من خاتم الزواج إلى الشبكة.. كيف تطورت التقاليد عبر الزمن؟
خاتم الزواج.. مع غلاء الأسعار أصبح الشباب يعاني من صعوبات في اتخاذ قرار الزواج، بداية من شراء الذهب وتجهيزات الفرح وبناء المنزل من الألف للياء، ويعود استخدام الخواتم كرمز للزواج إلى العصور القديمة، ويتجذر ذلك في ثقافات متعددة حول العالم، وهنا تعرف على قصة خاتم الزواج.
خاتم الزواج عند المصريين القدماء
كان المصريين القدماء هم أوائل الحضارات التي تبادل أفرادها خواتم الزفاف عند الزواج، في الثقافة الفرعونية القديمة في مصر، كان خاتم الزواج يحمل رمزية كبيرة ويمثل الالتزام والارتباط بين الزوجين.
وأطلق عليه خاتم الحب، كما رأى المصريون الدائرة كرمز قوي، ويقال إن الدائرة اللانهائية لخاتم الزواج تظهر وعدا إلى الأبد، وصنع في ذلك الوقت من القصب أو الجلود المنسوجة، أحيانا كانت الأحجار الكريمة مثل اللازورد والتركواز والأونيكس، تستخدم لتزيين بعض خواتم الزواج الفرعونية.
ويتم وضع خاتم الزواج على الإصبع الرابع من اليد اليسرى، وكانوا يعتقدون أن هذا الإصبع يحمل «وريد الحب« الذي يتصل بالقلب.
وقالت صحيفة «لا ريبوبليكا» الإيطالية إنه وفقا للأسطورة، فإن أول من استخدم هذا النوع من الخواتم ذات الشكل الدائري هم قدماء المصريين، وكانت الحلقات مصنوعة من أشياء مثل ورق البردي المضفر والقصب.
خاتم الزواج في الحضارة الهندوسية القديمة
في الثقافة الهندوسية، تعد خواتم الزواج جزءا مهما من التقاليد الزوجية، تسمى خواتم الزواج في الهند «ماندال سوترا»، غالبا ما تكون مصنوعة من الذهب وتحتوي على تصاميم زخرفية معقدة ورموز دينية.
خاتم الزواج الحضارة الإغريقية القديمة
في اليونان القديمة، كانت خواتم الزواج تمثل رمزا للوفاء والارتباط الزوجي، وكانت هذه الخواتم تحمل رموزا مثل صور الإلهة أفروديت، إلهة الحب والجمال، وقد استخدمت المعادن الثمينة مثل الذهب والفضة في صنعها.
خاتم الزواج في العصور الوسطى
أصبح استخدام الخواتم كرمز للزواج منتشرا بشكل أكبر في ثقافات مختلفة، كانت الخواتم ترمز إلى الالتزام الزوجي والتمسك بالوعد الزوجي، وكانت تحمل شعارات أو رموزا خاصة بالأسرة أو العائلة، وبدأ خاتم الخطبة يرتبط بالأحجار الكريمة، ولكن هذا النوع من الخواتم كان حصرا على الأباطرة النبلاء الذين يمكنهم شراء جواهر بأثمان باهظة، أما معظم الناس فكانوا يرتدون خاتما يشبه إلى حد كبير الموجود حاليا باختلاف المادة المصنوع منها الخاتم.
الخواتم في العصور الحديثة
شهد تصميم واستخدام خواتم الزواج تطورا كبيرا، بدأت الخواتم تصميمها بأشكال ومواد مختلفة، كما أصبحت الخواتم تحمل تصاميم مبتكرة ومتنوعة، وتزين بالأحجار الكريمة والماس واللؤلؤ والزمرد والأحجار الكريمة الأخرى، وزادت مرونة تصميم الخواتم، حيث يمكن الآن تخصيص تصميم الخاتم بشكل فردي لكل زوجين، كما أصبحت الخواتم متاحة بمجموعة متنوعة من الأشكال والأحجام والألوان والمواد، مما يتيح للأزواج اختيار ما يناسبهم أكثر.
ويظل خاتم الزواج له دور رمزي وشهير، ولكن قد تتغير مفاهيمه وأهميته بتطور المجتمع، يشير الكثير إلى أن الخاتم يعبر عن التزام الشريكين وتمثل رمزا للحب والاستقرار، ولكن تغير الفهم وأصبح خاتم الزواج في عصرنا هذا ما يسمى بالشبكة التي تبالغ في أسعارها وتختلف تصاميمها بين الثقافات والتقاليد المختلفة، وتعكس اختلافات الأذواق الشخصية، وتستخدم المواد المختلفة مثل الذهب والفضة والبلاتين والأحجار الكريمة والماس في صنع الخواتم، وتتنوع التصاميم من البسيطة والكلاسيكية إلي العصرية والمبتكرة.
وتحول خاتم الزواج البسيط الذي يحمل قيمة رمزية كبيرة إلى مبالغة كبيرة في أهميته قد تظهر غير واقعية، تدل على نظرة مادية وللمظاهر فقط، وتضع الشباب في ضغط كبير في زمن الضغوط المالية والاقتصادية، يجب على الأفراد إعادة التفكير في قيم الحياة وتحديد الأولويات بشكل مناسب متجاوزين المظاهر السطحية.