مشاكل نفسية بعد الولادة.. تتعرض السيدات عند الحمل للعديد من المشاكل النفسية المختلفة سواء خلال فترات الحمل أو بعد الولادة، والتي قد تشكل خطرا على الأم أو الطفل المولود والمحيطين في حال اتصفت بالخطورة، وقد تكون عارضا طبيعيا بسيطا يزول عند استقرار حالة الجسم.
الأمراض النفسية البسيطة بعد الولادة
أبسط تلك الأمراض النفسية التي تصيب الأم بعد ولادتها هي تلك المشاعر المرهفة والحساسة، التي قد تقودها بعض الشيء للاكتئاب والتوتر والعصبية الزائدة والانفعال السريع، هذه من أبسط المشاكل التي تخص الحالة النفسية، وتكون تابعة للتغيرات الهرمونية.
ومن الممكن أن تصاب الأم بعد الولادة بالكوابيس الكثيرة، وذلك لعدم استقرار الجسم عند النوم أو تعرضها للكثير من الإرهاق في أعمال المنزل والاهتمام بأسرتها مع تقديم الرعاية للصغير، تؤثر تلك الأحلام المزعجة في نفسية الأم وتتركها في مزاج عام نهاري غير مستقر، وتصبح خائفة من النوم.
حالة شائعة جدا عند الأم أن تصاب بعد ولادتها وخاصة مع قدوم أول مولود بالخوف والوسواس من ناحية الطفل، وما سيكون في مستقبله وحاضره، وأبسط شيء خوفها عليه وهو نائم، حرصها الزائد عليه ورفض قيام أي أحد بلمسه أو خوفها المفرط عليه من العدوى والأمراض، وقد يكون هذا الإحساس مرضي ويتحول إلى حالة تستمر مع الأم لمرحلة طويلة.
الأمراض النفسية الخطيرة بعد الولادة
جميع ما سبق قد يتطور ليصبح حالة مرضية خطيرة بأعراض تشكل خطورة على الأم ومولودها أو قد تتخطى للمحيطين بها، فتم رصد العديد من الحالات للأمهات التي قد تصاب بداء الاكتئاب الحاد لدرجة كراهية الطفل ومحاولة التخلص منه، وذلك نتيجة الإرهاق الشديد مع التغيرات الحيوية الجسمانية الكبيرة التي تتعرض لها المرأة والضغوطات المحيطة بها، وهنا لا بد من أن تلك الحالة النفسية الصعبة والخطيرة تحتاج إلى تدخل علاجي فورا.
قد تتعرض الأم الحامل إلى ولادة طبيعية سيئة وتجربة مريرة تحمل الكثير من الذكريات السيئة، فهنا تصبح المرأة نافرة من زوجها ولا تقبل بحدوث العلاقة الزوجية من معاشرة جنسية.
علاج فعال للأمراض النفسية بعد الولادة
يجب معرفة أن تلك الأمراض النفسية ليست فقط من صنع الحمل لكن للمحيطين تأثير كبير على الأم ونفسيتها، ومدى تأثيرهم السلبي أو الإيجابي على حالة الأم، وهل يقومون بتخفيف العبء أم يزيدون ذلك.
يجب أن تكون أسرة متعاونة محبة، معتدلة في مشاعرها، وعلى قدر من النضج والوعي الثقافي الخاص بالحمل، ونتجنب تلك المشاكل الأسرية في فترة الحمل، ولا تتعرض لها تلك الأم، لأن هذا يزيد من حدة المشاكل النفسية، وتجد أغلب حالات الطلاق والانفصال تحدث عند الحمل أو الولادة وذلك بسبب تشبث كل فرد بوجهة نظره دون مراعاة لحالة المرأة المؤقتة التي ستعود لطبيعتها بعد وقت من الولادة.
يأتي بعد ذلك دور الشجاعة النفسية التي تجعلك تعترفين عزيزتي الأم أن ما تشعرين به مؤقت وسيزول، في حال لم تستطيعين التغلب على تلك المشاعر فتوجهي إلى طبيب نفسي.
وخاصة إذا كان الأمر يتعلق بعلاقتك الجنسية مع زوجك فهنا يجب عليكِ التوجه إلى أحد مراكز الاستشارة الأسرية لتقديم النصيحة لكما على حد سواء، فالزوج يحتاج إلى تنمية ثقافية خاصة بطريقة التعامل معك، والزوجة تحتاج إلى كثير من الحديث عن ما مرت به ومعالجة كل المسببات لتلك الحالة.
المصدر: دانيال وسيلفيا، نصائح للأم بعد الولادة.