هاني حتحوت: حسام البدري هو الأنسب للمنتخب.. وهذا رأيي في تجربتي الأهلي والزمالك
في الوقت الذي يشهد فيه الإعلام الرياضي المصري، الكثير من الوجوه القديمة، والتي استمرت في ظهور على الشاشات لسنوات طويلة، حتى أصبحت تلك الوجوه، أمرًا معتادًا لجمهور الكرة في مصر، يوجود بعض الوجوه الشابة، والتي تريد إدخال أفكارًا جديدة، وأساليب حديثة، جاذبة للجماهير؛ في محاولة منها لسحب البساط ناحيتهم بشكل تدريجي.
من بين هذه الوجوه الشابة، هو هاني حتحوت، مقدم برنامج “الماتش”، على قناة صدى البلد، والذي أصبح من البرامج، التي تُشاهد لدى قطاع عريض من الجماهير، بالرغم من الهجوم عليه في بعض الأوقات، سواء من قبل الجماهير، أو المسئولين، إلا أنه كما يقول دائمًا إنه لا يرد إلا على الكبار.
وتواصلت شخابيط مع حتحوت، لسؤاله عن الوضع في الساحة الإعلامية الرياضية مؤخرًا، وكذلك الكرة المصرية في الوقت الحالي، بالإضافة إلى أزمة محمد صلاح الأخيرة، وما يحلم به في المستقبل.
كيف بدأت حكاية هاني حتحوت مع الإعلام؟
تخرجت من كلية آداب قسم إعلام، من جامعة عين شمس، عام 2009.
ولكن بدأت مسيرتي المهنية أثناء الدراسة، حيث بدأت من القناة الثانية المصرية، وقدمت برنامج اسمعونا للأطفال، وكنت مقدمًا لفقرة شبابية في برنامج صباحي في قناة الصحة والجمال أيضًا.
بعد التخرج مباشرة، تقدمت لاختبارات في إذاعة الشباب والرياضة، واستمريت بها حتى 2016، وعلى مدار تلك الفترة، كنت أعمل في قناة 25 الشبابية، وقناة النهار، وذلك في مجال السياسة، حيث كنت مقدم نشرات أخبار بجانب عملي في البرامج الرياضية.
ثم انتقلت لقناة اكسترا نيوز، ومن هنا بدأت التخصص في مجال الرياضة فقط، سواء في الإذاعة أو التليفزيون، وبعدها تركت العمل في الشباب والرياضة، وعملت في راديو هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، وعلى صعيد التليفزيون انتقلت إلى صدى البلد، والتي أعمل بها حاليًا.
كيف ترى المشهد على الساحة الإعلامية مؤخرًا؟
بشكل عام، المشهد الحالي ليس هو المشهد المرضي للأطراف سواء العاملة في الإعلام، أو المشاهدين.
وفي نفس الوقت لا أود أن أراه شديد السواد، هناك بعض الأمور الحسنة، والنماذج المبشرة، التي لابد أن تكون بشكل أقوى، أو أكثر ظهورًا.
ولكن لدينا مشاكل على صعيد تناول المعلومات، والبحث عنها، وتغليب الميول الشخصية في هذه المعلومات التي يتم تناولها، أو حتى السكوت على الأشياء التي لا يجب أن تصدر في الإعلام؛ فالإعلام دوره أن يُعلم الناس، ويرتقي بالمجتمعات، ولكننا لا نقوم بهذا الدور على الأوجه الأكمل.
الطبيعي أن نغطي الاختلافات، ولكن يجب ألا نساهم في تأجيجها، وألا نسمح بخروج ألفاظ لا تصح أن تقال في مجتمعنا المصري، وبالطبع السبب وراء ذلك هم المسئولون بدرجات متفاوته، والسماح لهم بالظهور بهذا الشكل، هو خطأ من جانبنا نحن في الإعلام.
من هو مثلك الأعلى في الإعلام؟
لا أنتمي لمدارس محلية بعينها في الإعلام، ولكني أحاول أن أخذ من كل إعلامي ما يميزه، سواء في طريقة إدارة الحوار، أو طرح السؤال، أو تناول الخبر، أو التقصي عن المعلومة.
