و مين فينا ما اتمناش و هو صغير يقعد لوحده من غير رقيب ولا حسيب ولا مسؤليه؟
و مين فينا لما كبرنا ما عرفش إنه حتي لو لوحده هيبقي في رقيب و حسيب و يشيل مسؤلية ويتمني بس يرجع صغير عشان يتربي في حضن أهله و يشيلوا عنه الحمل؟
من البدايه الفيلم ده بيلعب علي فكرة طفولية مرت بكل طفل علي وجه الكوكب و هو إنه يعيش لوحده ويعمل اللي هو عايزه!
“وحدي في المنزل” مش بس بلور الفكره ده لا ده أخدها لمستوى أعلى بعرض تفاصيل لحياه كيفين الابن اللي وسط أسرة كبيرة مش واخد اهتمام كافي، أخوه الأكبر منه بيتنمر بيه و فوق كل ده مش شايف إن أهله بيدعموه بأي شكل من الأشكال، لدرجه إنه ليله عيد الميلاد بيتمني أمنيه واحده إن أهله يختفوا!
في مثل بيقولك احذر مما تتمني لا يتحقق! اللي ماكانش يعرفه كيفين إن أهله في لبخه تأخير علي معاد طياره هينسوه! بيقوم من النوم عشان يلاقي إن أفضل أحلامه اتحققت! الحلم اللي كان بالنسبه لأهله كابوس!
في الوقت اللي كيفين فيه بيعمل كل اللي هو عايزه.. في الوقت اللي كيفين بيواجه فيه مخاوفه.. بيشيل فيه مسؤوليات أكبر من سنه كان يقدر يشيلها من زمان لكن أهله حصروه في دور الطفل.. بيقدر يعيش لوقت مش قليل و لفترة طويلة! جزء من مخاوف كيفين إنه يعرف جار ليهم شكله مرعب بيكتشف إنه عقله أصغر من عقل كيفين لدرجه إن كيفين هو اللي بينصحه إزاي يحل مشكله عنده!
في الوقت ده كانت الأم في حاله من الرعب مش قادره تنتظر طياره عشان ترجع تتطمن عليه فبتاخد الطريق البري حتي لو هيبقي متعب و طويل لكنه هيوصلها قبل الطياره ولو دقايق معدوده.. الدقايق دي أقسي من طول الطريق و تعبه عليها.
الحراميه في كل مكان بينشطوا في الأعياد.. اتنين حراميه بيقرروا يسرقوا بيت أهل كيفين وبيتطمنوا إنه لوحده فده طفل مش هيوقف خطتهم. اللي ما يعرفوهوش إن الكام يوم اللي عاشهم كيفين لوحده خلوه عنده ثقه في نفسه و قوه إنه يقرر يحمي بيته بنفسه. كيفين كان بيلعب على أرضه وحوّل الأرض دي لغابه مليانه أشراك وقع فيها الحراميه وشربوا كل قلم أقوي من التاني!
أخيرا الأم بتوصل.. وأخيرا كيفين بيترمي في حضنها علي الرغم إنه عمل اللي مافيش شخص ناضج كان ممكن يعمله لوحده إلا إنه كان مستنيها عشان يترمي في حضنها!
أفلام الأعياد بتبقي عائليه مصممه للضحك و التأكيد على أهميه الأسرة.. الفيلم ده أخد الموضوع لمستوى أعلى.. أعتقد إن مافيش حد شاف الفيلم إلا و شاف أمه بتنهار وبتجري في الشارع وعلى الطرق علشان تطمن عليه.. مافيش حد ما تمناش بعد مغامره كل يوم إنه يترمي في حضنها وينسي التجارب السيئة.
الفيلم ده واجه صعاب كتيره من بدايه صناعته منها إن شركه الإنتاج حصل مشاكل بينها و بين المخرج. ومنها إن جو بيشي “هاري / الحرامي القصير” كان نجم وكان ليه متطلبات كتيره عشان يقبل بالدور.
الحقيقه إن دور دانيال ستيرن” ميرف / الحرامي الطويل ” اتعرض عليه دور ميرف ورفضه. بعدها السيناريو اتعرض علي بيشي و في دور ميرف كان في ممثل تاني جو ما حسش إن في كمياء بينهم.. عشان كده طلب استبداله و اتعرض مره تانيه الدور علي دانيال اللي وافق لأن جو صديق شخصي ليه!
من ضمن الصعاب برضه جو بيشي ماكانش عارف يتعامل مع السيناريو لأنه، وده حسب كلام المخرج ” كريس كولومبس”، إن بيشي كل أدواره كانت في أفلام مافيا و عصابات و اشتغل مع سكورسيزي كتير لدرجه أن أدواره كأن كل جمله لازم يكون فيها “سباب”، ووجوده في فيلم عائلي قيده!
نيجي للبطل ماكولي كولكين اللي كان طفل ده تاني عمل سنيمائي ليه وأول بطوله.. بعدها ماكولي قدم أكتر من فيلم ماكانوش بنجاح العمل ده.
الموسيقي التصويره المميزه جدا للعبقري جون ويليامز.. جون كان النجم في مجاله وقت صناعه الفيلم بتقديم موسيقي لأعمال زي الفك المفترس وحرب النجوم وانديانا جونز قدر يصنع حالة من البهجة والحنين في تحفه فنيه لفيلم وحدي في المنزل.
وأخيرا المخرج كريس كولومبس اللي كان الفيلم ده وش السعد عليه وأتاح ليه الفرصه إنه يقدم عبقرية في أعمال زي: السيده داوتفاير، رجل الألفية، تسعه أشهر وفتح لنا باب السحر لعالم هاري بوتر بإخراج أول جزئين من السلسله للنور.
وحدي في المنزل نزل في السينمات سنه ١٩٩٠.. يعني فات عليه ٣٠ سنه و لسه قادر يكون الاختيار الأول لمشاهدي أفلام عيد الميلاد..