“مستشفى شانغي” أحد الأماكن التي تشتهر الآن بأنها مقر من مقرات الأشباح، كان لهذا المكان جذورًا تاريخية من الرعب والتعذيب والمعاناة، ربما أسهمت في وصوله إلى ما وصله الآن.
وراء كل مكانٍ مسكونٍ قصةٌ وحكايةُ دائمًا وأحيانًا تكون هذه الحكاية من الرعب..
والبشاعة أنها كانت كابوسًا حقيقيًا للناس في ذلك الزمن.
وبعد انتهاء عهد ذلك الكابوس والتخلص منه تجد الأساطير لنفسها موطئ قدمٍ وسط كل هذه البشاعة، فيكون تاريخ الماضي كابوسًا أوليًا فحسب، أما ما ترتب عليه على مر مئات السنين بعد ذلك ما هو إلا الكابوس الأطول!
يُقال أن الأشباح تحتاج لقوةٍ تدفعها للظهور أو المكوث في المكان الذي تدأب على الظهور فيه، فمن المعروف أن الأشباح تكون مرتبطةً بالمكان ونادرةٌ هي الأشباح التي رُوي عنها التنقل، وما دفعها إلى التحول إلى شبحٍ يخيف القادم والمغادر ويبث الرعب في القلوب هو أن أصحابها ماتوا بطريقةٍ بشعةٍ أو قاسيةٍ أو لا آدمية، أو أن المكان يعم بأرواحٍ معذبة أو بسبب تجمع الطاقة السلبية فتصبح بؤرةً لجذب هؤلاء الأشباح ودفعهم للظهور..
هنا قصةٌ من تلك القصص وأحد الأماكن التي كانت فظائعها كافيةً للتنبؤ بمستقبله.. “مستشفى شانغي” القديم واحدٌ من أكثر الأماكن رعبًا في سنغافورة.
”مستشفى شانغي”.. مقر الأشباح
البداية:
بالرغم من كون سنغافورة واحدةً من أسرع بقاع العالم تطورًا وتقدمًا اليوم ومن أكبرها دخلًا اقتصاديًا إلا أن ماضيها كان يشوبه الكثير من المشاكل والوقائع العنيفة التي تركت أثرًا حتى هذا اليوم.
كانت مستشفى شانغي واحدةً من أهم تلك الظواهر وأكثرها تأثيرًا عندما تم بناؤها عام 1935م لتكون أكبر مستشفى في ذلك الوقت، لكن سنغافورة كانت أرضًا للصراع والنزاع، وخلال الحرب العالمية الثانية تمكنت اليابان من غزوها والسيطرة عليها، وتحويل واحدٍ من أكبر مبانيها من مستشفى عام لقاعدةٍ عسكرية وسجن تعذيبٍ للأسرى حتى الموت.
كثيرةٌ هي تلك الفظائع التي تم ارتكابها في ذلك المعتقل الذي زج اليابانيون فيه بأسراهم من كل الجنسيات أو البلاد التي كانت تعاديهم وتحاربهم، وكان المسؤول عن المعتقلين هم الشرطة السرية اليابانية وهم إن حاولنا وصفهم كانوا في الوحشية أقرب للجستابو اليابانيين فلك أن تتخيل قسوة التعذيب الذي لاقوه!
بعد انهزام اليابانيين في الحرب تحررت سنغافورة من سلطتها وعادت المستشفى لعهدها القديم ولتصبح المستشفى العام الأكبر والأوسع في البلاد، لكن هل عادت كل الأمور إلى نصابها حقًا؟
الأشباح تعلن عن نفسها..
قيل أن بشاعة التعذيب على يد اليابانيين وصلت أن أصوات الصراخ لم تكن تسكن ولا تهدأ لحظةً واحدةً في كل أرجاء مستشفى شانغي، وأن الغرف والممرات كانت مغطاة بالدماء والجثث والأعضاء المبتورة.
صحيحٌ أنها بعد أن عادت مستشفى ثانيةً تم محو كل الآثار المرئية والملموسة، إلا أن الأشباح المعذبة التي سكنتها قررت المكوث للأبد..
ظهرت الروايات والحكايات من المرضى والعاملين بالمستشفى على السواء بظهور ظلال وأشباح ليلًا ونهارًا في المكان تجوبه بلا هدى وتفزع الجميع، كما قال البعض أنهم يسمعون أصوات تعذيب، وأناسًا يصرخون في المكان..
والكثيرون ذهبوا للمستشفى مرةً ثم قرروا الموت من المرض في بيوتهم على الذهاب إليه ثانيةً، قائلين أن رائحة الموت تفوح في المكان وأن طاقته السلبية تصيبهم بالفزع والكآبة.
بعد ملايين الشكاوى التي وصلت للحكومة اضطرت عام 1997 لإغلاق مستشفى شانغي وتركه مهجورًا لتعيش فيه الأشباح بسلامٍ دون إزعاجٍ من أحد.
في سنة 2010 استُخدم المستشفى كموقع لتصوير أحد أفلام الرعب Haunted Changi، وكانت أقوال طاقم التصوير لا تختلف عن الأقوال التي رواها كل من ذهب للمستشفى طوال فترة ما قبل إغلاقه بشيء.. إنه ملجأ حقيقي للأشباح التائهة المعذبة.
و هنا فيديو لثلاث أشخاص اقتحموا المستشفى وحاولوا التواصل مع تلك الأرواح الشريرة والأشباح عن طريق جهاز، والعجيب أنه بالفعل ثم التواصل معهم عن طريق الجهاز: