الحياة والمناخ

مصر تُغير طريقة التعامل.. من هو اللاجئ؟

من هو اللاجئ؟.. عندما بدأت أفكر في كتابة هذا المقال حول معاناة اللاجئين في مصر والعالم وما هي أسباب معاناتهم، وكيف يمكن التعامل معهم، وجدت أنه لا بد من في البداية أن نعرف من هو اللاجئ وماذا تعني هذه الكلمة التي نسمعها، وقد تبدو غريبة ويُساء فهمها في كثير من الأحيان، ورغم أننا نصادف الكثير من اللاجئين من جنسيات مختلفة ولا نعرف لماذا جاءوا إلى بلدنا، وهل يمثلون عبئا على بلدنا التي تعاني من أزمة اقتصادية في السنوات الأخيرة، وتصادف ذلك مع تزايد أعداد اللاجئين بعد استقبال عدة ملايين من الدول العربية الشقيقة؛ مثل العراق وسوريا واليمن وليبيا والسودان وغيرهم من الدول الإفريقية.

من هو اللاجئ؟

اللاجئون هم من يضطرون لمغادرة بلادهم خوفا على حياتهم بسبب اندلاع الحروب والصراعات المسلحة، ويجبرون على ترك بيوتهم وأعمالهم ومدارسهم وجامعاتهم ليعيشوا في بلد غير بلدهم، وهؤلاء هم من يطلق عليهم كلمة لاجئون، وأقلية منهم يطلبون الحصول على صفة اللاجئ بشكل رسمي من خلال التقدم لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، والأغلبية منهم يعيشون بيننا دون الحصول على هذه الصفة التي تمنحها المفوضية بالاتفاق مع الحكومة المصرية تنفيذا لاتفاقية 1951 الدولية الخاصة بوضع اللاجئين.
ونتيجة لانتشار الحروب في العالم ودول الجوار تتزايد أعداد اللاجئين، ويواجه الأطفال والشباب منهم المعاناة الأكبر حيث يتركون مدارسهم، وكذلك الأطفال الصغار قد يواجهون مخاطر الجوع وسوء التغذية، خاصة إذا كانوا يعيشون في معسكرات أو مخيمات، وهناك أيضا مشكلات خاصة بكبار السن مثل صعوبة الحصول على فرص للعمل المناسب بأجر مناسب دون استغلال من أصحاب العمل، أو الحصول على مكان مناسب للسكن بسعر معقول دون مغالاة من الملاك، أو توفر الرعاية الصحية والعلاج اللازم لهم إذا تعرضوا لللإصابة قبل رحيلهم من بلادهم، بسبب قصف المدافع أو الطائرات الذي يتعرض له المدنيين أثناء المعارك، كما يواجهون مشكلات في توفير المبالغ المطلوبة للحصول على إقامة رسمية في مصر خاصة في الأيام الأخيرة بعدما قررت الحكومة المصرية في الشهر الماضي تحصيل الف دولار من كل أجنبي يتقدم للحصول على الإقامة.

الصراعات في إفريقيا

رسميا تسضيف مصر حوالي 300 ألف شخص من طالبي اللجوء المسجلين واللاجئين من 55 دولة مختلفة، أغلبهم من سوريا والسودان وجنوب السودان وإريتريا وإثيوبيا واليمن والصومال، ومؤخرا وبسبب تجدد الصراعات وانعدام الاستقرار السياسي في السودان وشرق إفريقيا والقرن الإفريقي، وكذلك الاضطرابات في العراق واليمن دفع ملايين من الأشخاص في السودان وجنوب السودان وإثيوبيا والعراق واليمن إلى اللجوء إلى مصر.
وعلى رغم أن الأعداد التى تنشرها المفوضية السامية لشؤون اللاجئين كبيرة، إلا أن مصر لديها أعداد تفوق الملايين من اللاجئين، وفق ما قاله وزير الخارجية المصري سامح شكري في إحدى اللقاءات التي ناقشت الملف في الأمم المتحدة.

اللاجئون في مصر

تشير التقديرات إلى أن مصر تعتبر من أكثر  الدول المستضيفة للاجئين، حيث يعيش في مصر على مدار العقدين الماضيين ما يزيد على 9 ملايين لاجيء من شرق آسيا، وإفريقيا، وأن المعدل ارتفع إلى هذا الحد بعد الحروب الأهلية والاضطرابات السياسية التي نشبت في السنوات العشر الأخيرة، بسبب الأعداد الكبيرة للاجئين الوافدين إلى مصر من السوريين والعراقيين واليمنيين، بخلاف الأشقاء الفلسطينيين منذ النكبة في عام 1948.

زر الذهاب إلى الأعلى