مذبحة وفضيحة وأزمة.. مباريات سيئة السمعة!
مباريات سيئة السمعة.. لا خلاف على شعبية كرة القدم الجارفة حول العالم، فهي الرياضة المفضلة لدى مئات الملايين من البشر في شتى بقاع الأرض إلا أنه في بعض الأحيان، تخرج الأمور عن نطاق الرياضة تمامًا إما بفعل التدخل الفاسد للسياسة أو عدم احترام قواعد اللعب النظيف أو غياب النزاهة التحكيمية أو حالات الشغب الجماهيري، وهنا سنلقي الضوء على أبرز المباريات سيئة السمعة عبر تاريخ اللعبة.
حرب كرة القدم (السلفادور وهندوراس 1969)
تصاعد التوتر السياسي بشكل واضح بين السلفادور وهندوراس في نهاية عقد الستينيات ليأتي لقاء المنتخبين الحاسم في تصفيات مونديال 1970، ليشعل الأمور بعد وقوع أعمال شغب واسعة عقب فوز السلفادور بثلاثية نظيفة، ولجوئهما لمباراة فاصلة لتحديد بطاقة التأهل، والتي ذهبت للسلفادور بعد تغلبها على هندوراس بنتيجة 3-2.
وأعلنت السلفادور قطع علاقتها الدبلوماسية مع هندوراس عقب نهاية المباراة بداعي طرد رعاياها من هناك، بالإضافة لتعرضهم للاعتداء واغتصاب العديد من النساء، وهو ما تسبب بعدها في اندلاع الحرب بين الدولتين في يوليو 1969، ليروح ضحيتها أكثر من ألفي مدني من الطرفين، قبل أن يتم وقف إطلاق النار بعد تدخل حازم من منظمة الدول الأمريكية.
فضيحة جيخون (ألمانيا والنمسا 1982)
أكثر المباريات سيئة السمعة في تاريخ المونديال على الإطلاق، بعدما اتفق منتخبا ألمانيا والنمسا على إنهاء مباراتهما في نهاية مرحلة المجموعات بمونديال 1982، بفوز الألمان بهدف نظيف فقط ليضمنا تأهلهما سويًا إلى الدور الثاني على حساب منتخب الجزائر.
واكتفى لاعبو المنتخبين بتبادل الكرة فيما بينهما بعد تسجيل الألماني هورست هروبيش هدف اللقاء الوحيد في الدقيقة العاشرة، وسط صافرات الاستهجان من الجماهير المحتشدة في ملعب «مولينون»، والتي أبدت رفضها التام لذلك السلوك البعيد عن الروح الرياضية، لدرجة قيام أحد المشجعين الألمان بحرق علم بلاده في الملعب احتجاجًا على المهزلة.
وقرر «فيفا» إقامة مباريات الجولة الأخيرة لمرحلة المجموعات في المونديال بنفس التوقيت بدءًا من النسخة التالية عام 1986، وذلك لتفادي تكرار تلك الفضيحة، التي جعلت العالم كله وقتها يتعاطف مع المنتخب الجزائري باعتباره ضحية المؤامرة الألمانية النمساوية.
سطوة فيديلا (الأرجنتين وبيرو 1978)
احتاج المنتخب الأرجنتيني لتحقيق الفوز بأربع أهداف على أقل تقدير أمام بيرو من أجل بلوغ المباراة النهائية لمونديال 1978، الذي استضافه على أراضيه تحت وطأة الحكم العسكري للجنرال «خورخي فيديلا»، لُيفاجئ الجميع بانهيار المنتخب البيروفي القوي في ذلك التوقيت، وخسارته بسداسية نظيفة علمًا بأن العديد من التقارير الصحفية قد أشارت إلى قيام فيديلا بالإفراج عن أرصدة مجمدة لدى بعض مسئولي بيرو بالبنك المركزي الأرجنتيني قبل بدء اللقاء.
أزمة دبلوماسية (مصر والجزائر 2009)
احتاج المنتخب المصري للفوز بثلاث أهداف على أقل تقدير أمام نظيره الجزائري لبلوغ نهائيات مونديال 2010، لتشتعل الأجواء قبل المباراة بعد اعتداء الجماهير المصرية على حافلة المنتخب الجزائري، مما تسبب في إصابة ثلاث لاعبين من الضيوف، لتنتهي المباراة بفوز مصر بهدفين نظيفين، واللجوء لمباراة فاصلة في مدينة «أم درمان» بالسودان.
وحسم المنتخب الجزائري بطاقة المونديال لصالحه بعد الفوز بهدف نظيف في اللقاء الفاصل، لتقوم جماهيره بالاعتداء على الحافلة التي أقلت بعض مشاهير الفن والرياضة بمصر الذين ذهبوا لمؤازرة منتخب بلادهم، لتتطور الأحداث بخروج مظاهرات حاشدة تجاه سفارة الجزائر بالقاهرة، وهو ما دفع الخارجية المصرية لاستدعاء سفيرها بالجزائر عبد العزيز سيف النصر للتشاور معه حول ما وقع من أحداث قبل أن يعود لمزاولة عمله في فبراير 2010، أي بعد مرور نحو شهرين كاملين على انتهاء المباراة في سابقة هي الأولى من نوعها بتاريخ البلدين.