ودائمًا أضع نصب عيني، الأستاذ زينهم بدوي، وحسن مدني، وكلاهما في الإذاعة المصرية، ولا علاقة لهما بالمجال الرياضي، واللذان تعلمت منهما الكثير، في كيفية ضبط النفس، والتحلي بالهدوء، وحتى وأنا مستفز، وعدم تغليب رأيي على المعلومة التي أتناولها.
خارجيًا، أتابع جاري لينكر، وأحب أسلوبه الذي يتسم بالنشاط والحيوية في الأداء، وليس لديه مشكلة في ذكر آرائه، وتناول آراء الآخرين في نفس الوقت، كما أنه يهاجم باستمرار، ودائمًا ما أضرب به المثل: “إذا كان جاري لينكر بيتهاجم، أنا هزعل لما أتشتم؟!”.
أنت من الأكثر الوجوه مشاهدةً لدى الجماهير المصرية الآن، ما الذي يميز هاني حتحوت؟
الأمر لا يكمن في التميز، لأني لا أستطيع أن أقول ماذا يميزني، ولكني أقوم بعملي بالشكل الذي يرضي ضميري؛ فلو الجمهور يرى أن ذلك تميزًا، فبالطبع هذا شئ يسعدني.
قدر الإمكان أحاول التمسك بالمواثيق الذي درسناها في الإعلام، والحفاظ على المصطلحات التي نذكرها، وذلك لا يعني أن يكون البرنامج مملًا، أو نلجأ لمجرد نقل الأخبار فقط، ولكن لا مانع من ذكر رأينا، وتناول جميع الآراء المختلفة، وهذا ما يعطي الإثارة المطلوبة، مع التركيز على كيفية صياغة، وخروج هذه الآراء.
لا أتعامل مع البرنامج، على أنه مساحة مغلقة على رأيي الشخصي، بل هو برنامج المشاهدين، والقناة التي وثقت بي، وبالتالي لا يمكن أن أخرج لمدة ساعتين لتناول آرائي فقط، كما أحاول الوصول للمعلومة من أكثر من مصدر، ومن الوارد جدًا حدوث الأخطاء، ودوري هنا أن أخرج بكل شجاعة وأعترف بهذا الخطأ؛ لأننا في النهاية بشر، وأرى أن الاعتراف بالخطأ من أهم عوامل التميز لدى الإنسان.
هل تخاف فقدان شعبيتك لدى الجماهير، وكيف تتعامل مع الهجوم عليك سواء من الجانب الأحمر أو الأبيض؟
في البداية، أنا لا أخاف.
أنا أخشى الوقوع في الخطأ، ولكني لا أخاف من تبعيات الهجوم على الخطأ، لأني لو أخطأت، فأنا الذي أهاجم نفسي، وطالما أقدم عملي وفقًا للمعايير التي ذكرتها، ومقتنع بها تمامًا، فأنا لا أخاف من تبعات الهجوم عليه.
لكن على الجانب الآخر، أنا لا أغضب من الهجوم عليّ؛ لأن الجمهور لو سمع معلومة عن ناديه، حتى لو متأكد إنها صح، ولكنها ضد ناديه، بطبيعة الحال سيشعر بالضيق، ولن يفضل ذكرها؛ وبالتالي أنا متقبل فكرة الهجوم، لأني في النهاية داخل المطبخ الرياضي، وأذهب إلى الاستاد، وأعلم كيف يفكر الجمهور.
في النهاية لا أتاثر، سواء بتلعيقات السوشيال ميديا، ورغم ما بها من تجاوزات أحيانًأ، ولكن هذا لن يمنعني من القيام بعملي، وأتمنى أن يسود الاحترام، والرقي المتبادل بشكل دائم.
لماذا تركت إذاعة البي بي سي، وما هو موقفك من العمل في بي ان سبورتس؟
تركت البي بي سي بشكل طبيعي، وذلك لأني كنت أقدم برنامجًا في راديو مصر من الساعة السابعة إلى الثامنة، وكان موعد برنامجي بروح رياضية مع البي بي سي، هو الثامنة والنصف، فكان من الصعب الاستمرار، كما أني كنت أعمل معهم بشكل مستقل، حسب تناسب المواعيد بيني وبينهم، حيث كنا نضع جدول العمل بشكل أسبوعي، ولكن حتى مازالت تربطني بالمكان علاقة طيبة، وتبقى أحد أهم المحطات في حياتي المهنية.
