، لابس حجات غريبه ف رقبته وف ايده والحيطان مرسوم عليها أشكال ورموز مش مفهومه.. قعدنا وجارتي بدأت تقوله على مشكلتي.. ولما خلصت قالها الحل سهل ولاكن عايزه شوية تضحيه، قالتله احنا تحت أمرك بس تحللنا مشكلتها عشان لو متحلتش هتترمي ف الشارع هي وبناتها.. بدأ يسألني أسالة، سني، اسم أبويا وأمي، عندي كانف طفله وأساميهم وأعمارهم، اسم جوزي.. وبعدين قالي هقولك على شوية حجات تعمليها لحد معاد الولادة، انا مش هكدب.. تقريبا كل الطلبات اللي طلبها مني كانت كفر.. وأنا ندمانه لحد دلوقتي بس مكنش ف ايدي حاجة والمشكلة الي كنت فيها كانت عامية عنيا.. قالي اقلل عدد مرات الاستحمام، والصلاة همنعها تمامًا واداني كيس فيه حاجه شبهه البودره وقالي كل يوم الساعة ١١ ونص بليل تقلبيهم ف ماية وتشربيهم وانتي ف الحمام، بدون أسالة وبدون استفسار وافقته على كل اللي طلبه مني.. طول فترة الحمل كانت كوابيس..
أنا كنت حاسه ان كل ما معاد الولادة بيقرب بتخنق بحس ان ده يوم موتي، بقيت خايفه طول الوقت.. أيامي وليالي نومي كلها بقت عبارة عن كوابيس، ولاكني كنت بشوف حلم غريب كل أسبوع مره وتحديدا يوم الأحد، كنت بحلم إني بكون ماشيه ف الشارع بدور على حد معرفش مين.. ولاكني بكون حاسه إني تايهه وكل مره بفضل اجري ف مكان شبهه المقابر والوقت بييكون بليل، بكون خايفه جدا وفجأة بسمع صوت طفل صغير بينده عليا، ايوة طفل مش طفله.. بيندة عليا بأسمي وبيضحك بصوت جميل جدا.. كل مرة كنت بحلم بيه كنت بفضل أسمعه بس مكنتش بشوفه، ولاكني كل مره كنت ومع قرب معاد الولادة كنت بحس اني بقرب اكتر للصوت، كنت بحس ان ده ابني اللي مستنيني..
فضلت على الحال ده لحد ما جة اليوم اللعين.. يوم ولادتي، كنت خايفه وقلبي مقبوض وف نفس الوقت حاسه اني خلاص يوم مقابلتي انا وابني جه ومفاضلش الا كام ساعه واخده ف حضني، دخلت اوضة العمليات بعد ما اخدت البنج.. وفجأة بعد وقت معين بفتح عيني وانا تحت تأثير البنج وشايفة الدكاترة والممرضين واقفين حواليا شيفاهم ولاكن مش بوضوح وسامعه صوت مش واضح، حاولت اغمض عيني تاني لحد ما اولد لاني مش حاسه بحاجة.. بعد ٣ ثواني حد بيخبط على وشي وبيقولي “انا زريتك انا زريتك، انا في انتظارك” حسيت ان انا نايمة وبحلم او ان الصوت ده هلوسة بسبب البنج الي انا فيه، انا سامعه الصوت ولاكني حتى مش قادرة افتح عيني.. فضل الصوت تحت ودني لحد ما غصب عني نمت خالص ومحستش بحاجة والصوت اختفي.
وانا نايمة حلمت.. شوفت نفسي ف نفس المكان اللي كنت بحلم اني تايهه فيه ولاكني كنت شايفة من بعيد كده مكان منور شوفت، وكان كان ليه سور أو بوابة كبيرة للدخول منها.. بدأت امشي ناحيتها واجري، وأول ما قربت لقيت طفل صغير واقف عند البوابة، كنت حاسه انه هو والله هو كان بيضحكلي وكان فاتحلي ايديه عشان اروحله واشيلة واخدة ف حضني، وانا بجري عليه فجأة الحلم اتحول لكابوس، طلع قدامي شخص اشبهه بالحيوانات ولاكنه واقف على رجلية.. وبدأ يتكلم بصوت مرعب جدا شبهه انين القطط وقالي كلمتين وفضل يكرر فيهم.. “لقد تبقى خطوة واحدة، لتنفيذ الاوامر وتحقيق المراد، اسجدي” ،
“لقد تبقى خطوة واحدة، لتفيذ الاوامر وتحقيق المراد، اسجدي”
“لقد تبقى خطوة واحدة، لتنفيذ الاوامر وتحقيق المراد، اسجدي” …
فجأة حسيت إني ف جهنم فعلا، بدأت افكر لمدة ثواني.. اسجد!! لا لا مش هعمل كده لا لا لا ، وبدأت ارجع لورا خطوات بطيئة ولفيت وشي وطلعت أجري،وانا بجري فجأه ظهر قدامي شئ مضئ من بعيد بدأت اجري ناحيته اسرع واسرع.. ولما بدأت اقرب منه وركزت فيه، لقيتها نار!! جهنم! .. وقفت فجأة وبصيت ورايا ولقيت الشخص الي كان بيكلمني بيقرب مني بخطواته المخيفه ونظراته الي كلها انتقام، وقفت مكاني وغمضت عيني.. عايزه اقول يارب! عايزه اقرأ اي سورة او آيه من القرأن مش قادرة!!
