حدث بالفعل

مشاهدات وايتفيل

مشاهدات وايتفيل
وايتفيل بفيرجينيا، مدينة صُغيَّرة بالقُرب من جبال بلوريدج، مدينة هادية والأمور فيها ماشية بشكل طبيعي جدًا، لكن في يوم من الأيام.. وتحديدًا يوم 7 أكتوبر 1987، مُراسِل الراديو داني جوردن دَخَل المدينة، كالعادة كان رايح يزور عُمدة المدينة عشان يسمع منه حكاية من حكاياته الغريبة اللي هيعالجها عشان تبقى خبر يشد مُستمعين الراديو، بس المرة دي لمَّا قعد مع المأمور.. سمع منه قصة غريبة أوي وصعب تتصدَّق، هات دفتر المُذكرات الأزرق اللي هناك دا، وافتحه على صفحة يوم 7 أكتوبر وتعالى نشوف داني كَتَب إيه عن الموضوع.

 

(كُنت رايح أجيب خبر تافِه من الأخبار الخفيفة اللي عادةً بنقفِل بيها نشرة الأخبار، أخبار من نوع: واحد من سُكّان المدينة قتل خمس فرخات بطلقتين بس، أو أي حاجة من النوع دا، بس المرة دي.. كان مستنيني خبر من نوع تاني، خبر مينفعش يكون في آخر النشرة.. لأنه وببساطة هيكون أهم خبر في نشرة الأخبار.

الخبر اللي كان مستنيني كان خبر عن رؤية أو مُشاهدة لفضائيين فوق مدينة وايتفيل.

أنا رجل منطقي، دايمًا بدوَّر على تفسيرات منطقية لأي أخبار غريبة، فأول ما سمعت كدا حسيت إن دا كان نوع من التجارُب العسكرية، ونويت أوصل للتفسير دا في أسرع وقت مُمكِن.

خصوصًا إن فيه قاعدة عسكرية جوية بالقُرب من المدينة، بس لمَّا تواصلت معاهم وسألتهم، أنكروا تمامًا إن دي مُمكِن تكون طيارات عسكرية ونفوا وجود أي نوع من أنواع التجارب العسكرية!

المُشاهدات كانِت بتزيد، والقاعدة العسكرية بتنكِر، لحَد ما في يوم جابولي تفسير معقول، دي مش تجارب عسكرية، دي مُجرَّد طيارات تزويد وقود بتزور القاعدة، بس التفسير دا كان مُستحيل، متفهمونيش غلط.. أنا راجِل وطني وبحِب بلدي، بس الكلام دا مش منطقي)

 

معلش اقلب بقي كدا لحَد ما توصل لصفحة يوم 21 أكتوبر.. وتعالي نشوف كَتَب إيه:

(النهاردة يبقى عدى أسبوعين على أول مٌشاهدة حصلِت، أخدت صديقي المصوِّر الصحفي روجر هول، ورحنا المنطقة اللي حصلِت فيها أكتر نسبة مُشاهدات، كان معانا كاميرا تصوير عادية، وكاميرا تصوير فيديو.

ساعتين.. ساعتين بندوَّر في كُل مكان بدون ما نوصَل لأي حاجة، قرَّرنا نرجَع، وبمُجرَّد ما ركبنا العربية، شُفتهم.. على شمالي، كأنهم ظهروا فجأة من العدم، نطيت من العربية بسُرعة، الطبق الطاير كان ضخم بشكل مش طبيعي، طاير في الهوا فوقي، فوقه قُبة بس مالوش جناحات، في ناحية اليمين فيه زي لمبة كدا بتنوَّر بمجموعة ألوان مُختلِفة، فجأة.. اللمبة دي نوَّرت بنور أحمر مُزعِج، وظهرِت سحابة كثيفة ورا الطبق الطاير دا، أنا وروجر بصينا لبعض بخوف، وفجأة أدركنا الأمر.. إحنا نسينا الكاميرات في العربية، وعرفنا ساعتها إن الفرصة جت لنا وإحنا مقدرناش نستغلَّها.)

 

هات صفحة يوم 22 أكتوبر، واقرأ معايا المكتوب:

(النهاردة زرنا المكان نفسه مرة تانية، المرة بقي قدرنا نصوَّر اللي بيحصَل، بس هنعلن كل حاجة في مؤتمَر صحفي بُكرة)

صفحة يوم 23 أكتوبر هتلاقي مكتوب فيها:

(أمبارح في وقت متأخَّر من الليل جالي تليفون من شخص رفض يذكُر اسمه، قالي آخُد بالي من نفسي لأن الحكومة الأمريكية، المُخابرات، والفيدراليين مُهتمين بموضوع الطبق الطاير دا جدًا، ساعتها حسيت إني ورطت نفسي في حاجة كبيرة، مراتي إتخانقت معايا عشان أتراجَع عن الموضوع، بعدها بشوية بدأ يجيلي مُكالمات تهديد إني كدا بدوَّر ورا حاجة تخص وزارة الدفاع الأمريكية.

