محمود حجازي.. من هو أول أسير فلسطيني؟
أول أسير فلسطيني.. يعتبر محمود بكر حجازي أول أسير فلسطيني، ولد في عام 1936 ونشأ في مدينة القدس، ويعود أصله إلى المزرعة الشرقية بجانب عيون الحرامية. وكان يعيش محمود طفولة هادئة سعيدة، ولم يتربى على أي نوع من الكراهية أو العنصرية بين مسلم ومسيحي ويهودي.
تغيرت المفاهيم عند حجازي منذ دخول الصهاينة إلى فلسطين، وعاش ألم النكبة عام 1948، وشارك في معارك الثورة الفلسطينية، وشاهد مذبحة دير ياسين وتدمير الاحتلال المستمر للأراضي الفلسطينية، وبعد أن كان صوت إطلاق النار والقنابل والمتفجرات يجعله يشعر بالخوف، بدأ يهوى سماعها كألحان تشجى لها الأذن.
بداية النضال
بدأ محمود حجازي رحلة نضاله في سن صغير، وشارك المقاومة مع عبد القادر الحسيني وكان تلميذا من تلاميذه، وكانت أول مشاركة له هي المساهمة في إخراج الصهاينة من حارة اليهود الموجودة في البلدة القديمة، التي تم تغير اسمها إلى حارة الشرف، وعندما كان بعمر الـ12 عاما أصيب برصاصة.
عملية تفجير جسر بيت جبريل
كلفه الرئيس الراحل ياسر عرفات، بأول عملية له وهي تفجير جسر بيت جبريل عام 1965، والذي كانت تستخدمه السيارات العسكرية الإسرائيلية بالقرب من الخليل، وبدأ حجازي في الترتيب للعملية مع مجموعة شبان، وفي 7 يناير عام 1965، حمل الشبان المشاركون في العملية ومن بينهم محمود حجازي، الأسلحة ودخلوا المكان المقرر تفجيره.
وعند اقتحام الجسر، حدث اشتباك بين قوات الاحتلال والشبان، وقام حجازي بالاختباء وراء حجر كبير وبدأ بإطلاق النار تجاه الجنود الإسرائيليين، وبعد أن نفدت الذخيرة، سمع صوت تفجير وأدرك أن الشبان أكملوا طريقهم وقاموا بتفجير الجسر.
وعندما كان في طريق عودته ولا يملك إلا سلاحا لا توجد به إلا طلقة واحد، وجد حجازي نفسه محاصرا وسط 3 جنود ويقولون له: «ألقي سلاحك على الأرض وارفع يديك».
فألقى سلاحه على الأرض، وبعدها قاموا بربطه وألقوا به في سيارة عسكرية، وتم سجنه وكان أول من وجهت إليه تهمة الانتماء لحركة «فتح».
حجازي أسير حرب
خلال فترة سجنه تم تعذيبه وتعرضه لضغوطات كثيرة لكي يعترف بمعلومات عن زملائه في عملية الخليل، ولكن حجازي رفض إعطائهم معلومات، وحكم عليه بالإعدام، وطالب حجازي من الحكومة الإسرائيلية الاعتراف به كأسير حرب.
وبعد أن رفضت إسرائيل طلب اعتباره أسير حرب، وافقت على إحضار محامي له من خارج الأراضي المحتلة، وهو المحامي «جاك برجيس» زوج المناضلة الجزائرية جميلة بو حديد، وبعد أن وصل المحامي إلى فلسطين بدعوة من منظمة التحرير الفلسطينية، رفضه الاحتلال وقام بترحيله، ورغم ذلك الحكم لم ينفذ، وأسقط حكم الإعدام عنه أثناء محاكمته.
ويحكي حجازي في لقاء تلفزيوني، أنه لا ينسى كيف حاولت إسرائيل اغتياله بالسم بعد عودته من محاكمته وإسقاط حكم الإعدام عنه، فقد وضع السم في طعامه ما أدى إلى تفجير معدته وكاد يفقد حياته، إلا أنه قال وبكل فخر: «لا زلت حيا أرزق».
وبعد مرور عدة سنين من وجوده داخل السجن، قامت منظمة التحرير الفلسطينية بخطف جندي إسرائيلي يدعى «شموئيل فايزر»، وطالبت مقابله الإفراج عن الأسير محمود حجازي.
يوم 28 يناير عام 1971، جرت عملية تبادل الأسيرين، وتم الإفراج عن محمود حجازي وجرت العملية في رأس الناقورة برعاية الصليب الأحمر، وسافر حجازي بعدها إلى لبنان وعاد إلى غزة بعد اتفاق «أوسلو» عام 1994.
في عام 2009، فاز بانتخابات المجلس الثوري الفلسطيني التي عقدت أثناء المؤتمر السادس لحركة فتح في بيت لحم وصار عضوا فيه. ومنحه رئيس دولة فلسطين محمود عباس، وسام نجمة الشرف العسكري.