عجائب الدنيا السبع القديمة.. يعد علم الآثار واحدًا من العلوم التي تستحوذ على اهتمام الكثير من البشر لما تمثله من انعكاس للحضارات الإنسانية المختلفة عبر العصور واختلاف الثقافات، وما توصل إليه الإنسان وقتها من قدرة على الإبداع، وهنا سنتعرف على عجائب الدنيا السبع القديمة.
هرم خوفو
الأثر الوحيد المتبقي من عجائب الدنيا السبع القديمة، وأكثرهم شهرة على الإطلاق بموقعه في مصر بمحافظة الجيزة.
وبُني هرم خوفو المعروف بالهرم الأكبر نحو عام 2560 قبل الميلاد، غير أن بعض علماء التاريخ قدروا عمره بما هو أكثر من ذلك، حيث تم تشييده كمقبرة لملك الأسرة الرابعة خوفو على مدار 15-30 عامًا، وفقًا للعديد من الدراسات.
وبلغ ارتفاع هرم خوفو 146.5 مترًا قبل أن يتسبب التآكل عبر الزمن في بلوغه 138.8 مترًا، علمًا بأنه ظل المبنى الأكثر ارتفاعًا في تاريخ البشرية قرابة 3800 سنة، حتى تم بناء قمة كاتدرائية لينكولن بإنجلترا بارتفاع 160 مترًا عام 1300.
ولا يزال بناء هرم خوفو واحدًا من الألغار الذي فشل العلم الحديث في فك شفرتها، في ظل عدم وجود نظرية محددة لكيفية بنائه بذلك الشكل المتقن من قبل المصريين القدماء في ظل غياب أدوات التكنولوجيا الحديثة وقتها، وهو ما فتح الباب أمام بعض نظريات المؤامرة التي حاولت نسب ذلك البناء إلى كائنات فضائية، والحديث عن وجود بوابات سرية داخل الهرم لعوالم أخرى.
حدائق بابل المعلقة
يُعتقد تشييد حدائق بابل المعلقة بالقرب من نهر الفرات في العراق بعهد الملك البابلي نبوخذ نصر الثاني عام 600 قبل الميلاد، وذلك بعد زواجه من ابنة سيكسارس ملك الميديين.
وتمت زراعة حدائق بابل المعلقة على ارتفاع 23 مترًا على شرفة ضخمة من الطوب المربع، تم إنشائها على شكل مدرجات أشبه بالمسارح الإغريقية القديمة، علمًا بأنها قد عرفت نظامًا خاصًا للري يتكون من مضخة، عجلة مياه وصهاريج لنقلها.
ولم يتم التأكد بشكل قاطع من وجود حدائق بابل المعلقة على أرض الواقع يومًا ما في ظل عدم وجود أي آثار باقية لها، وذلك بالرغم من الحديث عنها في أكثر من رواية بالأدب اليوناني والروماني القديم على حد سواء، وهو ما جعل بعض العلماء يذهبون لكونها أسطورة.
هيكل أرتميس
صُمم لعبادة الآلهة اليونانية أرتميس بمدينة أفسس عام 550 قبل الميلاد، حيث بُني بكامله من الرخام باستثناء السقف الخشبي المغطى بمادة القرميد، وذلك بتصميم من المهندس المعماري كريسفرون ونجله ميتاجينيس.
وتعرض هيكل أرتميس لحريق ضخم عام 356 قبل الميلاد، ليتم إحلاله بمعبد جديد بعدها بست سنوات فقط، والذي تواجد بداخله تمثالاً لآرتميس مع 127 عامودًا رخاميًا منظتمين في صفوف وصل ارتفاعهم إلى 18 مترًا، غير أن المعبد الجديد تعرض للتدمير على يد القوط الشرقيين عام 262 ميلاديًا.
ونجح العلماء في العثور على بقايا حفرية من معبد أرتميس عام 1869 بأحد البعثات الاستكشافية، حيث تم الحفاظ على عامود واحد من بقاياه حتى يومنا هذا.
تمثال زيوس
تواجد تمثال زيوس كبير الآلهة اليونانيين في غرب البلاد بمدينة أولمبيا، بارتفاع 12 مترًا بتصميم من النحات الإثيني فيدياس في منتصف القرن الخامس قبل الميلاد.
