مصاصة دماء رود آيلاند
مصاصة دماء رود آيلاند
سنة ١٨٩٢.. مارسي براون ماتِت بعد صراع مع مرض السُل .. لكن أهل قريتها كان عندهم تفسير مُخيف لموتها..
في القرن الـ ١٩.. مرض السُل انتشر في نيو إنجلاند بشكل مُخيف، الناس كُلها كانِت مرعوبة من الوباء اللي انتشَر بسُرعة الهشيم.
في الفترة دي.. الوباء كان قاتِل فعلًا، وكان بيحصُد أرواح كتير، وخلوني بس أقول لكم.. إن الموت بعد صراع مع المرض دا، كان موت قاسي، لأن أعراضه كانِت عبارة عن حُمى، ارتفاع درجة الحرارة بشكل كبير جدًا، كحة دموية، وتدهور في الحالة الجسدية بيحصَل بالتدريج لدرجة إن الناس كانِت بتقول إن كأن الحياة بتتسرَّب من جوا أجسامهم.
والحقيقة إن المرض كان بينتشِر بسُرعة مُرعِبة، وبيحصُد أرواح كتير في طريقه، وبسبب الجهل المُنتشِر بين الناس بدأت الإشاعات تنتشِر عن وجود قوى خارقة للطبيعة هي اللي ورا انتشار المرض، زي مثلًا.. مصاصين الدماء!
كانوا مُقتنعين إن سبب انتشار العدوى هو إن مصاصين الدماء بيمصوا دم الضحايا، وبينقلوا المرض من ضحية للتانية بدون ما يحسوا بيهم.
وعشان يقدروا يقضوا على المُشكِلة دي.. كان فيه قدامهم حل واحِد، إنهم يستخرجوا جُثث كُل اللي ماتوا من المرض، وبعدها يستخرجوا أعضائهم الداخلية ويحرقوها، عشان يمنعوا مصاصين الدماء من نبش القبور واستخراج الجُثث والأعضاء دي لأنهم كانوا مُعتقدين إن دي الطريقة اللي مصاصين الدماء بيتغذّوا بيها، وبالتالي كدا.. هيمنعوا انتشار المرض على إيدين مصاصين الدماء.
لكن الفكر دا كان له ضحايا.. وأكبر ضحايا التفكير دا كانِت بنت مسكينة اسمها ميرسي براون، وكان عندها ١٩ سنة!
ميرسي براون وعيلتها كانوا عايشين في منطقة اسمها إيكستر في رودي آيلاند، منطقة عدد سُكّانها قُليِّل، وأغلبهم كان من المُزارعين الفقراء، المرض بالنسبة لهم كان عدو غامض، مُخيف، وقاتِل!
ابتداءً من ديسمبر ١٨٨٢.. عيلة آل براون بدأوا يموتوا واحِد ورا التاني بعد انتشار المرض بينهم، أول ضحية للمرض كانِت ماري إليزا – والدة مارسي – وبعدها بسنة تقريبًا ماري أوليف – أخت مارسي – ودي كان عُمرها ٢٠ سنة، وماري فعلًا كان المرض بيفتك بيها لدرجة إنها كانِت بتتمنى الموت عشان ترتاح، بعدها بدأ إدوين – أخوها – واللي كان معروف إنه شاب قوي وضخم، يبان عليه أعراض المرض، لكنه ساب المنطقة كُلها وهاجِر على أمل إن تغيير الجو يحسِّن صحته.
وفعلًا نجح إدوين في النجاة من المرض، لكن لمَّا رجع بعد عشر سنين تقريبًا، كانِت ميرسي بتعاني من المرض، لكنها كانِت فصيلة تانية أشرس وأسرع من المرض، وللأسف.. مقدروش ينقذوها وماتِت في يناير ١٨٩٢.
لكن بسبب موت كتير من أفراد العيلة، فالسُكّان المحليين للمنطقة قالوا إن العيلة دي ملعونة، وقالوا لجورج براون – والد ميرسي – إن بنته اللي لسّه ميتة مش ميتة ولا حاجة، دي بتمثّل إنها ميتة، وإنها لمّا كانِت عايشة كانِت بتمُص دم أخوها ودا اللي خلاه يدبل لمّا كان جنبها ويتحسّن لمّا بعد عنها، وقعدوا فترة لحَد ما قدروا يقنعوه.. ولمَّا اقتنع بعد كام شهر قالوله إنهم هيثبتوا له، هيخرجوا جُثث نساء العيلة كلهم من قبورهم وهيوروه الفرق بين جُثة والدتها وأختها وبين جُثتها.
طبعًا والدتها وأختها ماتوا من عشر سنين فاتوا، فلمّا طلعوهم كانوا شوية عظام على وشك التحلُّل، إنما ميرسي اللي اتدفنِت من كام شهر بس، كان لسّه جسمها عادي، خصوصًا إنهم كانوا في الشتا، ودا معناه إيه؟
إن ميرسي هي مصًّاصة دماء رود آيلاند ..
استخرجوا أعضائها الداخلية، وحرقوها، وأكلوا الرماد بتاعها لأخوها إدوين، في محاولة منهم عشان يشفوه بشكل نهائي من المرض، وخوفًا من إنه يتحوَّل لمصاص دماء هو كمان، لكن التجربة فشلِت.. وإدوين مات بعد شهرين!
بيقولوا إن بسبب اللي حَصَل لميرسي.. فروحها لسّه موجودة ومعذّبة
وإنك لو رحت المكان اللي فيه قبرها.. هتسمع صوت عياطها ولعناتها للي عملوا في جُثتها كدا..
بس هل أنت عندك شجاعة تروح؟
عاااش ♥️♥️
❤