ما وراء مقتل جاكلين فريدي
منذ عملي بمجال الشرطة وأنا لدي شغف غريب بعض الشيء.. هناك من يجمع الطوابع، هناك من يجمع رسائله مع حبيبته، هناك من يجمع علب سجائره الفارغة.. أما أنا فكنت أجمع شيء مختلف تمامًا!
كنت أهوي جمع المذكرات.. ولكن ليست أي مذكرات، كنت أجمع مذكرات المفقودين والمقتولين في ظروف غامضة.. مذكرات مرضى نفسيين ومذكرات قتلة!
وكان عملي في مجال الشرطة يساعدني على تلك الهواية بكل سهولة، ولن تتخيل كم القصص المخيفة والغامضة التي واجهتني خلال ممارسة هوايتي وعملي.
ما وراء مقتل جاكلين فريدي
معكم «جاك والترز» ومعنا أول مذكرات.. فتعالوا معي لنقلب الصفحة الأولي، لكنني أحذركم مرة أخرى إنها ليست كأي مذكرات!
في عام 1993 يوم 19/3 كانت قد واجهتني قضية غريبة بعض الشيء.. كنت حينها أعمل في شمال أريزونا بمدينة تدعى «ويندهل»، وكانت جريمة قتل متكاملة: الفاعل اعترف، أداة الجريمة قد وجدناها.. لكن ينقصنا شيء واحد فقط.. الجثة نفسها! وكما تعرف لا جثة لا جريمة.. طلبنا من القاتل الإفصاح عن مكان الجثة فأخذنا إلى تلة في الصحراء.
ادعي أنه دفنها هناك، قمنا بالبحث في الموقع فلم نجد شيئًا سوي علامات حفر سابقة، ولكن لا أثر للجثة! سألناه عن أداة الجريمة فقال: إنه مسدس وقد دفنه مع الجثة؛ فأطلقنا سراح «كيفن أليستروود» مع وضعه تحت الرقابة وأكملنا بحثنا عن «جاكلين فريدي»، الفتاة الشابة البالغة من العمر 17 عامًا.
هنا قررت أن أمارس هوايتي؛ فبحثت عن مذكراتها وبالفعل كانت تحمل لي من الغموض أكثر بكثير مما لدي!
لن أسردها كما كتبت، ولكن سألخص القصة لكم:
في يوم 17/3/1993 خرجت جاكلين في حوالي الساعة الثانية ظهرًا متجهة للمتجر، وكان هذا يبعد عن المدينة ببضعة كيلو مترات؛ فأخذت سيارة الوالد وتوجهت للمتجر، وكان هذا بالفعل ما أتي في أقوال الأهل.. ولكن كاميرات المراقبة في ذلك اليوم لم تلتقط أي مشهد يظهر به الآنسة جاكلين تمامًا.
إذًا فهي تعرضت لما تعرضت له في الطريق، كانت السيارة مختفية هي كذلك ولم يسفر أي بحث عنها، ولكن الغريب هنا أن جاكلين تقول في مذكراتها أنها بالفعل عادت لمنزلها في ذلك اليوم بعد شراء حاجاتها.. وعندما وصلت تناولت مع العائلة فطيرة التفاح التي تعدها الأم يوميًا، وقالت الأم أنها بالفعل أعدت فطيرة التفاح لكنهم أكلوها وهم في انتظار جاكلين التي تأخرت ساعتين عن المعتاد!
لماذا تقول أنها عادت وهي لم تفعل؟! فأخذت المذكرات لخبير خطوط، الذي أجزم أنه خط جاكلين!
إذا افترضنا أنها كتبت المذكرات في طريقها، فكيف عادت المذكرات للمنزل؟!
هنا كانت تنتهي المذكرات والباقي هو المذكرات المعتادة لفتاة في الـ17 من عمرها.