وكان تمثال زيوس مرصعًا بالذهب والعاج، حيث صور الإله اليوناني جالسًا على عرشه، وهو عاري الصدر فوق قاعدة من الرخام الأسود التي يبلغ ارتفاعها ستة أمتار.
وظل تمثال زيوس صامدًا لأكثر من ثماني قرون بمدينة أولمبيا، قبل أن ينجح القساوسة المسيحيين في إقناع الإمبراطور الروماني بإغلاق المعبد، ليتم نقله إلى أحد المعابد بالقسطنطينية.
واختلف العلماء حول الطريقة التي انتهى بها تمثال زيوس، فتحدث البعض عن نشوب حريق ضخم قضى على التمثال عام 462 ميلاديًا، فيما ذهب البعض الآخر للحديث عن تحطم التمثال بسبب زلزال عنيف.
ضريح موسولوس
تم بناء ضريح موسولوس في مدينة هليكارناسوس الإغريقية حوالي عام 337 قبل الميلاد، حيث عُرف الملك موسولوس بحبه للبذخ الشديد وحياة الترف ليقوم بتشييد ضريحًا فخمًا لنفسه، إلا أن بعض العلماء قد رجحوا قيام زوجته أرتميس الثانية بتشييد الضريح بعد وفاته عام 353 قبل الميلاد.
والضريح من الرخام الأبيض على إحدى التلال المطلة على مدينة كاريا، بارتفاع يُعتقد بلوغه 141 مترًا، حيث عكس بنائه مزيجًا من الطراز اليوناني، المصري والليكي.
واشتهر ضريح موسولوس ببنائه المستطيل الشكل، الذي تكون من ثلاثة أجزاء، حيث كان المستوى السفلي منه عبارة عن قاعة ضخمة من الرخام الأبيض، يليه المستوى الثاني الذي يوجد به 36 عمودًا، موزعة على جميع أجزاء البناء، في الوقت الذي تحمل تلك الأعمدة فيه سقفًا على شكل هرم مدرج، تعلوه عربة فاخرة ذات أربعة جياد.
وجاءت نهاية ضريح «موسولوس» في القرن الثالث عشر الميلادي بواسطة زلزال عنيف، علمًا بأنه قد تم الاستعانة ببعض من حطامه لبناء أحد القلاع في وقت لاحق، فيما تم استخراج قطعة من النسيج الصوفي المزين للضريح عام 1846، والتي تتواجد حاليًا بالمتحف البريطاني في لندن.
تمثال رودس
نُحت تمثال رودس في الفترة بين 292 -280 قبل الميلاد على جزيرة رودس القديمة شرق بحر إيجه، وذلك بارتفاع بلغ 33 مترًا كنصب تذكاري بمناسبة هزيمة جيش ديميتريوس الغازي عام 304 قبل الميلاد، حيث جسد هيليون إله الشمس منتصبًا، وهو يرفع شعلة بيده اليمنى، ورمحًا بيده اليسرى.
واستغرق بناء تمثال رودس 12 عامًا بواسطة النحات تشارس أوفليندوس، الذي اعتمد على البرونز المقوى بالحديد في صناعته، إلا أنه لم يصمد أكثر من 56 عامًا بعدما تحطم بواسطة زلزال عنيف.
فنار الإسكندرية
شُيد فنار الإسكندرية بارتفاع طوله 120 مترًا على جزيرة «فاروس» المطلة على ميناء المدينة (المكان الحالي لقلعة قايتباي) في الفترة من 280 قبل الميلاد -247 قبل الميلاد في عهد بطليموس الثاني، بواسطة المعماري الإغريقي سوستراتوس.
ساهم الفنار في توجيه حركة السفن داخل وخارج ميناء جزيرة «فاروس»، حيث كان يحتوى على ثلاث مستويات، أولها قاعدة مربعة الشكل ذات ثماني أضلاع، تعلوها قبة دائرية ينتصب عليها تمثالاً ارتفاعه خمس أمتار يُعتقد انتسابه للملك بطليموس الأول، الذي بدأ تشييد الفنار في عهده.
ولم يصمد فنار الإسكندرية أمام سلسلة من الزلازل التي ضربت المنطقة بدايةً من عام 956 حتى عام 1323، حيث تم العثور على بقاياه في قاع ميناء الإسكندرية الشرقي.
