مُذكِّرات وينثروب
مُذكِّرات وينثروب .. قرَّرت أقدِّم لكُم سلسلة مقالات جديدة، وبصراحة يعني لا هلاقي حد أفضل منكُم يقراها ولا هلاقي مكان أفضل من شخابيط أنشُرها فيه.. بس السؤال المُهِم كان.. هكتِب عن إيه المرة دي؟
قصص رعب؟ عملناها قبل كدا.. جرايم وألغاز؟ عملناها قبل كدا.. فكَّرت شوية.. ولقيتها..
من يسكُن البحر ويُحبـ.. إحم.. قصدي من يسكُن الفضاء ويحبَّه الناس؟ الفضائيين
أنا بحبهم.. وانتم بتحبوهم.. وقصصهم دايمًا بتكون شيِّقة ومُخيفة ومليانة أحداث لطيفة وبتعجبنا..
فيلَّا بينا نبدأ مع بعض سلسلة جديدة اسمها (حكايات من عالم آخر) وهنتكلِّم فيها عن قصص مُرعِبة ومُشاهدات غريبة بين بشر وفضائيين في أماكِن مُختلِفة من العالم، وطبعًا كالعادة كُلها حقيقية.. بالأسماء والتواريخ عشان لو حابِب تتأكِّد بنفسك من أي حاجة..
وعشان ناخُد الأمور واحدة واحدة كدا.. خلينا نبدأ من الأول خالِص.. أول حالة مُشاهدة فضائية حصلِت في التاريخ..
ركِّز معايا.. ويلَّا بينا..
الموضوع بدأ يوم 1 مارس 1639..
چون وينثروب فَتَح دفتر مُذكِّراتُه اللي متعوِّد يكتِب فيها تجارُب وانتصارات زمايلُه اللي بيصنعوا الحياة الجديدة في أمريكا، للي ميعرفش چون وينثروب.. فهو مُحافِظ وحاكِم مُستعمرة خليج ماساتشوستس، المُشكلة.. إن المرة دي كانِت مُختلِفة شوية عن كُل مرة هيكتِب فيها مُذكِّراتُه، لأن المرة دي.. هيكتِب أكتر حاجة مُرعِبة وغريبة حصلِت وتسبَّبِت في إثارة خوف وقلق المُهاجرين الإنجليز.
وينثروب كَتَب إن في وقت مُبكِّر من السنة دي، چيمس إيڤيريل، الراجِل اللي كان مشهور بإنه راجل مُلتزِم وصارِم، واتنين تانيين من زمايلُه كانوا بيجدِّفوا في وقت متأخَّر من الليل بمركِب صُغيَّر في نهر موحِل، مليان طين يعني، النهر دا كان ماشي وبيمُر من بين المُستنقعات، وكان بيصُب في نهر تشارلز، فجأة.. شافوا نور قوي جدًا وسط السما المُظلِمة.
كتب عن الموضوع دا وقال: ” لمَّا وقفِت ثابتة، كانِت بتنوَّر بنور أحمر جدًا، وكان مساحتها حوالي 3 أقدام مُربَّعة، لمَّا إتحركِت بسُرعة.. سابت أثر وراها ”
وفي وقت بيتراوَح بين ساعتين أو تلاتة، الرجّالة اللي في المركِب قالوا إن الضوء الغريب دا كان بيجري بسُرعة زي السهم، بيتحرَّك رايح جاي، بينهُم وبين قرية شارلستون، مسافة تقريبًا كانِت 3 كيلومتر.
كَتَب كمان وقال: ” ناس تانيين عندهم مصداقيّة كبيرة شافوا نفس النور، بعدها.. وفي نفس المكان ”
المُحافِظ كَتَب كمان إن لمَّا النور الغريب دا اختفى في النهاية، الـ 3 رجّالة اللي كانوا في المركِب لقوا نفسهم على بُعد 2 كيلومتر من المكان اللي المفروض يكونوا فيه، وكإن النور الغريب دا هو اللي نقلهُم من مكانهم بدون ما ياخدوا بالهم، مش فاكرين وصلوا المكان دا أزاي!
صحيح إن مُمكِن يكون التيَّار هو اللي جابهم هنا، أو الرياح زقَّتهُم مثلًا، لكن ساعتها كانوا هيحسُّوا بالمركِب وهو بيتحرَّك، ومش دا اللي حَصَل، فاللي حَصَل – بالنسبة لهم – إنهم كانوا في المكان دا، وفي ظرف لحظة لقوا نفسهم في مكان تاني على بُعد 2 كيلومتر.
