نوستالجيا كرة القدم: الهدف الذهبي
الهدف الذهبي.. إذا كنت من متابعي الكرة الذين ينتمون لجيل الثمانينيات على أقصى تقدير، فبالتأكيد ستتذكر ذلك القانون المسمى بالهدف الذهبي الذي أثار جدلًا كبيرًا في عالم الكرة حتى تم إلغائه، وهنا سنستعرض قصته.
ما هو الهدف الذهبي؟
أراد الفيفا تقليص الوقت الذي تمتد إليه المباريات في حال انتهائها بالتعادل، ليقر قاعدة هدف «الموت المفاجئ» الذي يُنهي المباراة تلقائيًا في حال تسجيل أحد الفريقين لهدف خلال الشوطين الإضافيين.
وأثارت التسمية انتقادات واسعة بسبب عدم ملائمة استخدام لفظ الموت في مباريات الكرة، ليعتمد الفيفا الاسم الجديد للقانون بعنوان «الهدف الذهبي» عام 1993.
أهداف ذهبية دخلت التاريخ
سُجل أول هدف ذهبي في تاريخ الكرة بواسطة الأسترالي أنتوني كاربوني أمام أوروجواي بربع نهائي كأس العالم للشباب عام 1993.
وباتت يورو 1996 أول بطولة كبرى يتم تحديد بطلها من خلال الهدف الذهبي، بعدما سجل الألماني أوليفر بيرهوف في مرمى التشيك بالمباراة النهائية ليمنح منتخب بلاده الفوز بنتيجة 2-1.
قصة عشق لفرنسا مع الهدف الذهبي
لم يستفد منتخب من قاعدة الهدف الذهبي مثلما استفاد المنتخب الفرنسي، فسجل مدافعه لوران بلان أول هدف ذهبي بتاريخ المونديال في نسخة 1998 بلقاء دور الـ16 أمام بارجواي في الدقيقة 114، لينهي صمود حارسه الأسطوري تشيلافيرت لتواصل فرنسا رحلتها، بعد ذلك نحو لقبها العالمي الأول.
وسجل الفرنسي زين الدين زيدان هدفًا ذهبيًا للمنتخب الفرنسي في نصف نهائي يورو 2000 أمام البرتغال، ليصعد بالديوك للمباراة النهائية، حيث كان الموعد مع هدف ذهبي جديد من نصيب زميله تريزيجيه بمرمى المنتخب الإيطالي، لتفوز فرنسا بلقب اليورو للمرة الثانية في تاريخها.
واستمرت رحلة فرنسا السعيدة مع الهدف الذهبي، بعدما سجل تيري هنري من خلاله في مرمى الكاميرون بنهائي كأس العالم للقارات عام 2003، ليهدي الديوك لقبهم الثاني بالبطولة.
حدث استثنائي للسنغال
يعد المنتخب السنغالي الوحيد في تاريخ الكرة الذي اختبر المشاعر المتناقضة للهدف الذهبي بالمونديال، إذ حقق تأهلًا تاريخيًا إلى ربع النهائي في ظهوره الأول بنسخة 2002 من خلال هدف هنري كامارا الذهبي في مرمى السويد، قبل أن يتجرع من نفس الكأس في مباراته التالية أمام تركيا ليسجل إلهان مانسيز آخر هدف ذهبي في تاريخ الكرة.
ذكريات الكرة المصرية مع الهدف الذهبي
تلقى منتخب مصر للشباب هدفًا ذهبيًا من المهاجم الأرجنتيني كافيناجي في دور الـ16 لمونديال الشباب عام 2003، ليُنهي مشواره في البطولة بعد أداء ملحمي أمام راقصي التانجو ليخسر بنتيجة 1-2.
وكان النادي الأهلي حاضرًا في ثلاث مناسبات مع الهدف الذهبي، جاء أولها من نصيب لاعبه وليد صلاح الدين في مرمى أوليمبك خريبكة المغربي بنصف نهائي البطولة العربية عام 1995، ليصعد بفريقه للمباراة النهائية، والتي انتهت بفوزه على الشباب السعودي بهدف نظيف.
فيما كانت المناسبة الثانية في نصف نهائي البطولة العربية عام 1996، بقدم البديل أحمد نخلة في مرمى الهلال السعودي ليتأهل فريقه إلى المباراة النهائية التي تغلب فيها على الرجاء المغربي، إلا أن المناسبة الثالثة لم تكن سارة للفريق الأحمر بعدما تلقى هدفًا من التونسي جمال الإمام لاعب فريق الإفريقي، ليخسر الأهلي لقب البطولة العربية عام 1997.
نهاية الهدف الذهبي وظهور الفضي
قرر الفيفا إلغاء قاعدة الهدف الذهبي بعد مونديال السيدات عام 2003، بعد اعتراض العديد من عناصر اللعبة الذين اعتبروه مجحفًا في حق الفريق، الذي يتلقاه إذ يمنعه تمامًا من فرصة التعويض.
أقر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم «يويفا» نظام الهدف الفضي في موسم 2002-2003، والذي يقضي بانتهاء المباراة في الشوط الإضافي الأول في حال نجاح الفريق صاحب الهدف في الحفاظ على تقدمه، وذلك دون الحاجة لخوض شوط آخر.
وشهدت بطولة يورو 2004 هدفًا فضيًا وحيدًا كان من نصيب المدافع اليوناني ديلاس في مرمى التشيك بنصف نهائي البطولة، ليصبح الوحيد من نوعه في تاريخ الكرة بعد إعلان الفيفا رفض تطبيق الفكرة على حد سواء مع «يويفا».