تاريخحكايات وأماكنمقالات

وادي إسلا.. جنة أرض الفيروز

وادي إسلا.. تحتل سيناء مكانة متميزة في أرض مصر، فهي التي سالت الدماء من أجلها بهدف تحريرها في حرب أكتوبر 1973، فهيا بنا نتعرف على بقعة ساحرة جديدة في أرض الفيروز، وهي وادي إسلا.

موقع وادي إسلا

يربط وادي إسلا بين مدينتي الطور وسانت كاترين، حيث يبدأ من غرب طور سيناء ويصب في سهل القاع. ويمتد الوادي بطول 16 كم من طريق الطور إلى مدينة شرم الشيخ.

أهمية تاريخية ودينية

يكتسب الوادي أهمية كبيرة تاريخيا ودينيا، حيث سلك الحجاج والرهبان طريق وادي إسلا قديمًا بالإضافة لكونه طريقًا للقوافل التجارية.

وتشير العديد من الروايات والأبحاث إلى مرور موسى النبي بالوادي أثناء عودته بأهله إلى مصر ، بعد أن ضل الطريق لا سيما مع كونه الوجهة الأقصر إلى جبل الطور، الذي تحدث فيه موسى إلى ربه، وهو ما يضفي على الوادي مكانة دينية مميزة لدى اليهود، المسيحيين والمسلمين على حد سواء.

محمية طبيعية وأغرض علاجية

يتميز الوادي بالمناظر الطبيعية الخلابة والممرات الضيقة وشلالات المياه الصغيرة، التي تتكون عادةً في موسم الأمطار وذوبان الثلج في أعلى قمم جبال كاترين، حيث يمكنك الاستمتاع بمنظر تجمع الطيور حول نبع الماء علمًا بأنها تعيش داخل كهوف الجبال.

وتكثر شلالات المياه في الوادي بفصلي الشتاء والربيع، حيث تندفع في منطقتي السدود والقصبة، وتبدأ القنوات في التدفق بدايةً من عين «أم سعيدة» إلى صخرة «المطلب» عند نهاية الوادي بسهل القاع في مدينة الطور.

ويملك الوادي تنوعًا غنيًا فيما يتعلق بالنباتات رغم تعرضها للانقراض بشكل عام، مثل الكبر ذو الاستخدامات الطبية المتنوعة، بالإضافة لتواجد نبات الحنظل، الحبك، السموة، العشار، اللصف والقيصوم.

وتوجد زراعات ونخيل وأعشاب طبية، تُستخدم في علاج العديد من الأمراض داخل الوادي على عمق 15 كم.

أنشطة يمكنك القيام بها بوادي إسلا

يطلق السياح على وادي إسلا «جنة الطبيعة»، مما يجعله مكانًا مميزًا للغاية لعشاق السفاري، لرؤية الجبال الملونة وشلالات المياه ومجاري السيول والبحيرات العذبة والحيوانات البرية النادرة، من طيور علاوةً على انتشار الماعز الجبلى في تلك المنطقة.

ويفضل الكثير من السياح التخييم بمنطقة الوادي من أجل الاستمتاع بمنظر النجوم ليلًا وسط السماء الصافية، بالإضافة لتجربة تناول الطعام البدوي.

ويرغب البعض في القيام بمغامرة تسلق جبل «أم شومر»، البالغ ارتفاعه 2586 مترًا، حيث تفوق صعوبة تسلقه جبل «كاترين» الذي يعد الأكثر شهرة بين محبي تسلق الجبال.

ويُفضل عند تسلق جبل «أم شومر»، ألا تكون بمفردك حيث تبدأ رحلة التسلق قبل الفجر لمشاهدة شروق الشمس من القمة، أو بعد الظهيرة بوقت متأخر، لمشاهدة الغروب مع أهمية تواجد دليل محلي يعرف تفاصيل المكان وخباياه جيدًا.

ويمكنك شراء هدايا تذكارية ومنتجات تقليدية، من أهمها الملابس والمفروشات ذات التطريز السيناوي، والكليم والسجاد اليدوي.

ويعد الوادي مقصدًا مهما للرحلات العلمية سواء التاريخية أو الجيولوجية، من أجل دراسة العديد من الظواهر الطبيعية به.

زر الذهاب إلى الأعلى