لحَد هنا بتنتهي القصة – بشكل مؤقَّت – وبتسيب وراها أسئلة وألغاز كتير مالهاش حل، لحَد النهاردة محدِّش قادِر لا يثبِت ولا ينكِر قصتهم، القصة اللي لو حصلِت في وقت تاني.. كانوا قالوا إن الفضائيين خطفوهم وعملوا عليهم تجارُب، بس في الوقت دا مكانش الناس تعرَف إن مُمكِن يكون فيه فضائيين أصلًا، دول كانوا لسَّه بيكتشفوا العالم!
ظهر بعض العُلماء وقالوا إن فيه تفسير منطقي لوجود التوهُّج الضوئي دا في المكان دا وبالشكل دا، وهو (Ignis Fatuus) واللي بمُنتهى البساطة عبارة عن ضوء شاحِب بيظهر فوق المُستنقعات في أوقات متأخَّرة من الليل بسبب احتراق الغاز الناتِج عن تحلُّل بعض المواد العضويَّة، لكن وينثروب كان واضِح وكلامه مُحدَّد، النور مكانش طالِع من المُستنقع، لأ.. النور كان طايِر في الهوا، عامِل نور أحمر زي الانفجار كدا.
تعالى بقي نسيب الكلام دا كُله، ونقلِّب في دفتر المُذكِّرات اللي بين إيدينا دا، دفتر مُذكِّرات وينثروب، لحَد ما نوصَل ليوم 18 يناير 1644.. بعدها بحوالي خمس سنين، وينثروب كاتِب: ” في نُص الليل تقريبًا، 3 رجَّالة، كانوا جايين من بوسطن في مركِب، شافوا نورين خارجين من الميَّة بسُرعة بالقُرب من المنطقة الشمالية، النورين دول أشكالهم كانِت زي البشر، وطاروا ناحية المدينة الموجودة في الجنوب، قبل ما يختفوا بشكل نهائي ”
سيب دا كدا، وتعالي نقلِّب الورق أسبوع بالظبط كمان، ونشوف وينثروب كاتب إيه عن حاجة غريبة حصلِت في السما فوق ميناء بوسطون: ” نور زي القمر ظَهَر في السما فجأة ناحية شمال شرق، ونور تاني زيه بالظبط ظهر فوق جزيرة نوتليس، قرَّبوا من بعض لحَد ما تلاقوا في نقطة واحدة فوق الجزيرة واختفوا تمامًا، ساعات كانوا بيطلَّعوا نور كإنهم من نار، وساعات كانوا بيطلَّعوا شرارات، الكلام دا حَصَل الساعة 8 مساءً، وناس كتير شافوه وشهدوا عليه ”
اقلب معايا الصفحة كدا، وتعالى نكمِّل قراية: ” في نفس الوقت تقريبًا، سمعنا صوت جاي من الميه، كان حد بينادي على حد تاني بخوف، كان بيقول: إنت يا ولد! إنت يا ولد! ابعد! ابعد! فجأة الصوت انتقل من مكان لمكان، وناس كتير بدأت تردِّد نفس الجُملة، كانوا أكتر من 20 شخص، ناس كتير جدًا سمعوا الصوت دا سواء من ناحية ميناء بوسطن، أو من ناحية جزيرة نوتليس ”
بس المرة دي وينثروب كان عنده تفسير منطقي مُقنِع، قال إنه لمَّا النور نوَّر السما، هو لاحِظ وشاف سفينة واقفة في وسط الميه، السفينة دي البحَّارة بتوعها شغَّلوا المدافع بدون ما يقصدوا وفجَّروا المركِب، ساعتها القُبطان مكانش على سطح المركِب، وللأسف.. الحادِث دا مات فيه خمس بحَّارة.
الناس قدروا ينتشلوا جُثث الضحايا كُلهم ما عدا الشخص المسؤول عن الحادثة، اللي كانوا مُقتنعين إنه فجَّر المركِب بقصد كقربان للشيطان، وعشان كدا سابوه.
مُشاهدتين في فترة قُليّلة.. واحدة لها تفسير.. وواحدة غريبة ومالهاش تفسير..
بس هل دي المٌشاهدات الوحيدة اللي حصلِت في العالم؟
لأ.. والمقال الجاي هنتكلِّم عن مشاهدة جديدة ونحكي فيها قصة جديدة
مثيرة جدا