مشاهدات سوكورو
لو فتحت دفتر المُذكّرات الأحمر اللي غلافه مقطَّع دا على صفحة يوم ٢٤ أبريل ١٩٦٤ هتلاقي حاجة غريبة أوي..
(٢٤ أبريل ١٩٦٤..
إحنا في مدينة سوكورو في نيو مكسيكو، أنا ظابِط الشُرطة لوني زامورا، النهاردة كان يوم عادي وكُل حاجة كانِت ماشية بشكل طبيعي جدًا لحَد ما شُفت شاب محلي مُراهِق ماشي في المدينة بشكل غريب، خطوات سريعة مليانة ارتباك وتوتُّر، طبعًا كرجل قانون كان رد فعلي الطبيعي هو إني أمشي وراه لحَد خارِج حدود البلدة، ومنها للصحرا.
ساعتها.. مكانش عندي فكرة إني هشوف حاجة هتغيَّر حياتي للأبد!
فجأة.. شُفت حاجة بيضا على شمالي، في البداية.. كُنت فاكرها عربية مقلوبة، لكن لمَّا طلعت على قمة هضبة قُريِّبة، وبصيت لتحت.. شُفت حاجة بيضا كبيرة على الأرض، بس الشيء اللي على الأرض دا كان حواليه حاجة، مجموعة من الأشكال الغريبة، وكأنهم بيطوفوا حوالين الشيء دا أو بيلفوا حواليه.
هيكل الشيء دا الخارجي كان لونه أبيض، وعليه علامات حمرا، أسهم عمودية وتحتها خطوط أفقية، وهلال فوق كُل سهم منهم، حاولت أطلب دعم من بقية عناصِر الشُرطة لكن الشيء دا كان مسبِّب شوشرة إستاتيكية كبيرة جدًا، لدرجة إن اللاسلكي بتاعي مكنش شغَّال.
بعد شوية.. سمعت صوت معدني، زي ما يكون باب حديد بيتقفل بقوة، ساعتها بس.. لاحظت إن الأشكال دي اختفت!
شُفت لهب ونار جايين من تحت الشيء دا، بصراحة.. خُفت، جريت لحَد ما استخبيت ورا عربيتي، الشيء دا طلع طبق طاير! وطار في الهوا حوالي من ٢٠ لـ ٣٠ قدم تقريبًا، فضلت مستخبي مكاني شوية، في النهاية.. بدأ يطير ناحية الغرب ببطء شديد، أخدت شوية وقت على ما تمالكت أعصابي وبدأت أفكَّر بشكل منطقي، والأسئلة كانت واضحة، هو أنا شُفته بوضوح ولا لأ؟ شُفته بوضوح! دا عبارة عن إيه بالظبط؟ طبق طاير!
لمَّا الطبق الطاير دا اختفى وطار بعيد، الشوشرة الإستاتيكية انتهت، وبقيت قادِر أستخدم اللاسلكي، كلمت صديقي القديم.. الرقيب سام تشافيز من شُرطة نيو مكسيكو، وطلبت منه ييجي بسُرعة جدًا للمكان دا).
دلوقتي إحنا سمعنا شهادة لوني من دفتر مذكراته وبكلماته، سيب الدفتر بتاعه مفتوح، وناولني الدفتر الأبيض اللي في تاني رف فوق دا، دا دفتر مُذكّرات سام تشافيز شخصيًا، وتعالى نشوف قال إيه عن الموضوع..
(لمَّا لوني كلمني، كان باين على صوته إنه خايف من حاجة، لو سألتني على رأيي في لوني زامورا هقولك بمُنتهى الصراحة إنه شخص موثوق به وصادِق تمامًا، مش من النوع اللي ممكن يخترِع حاجة أو يؤلِّف قصة عشان يلفت نظر الناس أو أي حاجة زي كدا..
لمَّا وصلت المكان نزلت أنا ولوني عشان نفحصه عن قُرب..
لقينا علامات على الأرض مكان ما هو قال إنه شاف الطبق الطاير دا، العلامات دي كانِت بعُمق ٩ بوصة، بطول ٨ بوصة، وبعرض ٩ بوصة، بدأت أدوَّر على أي آثار أقدام، خطوات آثار بشر، لكن الآثار الوحيدة اللي لقيتها كانِت آثار على شكل دايرة مُنتظِمة، مفيش آثار أقدام بشر، مفيش آثار أحذية.
انطباعي الأول عن الموضوع؟ حاجة من عالم تاني اضطرَّت تُقف عندنا عشان كانِت محتاجة نوع من أنواع المُساعدة، اسعافات أولية مثلًا أو أمان، بس غالبًا الموضوع كان أكبر من كدا
الحاجة اللي لفتِت نظري كان إن الرمل على حدود الدايرة دي محروق شوية من ناحية واحدة بس.
فلأ.. هقول بمُنتهى الثقة أن اللي شُفته بيدعَم قصة لوني، وإنه معملش كدا بحثًا عن شهرة أو فلوس).
سيب دفتر سام بقي، إحنا كنا جايبينه عشان نتأكِّد إن لوني مش بيكدب علينا، هات دفتر لوني تاني بقي وتعالى سوا نشوف إيه اللي حَصَل بعد كدا..
(سلاح القوات الجوية حقّقوا معايا، كان عندهم نفس القناعة.. كانوا مصدَّقين إني شُفت حاجة فعلًا، بس قالولي إنها مُجرَّد طيّارة عسكرية سرية، قعدت بعدها مع المؤلف وخبير الأطباق الطايرة جيروم كلارك، كان زيي بالظبط مش مُقتنِع بالتفسير الساذِج بتاعهم دا، قالي إنه دوَّر كويِّس أوي واكتشف إن سلاح القوات الجوية مكانش بيختبِر أي نوع من أنواع الطيارات في الوقت دا، ومفيش أي دليل على كلامهم بإن دي طيّارة سرية تابعة ليهم، طيب مش دي طيّارة عندهم؟ ليه مش بيوروهالي عشان أتأكِّد؟
عايزين رأيي؟ هقولكم.. أنا لوني زامورا، مُتأكِّد وأنا بكامِل قوايّ العقلية إني شُفت طبق طاير، عايزين يصدّقوني.. كويس، مش عايزين يصدقوني.. هُما حُرِّين!).
لحَد النهاردة تفسير الطبق الطاير اللي شافه لوني زامورا ما زال مجهول، هل لوني شاف طبق طاير؟ ولا دي كانت مُجرّد طيارة سرية؟
والسؤال الأهم.. لو دي طيارة.. ليه مسمحوش للوني يشوفها عشان يتطمِّن؟!
أظن إجابة السؤال دا .. هي حل اللغز!