حسيت لساني اتعقد وحسيت إن كل الآيات والسور اتمحت من دماغي مش فاكره اي حاجة، فضلت مغمضة عيني وانا بعيط.. فضلت مدة مش كبيره، وفتحت عيني بعدها عشان أسرخ لان الشخص واقف قدامي وشه ف وشي!!!
بدأت اسرخ، حط عينه المخيفه ف عيني وسرخ ف وشي وقال: “لقد خلفتي العهد، وسوف تعاقبين”
فضلت اسرخ واعيط لقيت نفسي وقعت على الأرض مش قادرة اتحرك، حط ايدة على بطني وبدأ يقول كلام ورا بعضه بسرعه” وشال ايدة.. ببص على بطني وانا نايمة على الارض لقيتها لونها اسود وبينزل منها دم من حيث لا ادري.. سرخت وقولت بنتيي !!!، وفقدت الوعي،
بعد مدة بدأت افوق، واسمع صوت عياط جمبي.. فتحت عيني براحه لقيت جارتي واقفة جمبي وبتعيط، وجوزي وحماتي واقفين جمب الباب وبيبصولي نظرات حقد، لفيت راسي لقيت جارتي جمبي، قولتلها بنتي فين.. لقيتها بتعيط وبتقولي انتي عملتي ايه عشان يعملو كده مسمعتيش كلامهم لية ياعفاف مسمعتيش كلامهم ليه..
بدات اعيط وقولتبها فين بنتيييي! ماتت ؟؟!
فضلت تهديني وتقولي لا لا بنتك موجودة ياعفاف موجودة وسكتت.. قولتلها بطني مش قادرة بطني فيها اييييه
قالتلي اهدي هنادي على الدكتور، وقبل ما تطلع تندايه هو جه على صوتي، قال حمدلله على سلامتك، قولتله بطني يادكتور حاسه بنار فيها مش قادرة، قالي اه ده من الحرق الي ف بطنك انتي عملتي حادثة ولا ايه قريب ولا اية، قولتله حادثة اية وحرق ايه انا بطني مالها.. قالي الحقيقة في حرق شديد ف بطنك وكأنك كنتي حاطة عليها شئ سخن جدا ف عمل حرق والتهابات وباين أنها مش من زمان، ولادتك كانت صعبه بسببه عشان الجرح معاه ولاكن هكتبلك على مضادات حيوية وادوية ومسكنات عشان الالم، طب بنتي فين يادكتور بنتي فين.. سكت شوية وقالي هو انتي وجوز حضرتك في صلة قرابة مابينكم ؟ قولتله لا في ايه مش فاهمه حاجة
قالي الطفلة مولوده ببعض التشوهات والعيوب الخلقية وده مبيحصلش الا لو في صلة قرابة شديدة بين الاب والام وعشان كده سألتك، مش هكدب عليكي العيوب الخلقية بتحصل اه بس الحقيقة وضع الطفلة كان غريب واولة مرة اشوفه.. على العموم انتي ست مؤمنه وبأذن الله نحاول نعمل الي علينا.. ببصلة وانا جوايا نار، ايه الي حصل ف بنتي، وكل ده بسببي..
قولتله وانا بعيط هاتوهالي انا عايزة اشوفها، ندة على حد من الممرضين يجيبها، واول ما جابوها، بكشف وشها براحه، سرخت.. دي مش بنتي!! دي شبهه الكائن الي شوفته ف حلمي الي طلب مني اسجدله!