ولكن في اليوم التالي جائنا بلاغ من مدينة على بعد 10 كيلومترات أن هناك مزارع وجد السيارة المفقودة في إحدي الغابات القريبة أثناء بحثه عن كلبه.. وهناك كانت السيارة خالية تمامًا من الوقود، وذلك النوع من السيارات لديه خزان يتسع لحوالي 200 كيلو متر.. وإذا قلنا أنه نصف الخزان فقط المتبقي حينها، فلماذا سارت الفتاة بالسيارة كل تلك المسافة ثم تعود لتستقر في الغابة على بعد 10 كيلومترات من مدينتها؟!
وفي داخل السيارة وجدنا المسدس، فكان ملقم بالكامل ولا يوجد آثار بصمات لكيفن أو جاكلين.. فقط بصمات الأب وهو المالك الطبيعي.. ولكن الشكوك بدأت تحوم حول العائلة، خصوصا موضوع رجوع المذكرات للمنزل والمسدس المفقود؛ فاستدعينا الأب وحققنا معه ولكن لم يثبت أي شيء عليه، وكانت حالتهم النفسية صعبة جدًا فأطلقنا سراحه وأغرقنا أنفسنا في المزيد من الغموض، وأعدنا السيارة للأب الذي بلغنا في اليوم التالي أن السيارة اختفت!
حينها جاء كيفن مرة أخرى ليقسم أن السيارة والجثة في المكان الذي قاله لنا مسبقًا؛ فقررنا حجزه لأخذه معنا في اليوم التالي..
وفي اليوم التالي كان كيفن قد اختفي من زنزانته! لا أثر لهروب أو أي شيء، وهكذا قررنا الذهاب وحدنا إلى الموقع مرة أخرى وهناك كانت المفاجأة الكبري تنتظرنا!!
كانت السيارة هناك، وهناك لم نجد جثة واحدة بل اثنين..كيفن وجاكلين! ملقيين بإهمال في الحفرة وبجانبهما مسدس الأب الذي يعلم الله وحده كيف عاد لهنا بعدما تحفظنا عليه!
كان المسدس خالي من رصاصتين كل واحدة مستقرة في رأس جثة منهما، السيارة مكتملة الخزان، والطب الشرعي أثبت أن الجثتين ماتوا في نفس الوقت وأثبت أنه انتحار! أكملنا الإجراءات وأغلقت القضية وانتهي الأمر بالنسبة للشرطة..
ولكن عند عودتي لمكتبي جائني هاجس أن أفتح المذكرات مرة أخرى.. هنا وجدت صفحتين قد ظهروا فجأة! وكتب فيهم بالنص:
لقد قررت أنا وكيفن أن نقضي آخر يوم سويًا ذهبنا لغابة تبعد عن القرية، وكان يومًا جميلًا.. لماذا يا أبي ترفض زواجنا؟! اليوم سينتهي كل شيء، سوف نذهب للتلة ونموت سويًا؛ فلن يبعدنا عن بعضنا سوي الموت..
إن كيفن يكرر أنه هو من قتلني لأنه إن لم يقابلني لم نكن لننتحر.. يقول أنه نادم لكن لا مجال للتراجع.. اليوم سينتهي كل شيء.
أغلقت المذكرات وقد اتضح كل شيء.. إذن فالمذكرات كانت تكتب المفترض أن يحدث يومها!
كانت ستعود للمنزل وتأكل فطيرة التفاح ثم تقضي يومها مع كيفن وينهوه بإنهاء حياتهما سويًا.. إذن ما جاء لنا كان شبح؟ شخص مات منذ يومين!
وعندما ذهبنا هناك لماذا لم نجد السيارة والجثة في المرة الأولى؟ ولماذا لم نجد كيفن وجاكلين مع السيارة؟
كان الاستنتاج الوحيد أن هناك شيء يعلمه الله كان ينقل السيارة والجثث ويحرض شبح كيفن للتلاعب بنا.. إذن القضية التي طاردناها لثلاثة أيام كانت قد انتهت منذ يومين؟! ومن يومها لم أجد إجابة عن ما حدث!
فقط الفضول ولا شيء آخر تبقى لي..
كانت هذه المذكرات الأولى.. كان معكم «جاك والترز» جامع المذكرات.
(هذه قصص مؤلفة ولم تحدث وهي من خيالي الخاص فقط).