أما بي إن سبورتس، فبالطبع ككيان إعلامي رياضي، هو كيان كبير وعملاق، وحاصل على حقوق كبرى البطولات في العالم، ولكن العلاقات الآن بين مصر وقطر، ليست على ما يرام، وهو ما سيصعب الأمر من جانبي، ومن جانبهم.
دعنا ننتقل إلى الساحة الرياضية المصرية، كيف ترى عمل اللجنة الخماسية مؤخرًا؟
لا أريد التسرع في الحكم عليهم، ولكن أؤمن بأنهم يريدون أن يقدموا أفكارًا مختلفة عن أي سلبيات كانت موجودة في الفترة السابقة، وأن يطبقوا العدل، وينفذوا اللوائح على جميع الأندية بما فيها الأهلي والزمالك، دون النظر إلى سطوة الجماهير، أو الإدارات، أو غيره.
شخصيًا، أتوقع أنهم قادرون على تحقيق ذلك، ولكن لا أستطيع أن أجزم في هذا الأمر، الساحة الرياضية متفائلة بتلك الوجوه، ولديها أمل في تخطي سلبيات الماضي، لاسيما وتلك المجموعة ليس لديها مصالح معينة، على عكس المجموعة السابقة، التي ربما كانت لها تلك المصالح، وأخيرًا عليهم أن يعلموا أن أي صواب سيحسب لهم، وأن أي خطأ هيحسب عليهم بشكل أكبر من سابقيهم؛ فلو مش هيقدروا ينفذوا الوعود، الأفضل لهم ألا يستمروا.
من وجهة نظرك، ما هي المصالح التي ربما كانت لدى المجلس السابق؟
في وجهة نظري ومن خلال الأخطاء التي كنا نلوم عليها، والقضايا التي لم يتم مواجهتها بشكل مباشر، فتلك المصالح تتمثل في إرضاء الأهلي، أو الزمالك، وعملية تطييب الخواطر، بدل من تطبيق اللوائح، واتخاذ المواقف؛ خوفًا من السب، أو الهجوم على وسائل التواصل الاجتماعي.
أسماء كنت تود تواجدها في اللجنة الخماسية؟
بصراحة لم يكن لدى رأي في تلك المسألة، ولم أرد أسماء بعينها، ولكني أرى أن اللجنة الحالية جيدة؛ على الأقل تتمتع بالرؤية والفكر المختلف.
من المسئول عن الظهور المخيب في أمم أفريقيا؟
المسئول رقم واحد، بلا شك هو اتحاد الكرة السابق.
للأسف إدارة الكرة في مصر، ليست بالشكل الأمثل؛ ونتج عن ذلك عدة مشكلات كبرى، مثل: غياب الجمهور عن الملاعب، مما جعل بعض لاعبي المنتخب في حالة مفأجاة من التواجد الجماهيري، أزمة محمد صلاح، سواء كان صلاح محقًا أم لا،ولكن في النهاية لم تحل على مدار الثلاث سنوات الماضية، وانعكس على أداء صلاح في أوقات كثيرة.
وبالطبع قصة عمرو وردة، ورجوعه للمنتخب مرة أخرى؛ أفقد الاتحاد والمنتخب جزءًا كبيرًا من الدعم الجماهيري، وفي رأيي تأتي على رأس الأسباب التي ذكرتها، والتي يتحمل مسئوليتها بشكل مباشر اتحاد الكرة.
فنيًا، كانت هناك بعض المشاكل في السيطرة على اللاعبين، وغياب الروح، والقائمة المختارة نفسها لم تكن الأفضل، ولكن لا أستطيع أن أحمل أجيري المسئولية بشكل رئيسي، لأن اللاعبين المختارين أيضًا لم يكونوا الأسوأ، وإنما أدائهم هو الأسوأ؛ وهو ما يلائم عليه خافيير أجيري.