فضلت اسرخ.. لحد ما فقدت الوعي،
بعد مده مش طويلة من ولادتي.. اخدت بنتي وروحت للراجل الي جارتني اخدتني ليه، اول ما دخلت من الباب، قالي.. الغلط من عندك، دول مينفعش تخلفي بوعدك معاهم ومعندهمش رحمة، انتي الي غبية لو كنتي سمعتي الكلام كان زمانك شايلة ابنك على ايدك، اتفاقنا معاهم كان انهم هياخدوا بنتك وهيدوكي بدالها الولد الي كنتي عيزاه، لاكنك طلعتي غبية.. وانتي الي اذيتي نفسك انا مش مسؤل عن اي حاجة هتحصلك بعد كده، طلعت من عندة بجري وانا بعيط وشايلة بنتي على ايدي روحت على بيت ابويا، بعد ما جوزي طلقني.. روحت ب اربع بنات وابويا وامي كان يوم ياكلو ويم مياكلوش عشان بناتي ياكلوا..
بدأت افكر وافهم ان الي انا عملته غلط وكفر، كنت بتمني ان الموضوع ينتهي على كده واعيش ب ال ٣ بنات وبنت رابعة اذيتها بسبب كفري وعدم ايماني.. ولاكن ده محصلش، بنتي كل سنة من عمرها كانت بتمها كانت بتتأذي ، اول سنه تمتها وانا بحميها بعد ما خلصت روحت تجيبلها فوطه من برة.. رجعت لقيت بنتي قاعدة ف الأرض بتعيط والارض كلها دم، فضلت اسرخ وندهت على امي وابويا
افتكرتها وقعت واتعورت، ولاكني بصيت على كل حته فيها مفيهاش حاجة.. ومن ساعتها وبنتي كل سنة بتتمها بيبدأ ينزل من حتة مختلفة من جسمها دم بدون سبب.. لفيت على الدكاترة بيها ولاكن كل دكتور يشخصها تشخيص مختلف ويكتب على ادوية مختلفة.. كنت ببيع هدومي عشان اجيبلها ادويتها، ولاكن بعد اربع سنين كل سنة الحالة كانت بتذيد وادوية بدون فايدة، سكتت وقعدت بيها فالبيت، ولاكنها كانت بتكبر ب عقده وهي مش فاهمه هي حصلها ايه واية ذمبها ف ده كله.. وطلعت من مدرستها ف ٣ اعدادي عشان طول الوقت الناس بتبعد عنها..
– لية كده يا امي ؟ لية؟ اللي أنا فيه ده بسببك انتي وابويا الي أنا مش معترفه بيه أساساً، دمرتوا حياتي كلها، كنتي موتيني ولا ارميني قدام عربية وأنا صغيره بدل ما تعيشيني الهم الي انا فيه ده ١٩ سنة من عمري كل يوم بموت ميت مره بسبب الي انا فية، حسبي الله ونعم الوكيل فيكم، مش مسامحاكم ولا دنيا ولا اخرة، انا مش هسيبكم تعيشو حياتكوا وانتو السبب ف الي انا فيه، مش هسيبكم!
– (وصوت صريخ)
لية سجلت الشريط ده، الله اعلم. وُجد الشريط ده مسجل عليه القصه دي بصوت الام وصوت البنت، وكانت آخر كلمة اتقالت ف الشريط من البنت “مش هسيبكم” وواضح إنها نفذت وعدها بالفعل. لاننا وجدنا جثة الأب والأم مطعونين اكثر من ١٥ طعنة وتم حرقهم بعد الطعنات دي، وجدنا جثة الأب في منزله وجثة الأم في منزلها، ولما عثرنا عليهم كانت “هند” قاعدة جمب جثة والدتها وبتعيد عليها كلمة واحدة “أنتو السبب، أنتو السبب، أنتو السبب”.
وبما إن “هند” سنها فوق ال ١٨ ف تم الحكم عليها ب عشر سنوات سجن بعد تخفيف الحكم، وده بعد ما صنفت إنها مريضة نفسياً وعقليا، ولاكن ف الحقيقة، هند مكملتش المدة بتاعتها، أول شهر عدا من المدة كان يقال انها دايما كانت بتتكلم لوحدها وده بعد وضعها ف سجن انفرادي بعد شكوة السجينات معاها منها إنها بتقوم بأفعال غريبة، وبعد أسبوغ من السجن الانفرادي، تم وجود جثتها محروقة ومطعونه نفس عدد الطعنات اللي طعنت بيها الأب والأم وميته بنفس الطريقة اللي مات بيها والدها و والدتها، مع ذكر عدم وجود أي آلة حادة أو كبريت أو شئ يساعد على الاشتعال معها أو داخل السجن. مع ذكر إنها توفت في نفس اليوم الذي تمت فيه جريمتها وتقريبا في نفس الساعة. وأُغلق هذا الملف مع وجود مئات علامات الاستفهام .