الحياة والمناخرياضة

مصر في أمم إفريقيا.. هل يتكرر سيناريو البرتغال 2016؟

سيناريو البرتغال 2016.. لم يقدم المنتخب المصري الأداء المأمول منه خلال الدور الأول لبطولة كأس أمم إفريقيا 2023، إلا أنه حقق الهدف الاستراتيجي من تلك المرحلة بالتأهل لدور الـ16، حتى ولو كان بشق الأنفس، ليتسرب الشعور بالقلق لدى فئة كبيرة من الجماهير حول قدرة المنتخب الأكثر تتويجًا باللقب الإفريقي على الذهاب بعيدًا في البطولة، غير أن سيناريو التأهل الشاق قد استدعى لأذهان البعض ذكريات تتويج المنتخب البرتغالي بلقب يورو 2016.

وهنا نستعرض 4 أسباب لتفاؤل البعض بإمكانية تكرار تجربة البرتغال الناجحة مع المصريين.

التأهل دون تحقيق الفوز

لم يكن أشد المتشائمين من جماهير البرتغال يتوقع معاناة منتخب بلادهم في مرحلة المجموعات يورو 2016، في ظل تواجد الثلاثي المتواضع؛ النمسا، المجر وآيسلندا معهم، إلا أن البرتغال عانت الأمرين في مبارياتها الثلاث التي شهدت ثلاث تعادلات لتتأهل ضمن أفضل الثوالث برصيد ثلاث نقاط فقط، قبل أن يظهر السيليساو الأوروبي بوجه مغاير تمامًا في المرحلة الإقصائية التي أطاح فيها بكرواتيا صاحبة العلامة الكاملة في الدور الأول، ثم بولندا بركلات الترجيح قبل أن يأتي الدور على الحصان الأسود ويلز في نصف النهائي، ليتوج في النهاية بفوز ملحمي على المنتخب الفرنسي صاحب الضيافة.

وكرر منتخب مصر سيناريو البرتغال في مرحلة المجموعات مع منافسين أقل فنيًا منه؛ مثل موزمبيق وكاب فيردي، بالإضافة للمنتخب الغاني الذي يمر بأسوأ فتراته الكروية على الصعيد القاري، لينتهي الأمر بتأهل مصر إلى دور الـ16 بثلاث نقاط أيضًا دون تحقيق أي فوز، ولكن بالمركز الثاني بدلا من الثالث، فهل تكرر مصر سيناريو انتفاضة البرتغال بالمراحل الإقصائية؟

رونالدو وصلاح

لا خلاف على قيمة النجم كريستيانو رونالدو قائد منتخب البرتغال، إلا أنه تعرض لإصابة في الركبة بالشوط الأول للمباراة النهائية أمام فرنسا ليغادر الملعب باكيًا، ويبدأ القلق يتسرب للجماهير البرتغالية غير أن لاعبي السيليساو الأوروبي قاتلوا بضراوة على أرض الملعب ليحققوا الفوز بلقبهم الأوروبي الأول في نهاية الأمر.

وفقد المنتخب المصري نجمه وقائده محمد صلاح في بطولة كأس الأمم الإفريقية مبكرًا، بداعي الإصابة في الشوط الأول من لقاء غانا، لينجح اللاعبون في تدارك الموقف بانتزاع التعادل أمام غانا بعد التأخر في النتيجة قبل أن يتكرر الأمر في لقاء كاب فيردي التالي، فهل يتكرر سيناريو البرتغال بالفوز باللقب دون وجود النجم الأبرز؟

الأزمة الدفاعية

تعرض دفاع البرتغال لانتقادات عنيفة بسبب كثرة أخطائه في الدور الأول ليورو 2016، واستقبال شباك الفريق لأربع أهداف رغم ضعف المنافسين، إلا أن المدير الفني فيرناندو سانتوس نجح في علاج تلك الأخطاء خلال المرحلة الإقصائية، التي لم يستقبل فيها الفريق سوى هدفًا وحيدًا في لقاء بولندا بربع النهائي، مما ساعده على التتويج باللقب في نهاية الأمر.

وتكرر الأمر مع منتخب مصر الذي تعرض دفاعه لانتقادات عنيفة، بسبب تعدد الأخطاء الساذجة أمام منافسين أقل فنيًا، لينتهي الأمر باستقبال شباك الحارس محمد الشناوي 6 أهداف، وهي الحصيلة الأسوأ لمصر في مرحلة المجموعات منذ عام 1990، فهل ينجح المدير الفني روي فيتوريا في إصلاح العيوب بالمرحلة الإقصائية على غرار مواطنه فيرناندو سانتوس؟

ريناتو ومروان

لم يستقر المدير الفني فيرناندو سانتوس على التوليفة المناسبة في وسط ملعب البرتغال ببداية مشواره ببطولة يورو 2016، حتى وجد ضالته في اللاعب الشاب ريناتو سانشيز الذي أضفى صلابة واضحة على الأداء الدفاعي في وسط الملعب، علاوة على مساهماته الهجومية، ليصبح واحدًا من أهم أوراق سانتوس في مباريات المرحلة الإقصائية نحو الطريق للقب.

وتكرر الأمر مع منتخب مصر الذي لم يستقر مديره الفني فيتوريا على التوليفة المناسبة في وسط الملعب، إلا أن المستوى المميز الذي قدمه مروان عطية لاعب الأهلي في لقاء كاب فيردي الأخير، قد منح بارقة الأمل في تعزيز قدرة الوسط الدفاعية، لاسيما في ظل عدم جاهزية محمد النني لاعب آرسنال الإنجليزي بشكل كامل بعد غيابه لفترة طويلة عن الملاعب بداعي الإصابة، فهل يكرر مروان سيناريو تألق ريناتو في المرحلة الإقصائية؟

وأخيرًا تبقى مؤشرات التفاؤل بتطور أداء المنتخب المصري في المرحلة الإقصائية مجرد أحلام، تتمنى الجماهير أن يترجمها الجهاز الفني واللاعبون إلى حقيقة على أرض الواقع.

زر الذهاب إلى الأعلى