على ذكر قصة عمرو وردة، كيف رأيت تصرف صلاح واللاعبين مع تلك الأزمة؟
دعنا نؤكد مبدئيًا أن تصرف عمرو وردة نفسه خطأ جسيم، وبغض النظر عن توقيت الفعل، سواء أثناء المعسكر أو خارج المعسكر؛ لأنه طالما ظهرت، فنحن أصبحنا أمام خطأ فاضح، لا يؤثر على اللاعب فقط، وإنما المنتخب ككل، وكنت أرى قرار استبعاده منطقي للغاية، بل وكان غريبًا على الاتحاد السابق بكل أخطائه أن يتخذ مثل هذه القرارات.
أما على صعيد اللاعبين فالأمر ينقسم لشقين، الأول هو تضامن اللاعبين مع زميلهم، ودعمه نفسيًا في وقت يهاجم فيه من الجميع، ومع استبعاده من المنتخب في وقت صعب، لحد هنا أنا ليس لدي أي مشكلة معهم، فهو تصرف طبيعي من أصدقاء لصديقهم حتى لو أخطأ.
الشق الثاني، والذي لا أتفق معه إطلاقًا، ذهاب اللاعبين للمسئولين ومطالبتهم برجوع اللاعب، و تغريدة محمد صلاح، كانت خاطئة تمامًا، لاسيما وهو موجهة باللغة الإنجليزية، ثم عاد مرة أخرى، وأخطأ بعدم اعترافه برجوع اللاعب، وكان يجب أن يكون أشجع، ولا يقلل من تأثيره، لأن اللاعبين وبما فيهم محمد صلاح، هم من أعادوا وردة.
والمصيبة الأكبر هو استجابة اتحاد الكرة للاعبين، وقراره بإعادة عمرو وردة مرة ثانية؛ في رأيي من هنا، خرجنا من البطولة.
حسام البدري مدربًا للمنتخب المصري، أيًأ من المرشحين كنت تفضل تولي المهمة؟
وفقًا للترشيحات التي طُرحت، وبما أن الاستقرار كان على ضرورة تولي المهمة مدرب مصري، فأنا أرى أن الأنسب هو حسام البدري.
بالنظر إلى السيرة الذاتية، وتدريب فرق بحجم النادي الأهلي، واللعب معه في أفريقيا، بالإضافة لكونه قوي الشخصية؛ لذلك هو الأنسب، ولا نغفل طبعًا تجربته مع المنتخب الأولمبي، والتي لم تكن موفقة، ولكن هذا لا يعني أنه لا يستحق فرصة تدريب المنتخب الأول، لاسيما وأنه عاد ونجح مرة أخرى مع الأهلي، ونجح نجاح من نوع آخر، حينما قرر تولي المسئولية الإدارية في بيراميدز.
ليس من السهل اتخاذ مثل هذه القرارات ومواجهة جمهور بحجم النادي الأهلي، بالإضافة إلى قدرته على إبعاد نفسه عن الصراع بين تركي آل الشيخ، والنادي الأهلي، وكان دائمًا يحاول ألا يستخدم في الهجوم على النادي، كما أنه فنيًا، من وجهة نظري هو أفضل مدير فني مصري في الوقت الحالي.
تقييمك لتجربة تركي آل الشيخ مع بيراميدز؟
كانت تجربة مختلفة، وقدمت لنا نادي يستطيع منافسة الأهلي والزمالك، خاصة مع الاستقرار المادي التي تتمتع به، سواء في عهد تركي آل الشيخ، أو ما بعده، حتى بعد تخفيض النفقات في عهد المالك الجديد؛ حيث يبقى الاستقرار المالي، هو من أهم أسباب نجاح أي نادي في الكرة الحديثة.
لكن نشأة التجربة كانت في أجواء غير سليمة، أو غير مكتملة الصحة؛ وما هو ما جعلها تتعرض للعديد من الانتقادات، لأنها نشأة بسبب خناقة تركي آل الشيخ مع الأهلي، فلم تكن قائمة من أجل عمل نادي ناجح، بقدر ما هي قائمة من أجل عمل نادي ناجح لمضايقة النادي الأهلي، وهذا ما جعل أساسها ضعيف، ولكن في النهاية مع توافر الأمور المادية بشكل قوي، جعلها على الأقل مستمرة.
لا أعلم إلى متى ستستمر، ولكني أتمنى أن يكتب لها الاستمرار لأطول وقت، وأعتقد أن تقبل الجمهور للفكرة زاد تدريجيًا في الآونة الأخيرة، سواء بعد صمت تركي آل الشيخ عن مهاجمة الأهلي، أو حتى بعد بيعه النادي للمستثمر الجديد.
