التاريخ السري لـ مثياق الأطلسي
كان مثياق الأطلسي في أثناء الحرب العالمية الثانية (1939- 1945) حيث أصدرت الولايات المتحدة وبريطانيا العظمى إعلانًا مشتركًا في أغسطس عام 1941م، وضعوا به رؤيتهم لعالم ما بعد الحرب.
وفي يناير 1942م قامت مجموعة مكونة من 26 دولة متحالفة بتقديم الدعم والتأييد للإعلان المعروف باسم ميثاق الأطلسي، وتعتبر هي الوثيقة الأولى والأساسية نحو إنشاء الأمم المتحدة عام 1945م.
روزفلت وتشرشل يناقشان ميثاق الأطلسي:
التقى الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت (1882-1945) ورئيس الوزراء البريطاني وينستون تشرشل في الفترة من 9 أغسطس حتى 12 أغسطس عام 1941م على متن سفينة بحرية في خليج بلاسيبنتيا بكندا قبالة الساحل الجنوبي الشرقي لنيوفاوندلاند للتشاور في عدد من القضايا المتعلقة بـ الحرب العالمية الثانية.
وكانت تلك هي المرة الأولى التي يلتقي فيها الزعيمان كتمثيل لحكومتيهما، وفي تلك الفترة لم تكن الولايات المتحدة دخلت الحرب بعد، وصدرت الوثيقة التي نتجت عن اجتماعات روزفلت وتشرشل يوم 14 أغسطس 1941م وأصبحت معروفة بمثياق الأطلسي.. نصت الوثيقة، التي لم تكن معاهدة، الحق في الإعلان عن المبادئ المشتركة في السياسات الوطنية للدولتين والتي تتطلع لمستقبل أفضل للعالم أجمع”.
مبادئ معاهدة الأطلسي:
تضمن مثياق الأطلسي ثمانية مبادئ مشتركة من بينها.. وافقت الولايات المتحدة وبريطانيا على عدم السعي لتحقيق مكاسب إقليمية من الحرب، وعارضوا أي تغيرات إقليمية يتم إجراءاها ضد رغبات الأشخاص المعنيين، وأيضًا اتفق البلدان على دعم استعادة الحكم الذاتي للدول التي فقدته بفترة الحرب.
بالإضافة إلى ذلك ينص على أنه ينبغي أن يكون للناس الحق في اختيار شكل حكومتهم، ومن بين المبادئ الأخرى وصول جميع الدول إلى المواد الخام لتحقيق الازدهار والانتعاش الاقتصادي وتخفيف القيود التجارية، ودعت الوثيقة لضمان تحسين ظروف المعيشة والعمل للجميع وحرية البحار، ولكل الدول التخلي عن استخدام القوة.
دول الحلفاء تدعم ميثاق الأطلسي:
في الأول من يناير 1942م عُقد اجتماع في العاصمة واشنطن بين ممثلو 26 حكومة لدول (الولايات المتحدة، بريطانيا العظمى، الاتحاد السوفيتي، الصين، أستراليا، بلجيكا، كندا، كوستاريكا، كوبا، تشيكوسلوفاكيا، الجمهورية الدومينيكية، السلفادور، اليونان، غواتيمالا، هايتي، هندوراس، الهند، لوكسمبورغ، هولندا، نيوزيلندا، نيكاراغوا، النرويج، بنما، بولندا، جنوب أفريقيا، يوغوسلافيا) وقعوا إعلانًا من الأمم المتحدة تعهدوا فيه بدعم مبادئ ميثاق الأطلسي.
التاريخ المفاجئ لـ ميثاق الأطلسي:
لم يكن أحد يعلم مكان رزفلت، فلأول مرة في التاريخ الأمريكي لم يكن مكان الرئيس معروفًا للشعب ولمعظم المسئولين الحكوميين وإن لم يكن جميعهم. قبل 10 أيام من الإعلان استقل الرئيس اليخت الرئاسي يو إس إس بوتوماك في نيو لندن وقال أنه سيذهب لرحلة صيد لمدة أسبوع على طول ساحل نيو إيجلاند.
اتخذ البيت الأبيض خطوة غير اعتيادية تتمثل بمنع الصحافة من الإبلاغ عن مكان اليخت أو متابعة السفينة كما جرت العادة، فكانت السرية ضرورية لذلك استقل الرئيس اليخت سرًا كما اسماه خطة الهروب.
مرت السفينة على قناة كيب كود وسارت على ساحل المحيط الهادئ وظلت الشائعات تتردد أن رزوفلت سيقابل رئيس الوزراء البريطاني في عرض البحر.
بالرغم من أن البيت الأبيض حاول الحفاظ على الحيلة، ولم يخبر رزوفلت وزير الحرب هنري ستيمسون ولا وزير الخارجية كورديل هال عن القمة وكان غطاء السرية ضروريًا لحماية الزعيمان من أي هجمات من القوارب الألمانية أو القاذفات.
وبعد وصول تشرشل على متن سفينة حربية نجت قبل أشهر من تدمير السفن الحربية النازية، التقى الزعيماء لأول مرة كرئيسين للحكومة.
وبالرغم من كونهم متحدين في معارضة قوى المحور، ولكنهم وصلوا لهناك بأهداف مختلفة لقمتهم. كان الرئيس الأمريكي يعتزم التحث حول مشكلة هزيمة ألمانيا والعمل على رؤية لعالم ما بعد الحرب على أساس الحريات الأربع، ولكن تشرشل كان هدفه مختلف كثيرًا هو إشراك الأمريكيين بالحرب، وكان هدفه هو إرسال القوات الأمريكية للمعركة..
ولكن تبددت الآمال سريعًا بعدما حدد رزفلت الهدف من اللقاء، ولم يعد تشرشل لبريطانيا بما كان يأمل فيه ولكنه على الأقل كان لديه وثيقة تضامن بلاده مع الولايات المتحدة.
وفي 14 أغسطس أي بعد يومين من اللقاء تم نشر الإعلان المشترك المعروف اليوم باسم مثياق الأطلسي.