مقاطع الفيديو القصيرة «ريلز».. 6 حلول للتخلص من إدمانها
مقاطع الفيديو القصيرة.. تعتبر مقاطع الفيديو القصيرة أو ما تسمى «ريلز »، التي يتم نشرها على منصات التواصل الاجتماعي مثل تيك توك، وإنستجرام، وسناب شات، من أهم الظواهر الرقمية التي انتشرت بشكل واسع خلال السنوات الأخيرة، وأصبح مشاهدتها إدمان وعادة يومية عند الكثير من الناس.
ويعتقد الشخص أنه سيشاهد مقطعا واحدا لا يتعدى مدته دقيقة واحدة، لكن ينتهي الأمر بساعات في هذه الحالة، دون أن ينتبه إلى المدة التي قضاها في المشاهدة، فيتكرر الأمر يوميا، وإذا بساعات تُقضى فقط في تقليب هذه المقاطع بلا انقطاع.
مقاطع الفيديو القصيرة
هذه العادة مدمرة وتستهلك الكثير من الوقت والطاقة، تدخل عقلك في دوامة فهم واستيعاب المعلومات القصيرة فقط، والاستمتاع فقط بالأشياء التي لا تطلب منك جهدا ووقتا طويلا، فعندما يتطلب منك مشاهدة فيديو علمي طويل، قراءة كتاب، أو أي أمر يتطلب منك تركيزا لمدة طويلة تصاب بحالة الكسل والخمول.
ويشبه هذا الأمر ظاهرة تسمى عقل القرد «The monkey mind phenomenon»، وهو مفهوم ظهر أول مرة مع البوذية، فمصطلح عقل القرد مجرد تشبيه لحالة إدمان التنقل السريع بين مواقع التواصل الاجتماعي، التي أصبح معظمنا في الوقت الحاضر مصابا بها، ويشبه تماما تنقل القرد من شجرة إلى أخرى، بحثا عن المتعة المحدودة لديه في البحث عن الموز، في حين نجد متعة الإنسان متمثلة فقط في قتل وقت الفراغ والكسل، بأقل مجهود عقلي ممكن.
وتزداد الحالة الناتجة عن نظرية «عقل القرد» يوما بعد آخر، بسبب الانفجار المعلوماتي وعصر التكنولوجيا والثورة الرقمية التي نعيش بداخلها مما يجعلنا نعيش بعقلية القرد، المتسرع الملهوف الذي يبحث عن إسعاد نفسه بأقل مجهود داخل نطاق محدود، وأصبح التفكير العقلاني والهادئ من الأشياء الصعب فعلها، ونجلس نشاهد حياتنا ووقتنا يضيع أمام أعيننا بسبب تلك التغيرات المستمرة، ما يجعلنا في حالة اندفاع وأخذ القرارات العشوائية التي تنتج دون تفكير.
وقالت جيسيكا جريفين الأستاذة المساعدة في الطب النفسي بكلية الطب جامعة ماساشوستس لموقع «فري ويل هيلث»: إن مقاطع الفيديو القصيرة مثل الحلوى تعطي دفعة من هرمون الدوبامين الذي تطلقه مراكز المتعة في الدماغ وتعزز الشعور بالرضا، وغالبا ما تتسبب هذه الدفعة في رغبتنا بفعل المزيد من هذا الأمر دون الانتباه العميق إلى أضرار هذا الأمر مثل الأطفال في متجر الحلوى.
ومن بين هذه الأضرار التي تنتج عن إدمان المقاطع القصيرة:
اضطراب النوم: تؤثر هذه المقاطع على النوم لدى الأفراد خاصة في حالة استخدامها في ساعات متأخرة من الليل، فإن هذا يؤثر على الصحة الجسدية والعقلية.
اضطراب التصور الذاتي: قد تؤدي رؤية العديد من المقاطع القصيرة المثالية والمصورة بشكل جذاب على وسائل التواصل الاجتماعي إلى شعور بعدم الارتياح، بالنسبة للمظهر الشخصي والمقارنة المستمرة بين الذات والآخرين.
الاكتئاب والقلق: يؤدي استخدام «ريلز» المقاطع الصغيرة بشكل مفرط إلى تقليل الوقت المخصص للتفاعلات الاجتماعية في الواقع، مما يؤثر على العلاقات الشخصية والتواصل المباشر مع الآخرين، مما يزيد من خطر الاكتئاب والقلق.
نقص التركيز والانتباه: قد يؤدي الانغماس المستمر في المقاطع القصيرة إلى تشتت الانتباه وتقليل القدرة على التركيز في المهام الأخرى، مثل العمل أو الدراسة.
ضعف مهارات القراءة والكتابة: تعود العقل على معالجة البيانات، وترجمة المحتوى المرئي أسرع من النصوص المكتوبة، يسبب ضعف في مهارات القراءة والكتابة.
وتتسم أيضا المقاطع القصيرة بالطابع السريع والسطحي: قد يؤدي ذلك إلى نقص في التفاصيل والمعرفة العميقة، حيث يتم تقديم المعلومات بشكل مبسط وقصير جدا، هذا يمكن أن يؤثر على التركيز والانتباه لفترة طويلة، ويمكن أن يؤدي إلى تقليل القدرة على التفكير النقدي والتحليلي.
إذا كنت مدمن مشاهدة هذه المقاطع القصيرة، إليك بعض الحلول للتخلص من هذا الإدمان:
تعيين حدود زمنية: قم بتعيين أوقات محددة يمكنك فيها مشاهدة مقاطع الفيديو القصيرة والالتزام بهذه الحدود الزمنية، يمكنك ضبط المنبه على هاتفك لتذكيرك بانتهاء الوقت.
استخدام تطبيقات مساعدة: هناك تطبيقات مثل StayFocusd وFreedom، التي تساعدك في تقييد وقت استخدام التطبيقات وتحسين تركيزك وإنتاجيتك.
حدد أهدافا أخرى: حاول ملء وقتك بأنشطة أخرى مفيدة وممتعة تجذب اهتمامك وتلفت انتباهك، خصص وقتا للقراءة أو ممارسة الرياضة أو تعلم مهارة جديدة.
حدد الأهداف والمكافآت: حدد أهدافا قابلة للقياس والتحقق منها، وتأكد من مكافأة نفسك عند تحقيقها، يمكن أن تكون المكافآت الصغيرة مثل الاستماع إلى الموسيقى المفضلة لديك أو مشاركة الأوقات الجيدة، مع الأصدقاء طريقة فعالة لتشجيع نفسك على عدم الإدمان على مقاطع الفيديو القصير.
اطلب الدعم: شارك قصتك مع أصدقائك وعائلتك وحاول الحصول على دعمهم، قد يكون بمقدورهم تزويدك بالمشورة والدعم الذي تحتاجه للتغلب على هذا الإدمان.
تحدث إلى أحد المتخصصين: إذا كنت تواجه مشكلة في التخلص من هذه العادة بنفسك، فقد يكون من المفيد التحدث إلى متخصص في الصحة العقلية أو الإدمان، يمكنهم تقديم الدعم والتوجيه المناسبين لمساعدتك في التغلب على هذه المشكلة.
ضع في اعتبارك أن كل شخص يتعامل مع هذا الإدمان بشكل مختلف، وقد يستغرق الأمر بعض الوقت والجهد للإقلاع عنه تماما، استخدم الحل الذي يناسبك ويلبي احتياجاتك الفردية.