أيهما أنجح حتى الآن، تجربة مرتضى منصور مع الزمالك أم محمود الخطيب مع الأهلي؟
التجربتان هما تجربة الرجل الواحد، أو الصوت الواحد، ولكن بشكلين مختلفين.
في الزمالك، لا وجود لمجلس الإدارة في عهد مرتضى منصور تمامًا، هو من يتخذ القرار، وهو من يناقشه، وهو من يصدره، قد تنجح هذه التجربة، وليس شرطًا أن تفشل، ولكن كيف يدير الرجل الواحد النادي، هذا هو السؤال، حيث تمتع تلك التجربة بأخطاء شديدة؛ الطبيعي أن تركز مع منافسك، ولكن التركيز مع الخروج على النص، فهذا شيء شديد السوء، وهي أحد أهم أسباب خروج الزمالك من النجاحات التي يمكن أن يكون فيها.
وأيضًا التعامل مع المديرين الفنيين، حتى مع الاستقرار النادر في الإدارة الفنية العام الماضي، والإبقاء على جروس حتى نهاية عقده، كان التعامل معه في النهاية بشكل خاطئ، وبشكل أفقد اللاعبين والمدرب التركيز، وخسر الفريق عدد من النقاط؛ أدت لخسارة الدوري، فحتى مع تحقيق النجاحات، في عقد صفقات كبيرة للفريق، وتحقيق بطولات، دائمًا موجود سلبيات تفقدك القدرة على تحقيق نجاحات أكثر مثل: التعامل السيء مع اللاعبين، المدربين، الجمهور، أو حتى في طريقة إظهار النجاحات نفسها؛ دائمًا ما تثير الجدل من حولك بشكل يفقدك التركيز.
على الجانب الآخر في الأهلي، الأمورًا أكثر هدوءًا، رغم ظهور بعض الأشياء التي خرجت عن سرب الهدوء المعهود في مجلس الخطيب، مثل: قضية رانيا علواني، أو بعض المشكلات التي لا تخرج في الإعلام، وتبقى ميزة لهم أنها لا تخرج خارج حجرة الاجتماعات، بالإضافة لملف التعامل مع تركي آل الشيخ، كان تعاملًا جيدًا، والتعامل كان بحنكة، التجربة هنا لا نستطيع قول أنها تجربة الرأي الواحد بشكل كامل، ولكن القرار الأخير دائمًا يكون للخطيب.
على الرغم من أن المجلس الحالي عانى من بعض الإهتزاز، في بداية فترته، ولكنه مع الوقت بدأ يعرف، كيف يتعامل مع الجمهور، ومع المشاكل، من خلال المذاكرة، والتقييم، والاستفادة من أخطائه، والعمل على تطوير أدائه فيها.
وتبقى السلبية الوحيدة التي أُخذت على تلك التجربة، هي التأثر الواضح بالسوشيال ميديا في فترات كبيرة، صحيح هناك أمور لم تؤثر عليه، ولكن أيضًا هناك أمور أخرى أثرت فيها السوشيال ميديا بشكل لا يليق بالنادي الأهلي، ولا حتى بنادي الزمالك في نفس الوضع، في النهاية الأهلي يعرف كيف يتعامل بذكاء شديد، ولا يصدر مجلس الإدارة في صورة المشاكل.
فنيًا، وبالعودة للموسم الماضي، من هو أفضل لاعب، وأفضل مدرب من وجهة نظرك؟
أفضل لاعب: هو فرجاني ساسي، لأنه لاعب ممتع جدًا، وفعال، وظهر تأثيره واضحًا على الزمالك عند الإصابة.
أفضل مدرب: كريستيان جروس؛ بالنظر إلى نوعية اللاعبين الذين كانوا معه، وإنه قدر ينافس على الدوري حتى النهاية، والحصول على الكونفيدرالية، بالإضافة إلى التعامل مع الإساءات التي تعرض لها الرجل؛ فأنا أراه الأفضل.
هذه الإجابة قد تجعل الجمهور يحسبني على الجانب الزمالكاوي، ولكني أؤكد ليس لدي أي ميول محلية، وانتمائي الوحيد لعملي فقط، وفي النهاية هذه وجهة نظري.
