ثقافة وفنون

مشهد واحد يكفي.. مشاهير في أدوار شرف

مشهد واحد يكفي.. يهتم الكثير من الفنانين بمساحة الدور في العمل الفني اعتقادًا منهم بأنه كلما زادت مساحته، زاد تعلق الجماهير به إلا أن البعض منهم كسر تلك القاعدة، فاكتفى بالظهور في مشهد واحد مراهنًا على مدى تأثيره في العمل الفني، فيما شكل المشهد الواحد نقطة انطلاق للبعض الآخر.

وهنا سنستعرض أبرز الممثلين الذين تألقوا بشكل لافت في المشهد الواحد بالسينما المصرية.

رشدي أباظة وكلمة شرف

ظهر الفنان رشدي أباظة بمشهد واحد في فيلم «كلمة شرف» الذي تم إنتاجه عام 1973 في دور اللواء رئيس مصلحة السجون، يقوم بزيارة السجن لتفقد أحواله، حيث طلب مقابلة السجين الخطير دائم الهرب سالم أبو النجا (فريد شوقي)، وهو ما سبب الرعب للعميد شريف صادق (أحمد مظهر)، الذي سمح بخروج سالم بناءً على كلمة شرف من السجين لرؤية زوجته المريضة (هند رستم) ليفاجئ شريف بتواجد سالم داخل زنزانته وحفاظه على كلمة الشرف، وهو ما جعل الفيلم سببًا مباشرًا في تعديل قانون مصلحة السجون بالسماح للمساجين، بالخروج للحالات الإنسانية لبضع ساعات بصحبة الحراسة.

وكشف الفنان فريد شوقي عن كيفية إقناعه لزميله رشدي أباظة بالظهور بمشهد واحد بالفيلم، رغم نجوميته الكبيرة في تلك الفترة، وذلك عندما أخطره بحاجته الضرورية لشخصية قوية ذات كاريزما وحضور عالي لإقناع المشاهد برهبة الجميع منه، وفي مقدمتهم أحمد مظهر الملقب بفارس السينما المصرية، وهو ما استجاب له رشدي أباظة ليحقق ظهوره إضافة مهمة بالفيلم.

سعيد صالح ومفاجأة قاسية بزهايمر

يعد سعيد صالح واحدًا من أبرز نجوم الكوميديا الذين نجحوا في رسم البسمة على شفاه الجماهير، سواء على شاشة السينما أو خشبة المسرح، إلا أنه فاجئ جماهيره بظهور مختلف تمامًا في مشهد وحيد بفيلم «زهايمر»، الذي تم إنتاجه عام 2010 حيث قدم دور عمر كمال، صديق محمود شعيب (عادل إمام)، ينتهي به الحال في دار المسنين بعدما أودعه أولاده هناك عقب إصابته بمرض الزهايمر، ليستعرض ذكرياته العشوائية المشوشة مع صديقه، الذي جاء لزيارته ليكشف عن الجانب المظلم في حياته بعدما تخلي أولاده عنه، قبل أن ينتهي المشهد بشكل صادم بتبوله لا إراديًا، ليخرج محمود منهارًا من الدار، وهو يودع صديق عمره بالدموع الحارة حزنًا على مصيره.

ولم يحقق فيلم «زهايمر» النجاح المتوقع منه، إلا أن مشهد سعيد صالح تلقى إشادة واسعة من النقاد والجماهير على حد سواء، ليتم اعتباره المشهد الرئيسي والأهم بالفيلم كله.

أمومة كريمة مختار في ساعة ونص

برعت الفنانة كريمة مختار في أداء أدوار الأم على مدار مشوارها الفني سواء على شاشة السينما أو الدراما، فكان لها حضورًا خاصًا وقويًا بمشهد واحد في فيلم «ساعة ونص»، الذي تم إنتاجه عام 2012 حيث ظهرت في دور الأم المسنة المريضة التي تخلى ابنها عنها في القطار تاركًا ورقة معها لمن يجدها بإيداعها في أحد دور المسنين، لتقابل البائع المتجول عز الفيومي (إياد نصار) الذي يفاجئ بتلك الورقة.

ونجحت كريمة مختار من خلال ذلك المشهد في التعبير عن مشاعر التضحية بالأمومة، حين أخطرها عز بحقيقة الورقة، لتقوم بالتماس العذر لابنها بسبب أحواله المادية المتعثرة بعدما وجهت اللوم لنفسها، بسبب طلبها منه شراء الدواء الخاص بداء السكري بعد نفاذه منها، ليصبح ذلك المشهد هو الأبرز في الفيلم.

