على مدار التاريخ كانت شخصية روبن هود موضوع هام بالقصص والأفلام والكتب، فهو واحد من أبطال الثقافة الشعبية الأكثر شعبية، على مدار 700 عام ظهر الشخص الخارج عن القانون في نوتنجهامشاير، الذي كان يسرق الأغنياء ليعطي أموالهم للفقراء، ويحارب الظلم والطغيان، ولكن تطورت الأسطورة بمرور الوقت لتُصبح أكثر إلهامًا لكتاب القصص الكلاسيكية.
ابتداءً من القرن الخامس عشر احتفل المسيحيون في أجزاء متفرقة من إنجلترا بيوم عيد العمال، ومن ضمن الألعاب كانت شخصية روبن هود شبه الدينية، قام الرسامون أمثال “Howard Pyle” برسمه بالقصص للأطفال ونشرها في الولايات المتحدة، وهنالك عدة إصدارات من قصص روبن هود والأفلام السينمائية في هوليود.
أول ظهور لشخصية روبن هود:
ولكن كانت أول إشارة أدبية معروفة لروبن هود عام 1377م عبارة عن مخطوطات “Sloane manuscripts” الموجودة في المتحف البريطاني عن حياة روبن هود، والتي تنص أنه ولد حوالي عام 1160 في جنوب بوركشير، ويقول أحد المؤرخين أنه كان رجل من ويكفيلد شارك في تمرد توماس إيرل عام 1322م.
وأحد الحقائق المؤكدة أنه كان رجلًا من شمال إنجلترا وكان من الخارجين عن القانون في غابة شيروود، كان يعمل مع مجموعته المُسماة بالرجال المبتهجون، كانت مكونه من 140 عضوًا من أبناء الطبقة المتوسطة في نوتنغهامشرير بالقرب من نوتينغهام.
الأحوال في إنجلترا:
في إنجلترا في القرن الرابع عشر بدأ السخط الزراعي في القضاء على النظام الإقطاعي، مما أدى لظهوره كمتمرد يقتل رجال الحكومة وملاك الأراضي الأثرياء، وفي وقت لاحق ظهرت الاضطرابات الاجتماعية ويلتقي الارستقراطي روبن بالخادمة ماريان، قام الأكاديميون وباحثوا التاريخ بالبحث عن وجود روبن هود الحقيقي، وتشير السجلات الإنجليزية إلى أن كلمة “Robehod” و “Rabunhod”، وأصبحت شائعة في وقت مبكر من القرن الثالث عشر لتُصبح لقبًا لمجموعة من المجرمين أو اسمًا مستعارًا لهم.
ولكن ما سبب أن يُصبح اسمًا مستعارًا؟! هل هي قصة خيالية أم عصابة سيئة السمعة أم قاطع طريق سيء السمعة؟
تظهر الإشارات الأدبية الأولى لروبن هود في سلسلة القصص بين القرنين الرابع عشر والخامس عشر عن رجل يمني عنيف عاش في شيروود مع رجالة وكثيرًا ما اشتبك مع نبلاء نوتينغهام والحاكم، ولكن تلك القصص تحكي عن رجلًا من العامة الفلاحين وليس من النبلاء كما شاع البعض.
وفي الحين الذي فشل فيه الكثير من المؤرخون المعاصرون ففي تحديد أدلة قوية لذلك، اعتبر المؤرخون بالعصور الوسطى أنه من المسلم به أن روبن هود رجلًا حقيقي عاش خلال القرن الثاني عشر أو الثالث عشر ولكن تختلف التفاصيل فيما بينهم ومع ذلك البعض يضعه في مناطق وعصور متضاربة ليس حتى في بريطانيا.
ولكن ما لا تعرفه أن روبن هود موجود خارج صفحات الكتب فمازال الكبار والصغار يتدفقون لمنطقة نوتنجهامشاير في إنجلترا للقيام بجولة في أماكن الأسطورة المزعومة والذهاب للحانات التي يرجع تاريخها لقرون في شيروود، ففكرة المتمرد الشجاع الذي يعيش على مشارف المجتمع لمحاربة الظلم والاضطهاد مع مجموعة من رفاقه لها جاذبية عالمية.