لمَّا عملت المؤتمر وأعلنت فيه عن اللي حكيته ليكم، رجعت البيت عشان أتفاجئ إن فيه حد اقتحم بيتي وأنا مش موجود، بس مفيش حاجة مسروقة أو ناقصة، واضِح إن اللي كان هنا كان بيدوَّر على الصور والفيديو، عمومًا كُل اللي باين في الصور هو نور في السما مش أكتر)

 

اقلب على صفحة يوم 7 ديسمبر، وتعالى نقرا سوا هو كاتِب إيه:

(النهاردة كُنت بتسوَّق مع مراتي، سمعت صوت غريب من فوقي، بصيت بسُرعة وشُفته تاني، الطبق الطاير الكبير، بس المرة دي كان معاه أربع أطباق طايرة صُغيَّرة، المرة دي كمان قدرت أصوَّره، الصور باين فيها بوضوح أشكال الأطباق الطايرة في السماء، بس الغريب إنهم في صورة عاملين شكل دمعة أو قطرة ميه، وفي صورة تانية على شكل دايرة)

 

تعالى نقرا صفحة يوم 7 فبراير كدا:

(النهاردة يبقى عدد المُشاهدات وصل لـ 500 حالة، الناس كلها شافِت طبق طاير كبير ومنوَّر، بس النهاردة.. جالي تليفون غريب من ظابط مُخابرات مُتقاعِد، قالي أتأكِّد إن المُكالمة دي متسجِّلة عشان التاريخ لأني مٌمكِن أحتاجها عشان أثبِت كلامي، وبعد ما قُلنا إحنا الإتنين التاريخ بصوت عالي وواضِح، قالي إنه طلب مني أسجِّل المُكالمة عشان تكون دليل لو حصلِّي أي حاجة، وقالي إن بسبب تحقيقاتي المُستمرّة ورا موضوع مُشاهدات وايتفيل الفضائية هيموتوني زي ما موتوا ابنه المسكين، هو عرف إنهم مركّزين معايا وبيدوَّروا ورايا عشان يسكتوني، مش مبسوطين من الكلام اللي بقوله!)

 

هاتلي بقي صفحة يوم 7 مارس كدا:

(النهاردة زارني إتنين صحفيين في البيت، واحِد كان بيتكلِّم معايا، والتاني كان مشغول بتصوير كُل حاجة في البيت تقريبًا، كانوا لابسين بدل رسمية، وقعدوا عندي حوالي 45 دقيقة، قالولي إنهم هيبعتولي نسخة من المقال بس طبعًا أنا كُنت متأكِّد إن مفيش مقالات هتوصَل، أنا صحفي وعارِف شكل وتصرُّفات الصحفيين كويّس أوي، شافوا الصور.. صوروني.. صوروا بيتي.. صوروا عيلتي.. ومشوا.)

 

اقلب بقي على صفحة 20 مارس:

(النهاردة اكتشفت إن النيجاتيف بتاع الصور إتسرق مني، أنا مش قادِر أتحمِّل الضغط دا كُله.. مش قادِر)

سيب الدفتر وتعالي أقولَّك اللي حَصَل بعد كدا بشهرين، جوردن أصيب بأزمة قلبية بشكل مفاجئ، الدكاترة بيقولوا إنها بسبب الإرهاق المُستمِر اللي هو حاطِط نفسه فيه بدون راحة، من وقتها وهو ساب الموضوع، خصوصًا إن عدى فترة طويلة بدون أي مشاهدات في وايتفيل.

اقرأ أيضاً

لغز المومياء في الخزانة

فيمنيست

 

 

محمد عصمت

ولد الكاتب محمد عصمت عام 1988م في محافظة دمياط بمصر ، تخرج من كلية التجارة، اشتهر بكتاباته روايات الرعب و أعماله القصصية المترجمة ،و كانت أولى رواياته بعنوان “الممسوس” عام 2014م ، و هي رواية رعب فريدة من نوعها ، وصدر له روايات أخرى مثل (باب اللعنات، الجانب المظلم، ذاتوى) ، ويصدر له على موقع شخابيط سلسة مقالات حقل ألغاز

‫2 تعليقات

زر الذهاب إلى الأعلى