عبد المنعم إبراهيم ونقطة التحول بالمراية

ظهر الفنان عبد المنعم إبراهيم في مشهد واحد بفيلم «المراية» الذي تم إنتاجه عام 1970، وذلك في دور «الشيخ يونس» مدرس اللغة العربية الذي يتقدم للزواج من كريمة (نجلاء فتحي)، حيث دار حوارًا طويلاً بينهما حول مفهوم الزواج ليعكس ذلك الاختلاف الواضح بينهما في ظل اهتمام كريمة بالمظاهر الخارجية فقط، حيث انتهى الأمر برفض «يونس» الزواج منها بعدما لقنها درسًا قاسيًا، كان بمثابة نقطة التحول في شخصيتها لتبدأ في البحث عن الجوهر قبل المظهر لينتهي الحال بخروجها من سجن المرآة، وعودتها لدراستها الجامعية من أجل بناء شخصيتها الحقيقية بعيدًا عن جمالها الظاهري.

واكتسب مشهد ظهور عبد المنعم إبراهيم شهرة واسعة حتى يومنا هذا، رغم مرور 54 عامًا على عرضه بسبب أدائه له باللغة العربية الفصحى رغم طول مدته.

غسان مطر وحزلقوم

ظهر الفنان الفلسطيني غسان مطر، بشخصيته الحقيقية في فيلم «لا تراجع ولا استسلام»، الذي تم إنتاجه عام 2010 في مشهد واحد مع حزلقوم (أحمد مكي) ليتحدث معه بشكل كوميدي ساخر عن قيام المخرجين بحصره في أدوار الشر طيلة مسيرته الفنية، بالرغم من طيبة قلبه لينتهي المشهد بقيامه بنصح «حزلقوم» بعبارته الشهيرة «اعمل الصح»، والتي باتت الإفيه الأبرز بالفيلم الذي لا يزال الشباب يرددونه، حتى اليوم عن طريق «الكوميكس» الساخر بمواقع التواصل الاجتماعي.

وتسبب النجاح المدوي لمشهد غسان مطر في قيامه بتصوير إعلان لإحدى منتجات الحلاوة، وهو يردد عبارة «اعمل الصح»، ليبقى ذلك المشهد الأشهر في مسيرته الفنية التي بدأت منذ عام 1969.

خالد الصاوي ومفاجأة الفيل الأزرق 2

تفاجئت الجماهير بظهور الفنان خالد الصاوي في مشهد واحد بفيلم «الفيل الأزرق 2»، الذي تم إنتاجه عام 2019 بشخصية «شريف الكردي» التي أداها بإتقان في الجزء الأول من الفيلم عام 2014، حيث التقى مجددًا بزميله يحيى (كريم عبد العزيز)، ليكتشف أنه لا يزال تحت تأثير الجن «نائل» الذي لم يفارقه بعد بشكل كامل، حيث ظل يرسل التحذيرات والتهديدات ليحيى بأداء حركي متقن نال استحسان الجميع ليكشف بوضوح الاضطراب، الذي تعاني منه الشخصية قبل أن ينتهي المشهد بشكل صادم بقيام «شريف» بقطع لسانه وإلقائه أرضًا.

يسرا تفضح معالي الوزير

قدمت الفنانة يسرا مشهدًا وحيدًا في فيلم «معالي الوزير» الذي تم إنتاجه عام 2002، إلا أنه كان مؤثرًا للغاية في كشف النقاب عن المزيد من التفاصيل حول شخصية الوزير رأفت رستم (أحمد زكي) في بداية حياته، والذي لم يتورع عن كتابة تقرير في زوجته الأولى زهرة فؤاد (يسرا) للجهات الأمنية من أجل كسب ودهم، لينتهي حوار الثنائي في المطعم بشعور «رأفت» بضآلته ووضاعة أخلاقه.

محامي خلع يفتح الباب لخالد صالح

لم يكن خالد صالح وجهًا مألوفًا لدى الجماهير عند ظهوره في مشهد واحد كقاضي المحكمة في فيلم «محامي خلع»، الذي تم إنتاجه عام 2002 إلا أنه نجح في لفت الأنظار إليه بشدة في المشهد الذي حمل طابعًا كوميديًا مع المحامي بدر النواساني (هاني رمزي)، ورشا الورداني (داليا البحيري)، ليظل إفيه «64 حصان» الذي أطلقه «بدر» في المحكمة مع القاضي الأبرز في الفيلم.

وفتح ذلك المشهد الباب أمام خالد صالح ليحصل على أول أدواره البارزة في فيلم «تيتو» عام 2004، ليثبت أقدامه بعدها كموهبة فنية رفيعة في السينما المصرية.

شاركنا برأيك، من هم أبرز النجوم الذين نجحوا في الظهور القوي بالمشهد الواحد؟

زر الذهاب إلى الأعلى