مهرج عنبر الزهايمر
يمر البشر بالعديد من التجارب الغريبة و المرعبة، و من أكثر التجارب تكرارا هي التجارب المحيطة بالموت والمرض، والتي تخبرنا بأن الموت ليس النهاية بالتأكيد.
لذا قررت أن أسرد عليكم تجربة قرر من مر بها أن يتشاركها على الإنترنت عسى أن يجد تفسيرًا ما يخفف من رعبه، ولكن ما حدث أن التجربة زادت من قرأها رعبًا فقط.
“خلال تسعينات القرن الماضي، كنت أعمل ممرضة في مشفى كبير في ضاحية المدينة، وتم تعييني حينها في جناح مرضى الزهايمر، وكان توقيت عملي دائمًا ليلًا، حيث أبق مع زملائي طوال الليل لنعتني بمرضى الزهايمر كبار السن و بالأخص الذين شارفوا على الموت.
خلال إحدى ليالي العمل الهادئة، وبينما كنت منهمكة في الحديث مع إحدى زميلاتي، إخترق أذاننا صوت الصراخ المرهق و الذي تبعه صوت خطوات راكضة، قمنا من أماكننا في البهو وبدأنا بالبحث عن مصدر الصراخ إلى أن تصادمنا بالفعل مع مصدره، كانت جدة عجوز تجاوزت سن السبعين، وكانت تركض في الممرات وسط حالة من الفزع و الخوف و تخبرنا أن هناك رجل ما يطاردها.
بالطبع استدعينا الأمن و حاولنا تهدئتها، و لأصدقكم القول تلك الأشياء طبيعية مع مرضى الزهايمر حيث يعانون أحيانا من الهلاوس، لذا وبعدما أجلستها مكاني قررت أن أسألها عن هوية الرجل الذي يطاردها، فنظرت إلى نهاية الممر بنظرات مرتعبة و قالت.
” كان يرتدي زي مهرج..إنه..إنه لا يزال هناك في نهاية الممر ..أنظري”
وهكذا نظرت للمكان الذي أشارت له وحينها شل جسدي الرعب حينما لمحت وجهه، كان هناك بالفعل رجل في نهاية الممر ينحني لينظر إلينا من خلف الزاوية، وكان وجهه مليئا بمساحيق التجميل ويشبه المهرجين، حينها صرخت في رجل الأمن و ركضت معه لنلحق بذلك الرجل، ولكن بمجرد أن وصلنا لنهاية الممر لم نعثر له على أي أثر وكأنه تبخر في الهواء.
يجب أن أخبركم بأن جناح مرضى الزهايمر مغلق بالكامل ولا يمكن الدخول إليه أو الخروج منه إلا عن طريق الأكواد على بطاقات هوايتنا لذا كان المستحيل أن يدخل شخص غريب الجناح.
ومن هنا بدأ كل شيء يزداد غرابة، فحين عدت للمريضة أخبرتني أنها تعرف هوية المهرج و أخبرتني باسمه و تساءلت عن سبب عودته في ذلك الوقت.
و للأسف كنت أعلم صاحب ذلك الاسم، فقبل ذلك الموقف بسنين كان هناك ذلك المريض العجوز المرح، كان دائمًا يرتدي زي المهرج ليحاول إضحاك زملائه المرضى وكان يومًا محزنًا فعلًا حينما توفي.
المرعب في الأمر أن المريضة توفيت بعد ذلك الموقف بفترة قصيرة، وقيل أنا أخبرت الممرضات بأن الرجل في زي المهرج جاء مجددا لاصطحابها للجانب الأخر”.