مذبحة بورسعيد (المصري والأهلي 2012)
عرفت ملاعب الكرة أحداث شغب دموية على مدار التاريخ إلا أن حادث مذبحة بورسعيد سيظل الأبرز والأسوأ في القرن الحادي والعشرين، بعد مقتل 74 من مشجعي الأهلي عقب نهاية المباراة، وإصابة نحو ألف منهم إثر اعتداء جماهير المصري عليهم في المدرجات بالأسلحة البيضاء وإلقائهم منها.
وتسبب الحادث في إيقاف النشاط الكروي بمصر، ليتم إلغاء موسم 2011-2012 قبل أن يتم استئناف النشاط لاحقًا دون الحضور الجماهيري لسنوات عديدة، علمًا بأن المباريات لا تزال تقام بحضور جماهيري محدود في وقتنا الحالي جراء تلك المذبحة.
تاجر المخدرات يطرد إيطاليا (كوريا الجنوبية وإيطاليا 2002)
تبقى الأخطاء التحكيمية جزئًا من لعبة كرة القدم، إلا أن ما قدمه الحكم الإكوادوري بايرون مورينو في إدارته للقاء كوريا الجنوبية وإيطاليا بدور الـ16 لمونديال 2002، سيبقى عالقًا في الأذهان بعدما قام بإشهار البطاقة الحمراء لتوتي لاعب إيطاليا بشكل غير مستحق، رغم بعده عن اللعبة بمسافة كبيرة، بالإضافة لتغاضيه عن العديد من التدخلات العنيفة للاعبي كوريا الجنوبية أصحاب الضيافة، ليختتم بعدها سلسلة الكوارث بإلغاء هدفًا ذهبيًا لتوماسي كان كفيلًا بمنح الأتزوري بطاقة التأهل لربع النهائي، لتفوز كوريا بعدها بهدف شهير لآن جونج هوانج، وسط سخط الطليان على الأداء التحكيمي المشبوه.
وعاد مورينو لدائرة الضوء بعد نهاية مونديال 2002 ببضع أشهر حين تعرض للإيقاف في بلاده، بسبب إدانته في قضية فساد قبل أن تأتي الطامة الكبرى بالقبض عليه عام 2010 في مطار «جون كينيدي» بالولايات المتحدة، متلبسًا بمحاولة تهريب ست كيلوجرامات من الهيروين، لتعيد الصحافة الإيطالية فتح ملف المباراة المشبوهة، التي تسبب فيها الحكم الإكوادوري في إقصاء منتخب بلادهم من المونديال.
مارسيليا من المجد للقاع (مارسيليا وفالنسيان 1993)
عاشت جماهير مارسيليا الفرنسي أزهى لحظات السعادة عام 1993 بعد التتويج بلقبي دوري أبطال أوروبا والدوري الفرنسي، إلا أن أنهم أفاقوا على كابوسًا عندما تم إدانة مالك النادي بيرنار تابييه، بواقعة الرشوة للاعبي فريق فالنسيان من أجل التخاذل في مباراتهم أمام مارسيليا بالدوري، وذلك بداعي إراحة لاعبي فريقه قبل المباراة المرتقبة أمام ميلان الإيطالي بنهائي دوري الأبطال، لينتهي الأمر بتجريد مارسيليا من لقب الدوري الفرنسي، بالإضافة لهبوطه للقسم الثاني مع حرمان تابييه من مزاولة أي نشاط متعلق بكرة القدم مدى الحياة.
المهدئات تقتل المباراة (كريمونيزي وباجانيزي 2011)
لم تمر مباراة كريمينوزي وباجانيزي بدوري القسم الثالث الإيطالي عام 2011 مرور الكرام، بعدما تم اكتشاف قيام ماركو باوليني حارس مرمى باجانيزي بوضع المهدئات في زجاجات الماء، التي تناولها لاعبو كريمونيزي مما أصابهم بحالة من الخمول الشديد، لدرجة تعرض أحدهم لحادث سيارة في طريق عودته للمنزل بعد نهاية المباراة.
وأثبتت التحقيقيات قيام باوليني بذلك السلوك غير الرياضي لسداد ديونه المتعلقة بالمقامرة والمراهنة على نتائج المباريات، مع رجل الأعمال السنغافوري «دان تان»، ليعلن الاتحاد الإيطالي إيقافه لمدة خمس سنوات.
شاركنا برأيك، ما هي أبرز المباريات سيئة السمعة في تاريخ كرة القدم؟