كيف ترى قصة عدم التصويت لصلاح في استفتاء الفيفا؟
بالنسبة لاتحاد الكرة، فهي كارثة بكل المقاييس، تضاف لكوارث كثيرة خلال السنوات الماضية، سواء كان هذا الصوت سيؤثر في فوزه بالجائزة أم لا، وأنا أعلم أنه من الوارد أن يكون عن غير قصد، لأن الأمر مازال قيد التحقيقات، لأن هذه هي الجهة الرسمية الوحيدة للكرة في مصر، والتي من المفترض أن تدعم محمد صلاح، وبالتالي دعم اسم مصر دوليًا.
أما الصحافي هاني دانيال، فأنا لا أقدر على لومه، ألومه في حالة واحدة فقط، وهي تصويته بناءً على رفض صلاح إجراء حوار معه مثلًا، إنما في النهاية الرجل تم إختياره من الفيفا للتصويت وفقًا لرأيه فقط، وليس مبعوثًا عن مصر في التصويت، وبالتالي يتوجب عليه دعم صلاح وقتها، وليس لدي أي مشكلة مع إختياراته.
كيف رأيت تعامل صلاح مع الموقف، وحذفه لكلمة مصر على تويتر، هل هذا بداية للتفكير في الاعتزال الدولي لصلاح؟
أعتقد أن صلاح من حقه تمامًا أن يغضب من هذا الموقف، ولكن حذف اسم منتخب مصر من الـ Bio في تويتر، متسرع بعض الشيء؛ لأن اللوم يقع على اتحاد الكرة، وليس منتخب مصر؛ ولكن يُلتمس له العذر كونه في النهاية بشر.
أما خطوة الاعتزال الدولي، أعتقد أن صلاح أذكى بكثير من اتخاذ هذه الخطوة في الوقت الحالي؛ لأن صلاح نفسه بحاجة لمنتخب مصر، وأتذكر مكالمة هاتفية لي معه، وقت ما كان يلعب فيورنتينا، قلت له رأيي أنك طول ما أنت في المنتخب، لابد أن يكون لديك الرغبة في تحقيق نجاحات، ورد عليّ وقتها، بأنه لن يعتزل الكرة دون تحقيق كل الأرقام، في عدد المباريات، والأهداف، وغيرها.
وأعتقد أنه مازال يتمتع بنفس العطش، ولن يتأخذ هذا القرار؛ لعدم فقد جانب كبير من الجمهور المصري الذي يحبه، ويدعمه.
كيف ترى تعامل الجمهور مع محمد صلاح الفترة الأخيرة؟
محمد صلاح، فعل ما لم يفعله مصري في حياته، فالتعامل معه كبراند، الناس لم تصل بعد لهذا الشكل من النجومية، لأن مهما وصل أي مصري لمرحلة ما من النجومية في السابق، فصلاح قدر يعدي هذه المرحلة بكثير، فلا يوجود معايير واضحة لكيفية التعامل مع هذه الحالة.
ولكن خطوة خطوة، الناس هتبدأ تعرف، وضع محمد صلاح، وبالتالي يعرفوا كيف يتم تقييمه، وبناءًا على إيه يكون هذا التقييم، لأن في النهاية نحن بشر، ولابد أن يكون لنا آراء، قد تكون ناقدة لصلاح، أو داعمة له، في النهاية هو بشر ويخطأ ويصيب بشكل طبيعي، ونحن بشر ونقيم التصرفات بشكل طبيعي أيضًا، ومع الوقت أنا متأكد إننا هنتعود بشكل عام على الاختلاف في الرأي.
بم يحلم هاني حتحوت في المستقبل؟
أحلم أن أتوسع بشكل أكبر في البرنامج، وأن يكون موجه بشكل أكبر للجمهور العربي، وليس 90% منه للجمهور المصري فقط، وبالتالي إمكانيات أكثر على مستوى المضمون، وعلى مستوى الإمكانيات التي تجعل المضمون بشكل أقوى، وأتمنى أن أؤثر على الناس بشكل إيجابي، ولا أنجرف دائمًا في أمور شخصية، ولا أتأثر بمدح أو ذم الجمهور لي.