وباء التعرق الإنجليزي مرض غامض ضرب أوروبا بالعصور الوسطى
ما هو وباء التعرق ؟ ظهر في صيف عام 1485م بعد حرب الوردتين التي دارت معاركها على مدار ثلاث أعوام بسبب من الأحق بكرسي العرش في إنجلترا، وأخيرًا توج الملك هنرى السابع ملكًا على إنجلترا، ولا يكاد يهدأ غبار الحرب حتى ابتليت إنجلترا بنوع أخرى من الموت والدمار والتهديد، هو تهديدًا ليس له لون ولا وصف أطلق الأطباء عليه اسم ” Sudor Anglicus” مرض التعرق أو المعروف بالعرق الإنجليزي .
وباء التعرق يحصد الأرواح
في غضون أسابيع من تفشي المرض حصد الكثير من الأرواح، حوالي 15000 رجل وسيدة، حسب العلماء المعاصرين فقد تعرف الأطباء على العامل الرئيس المسبب لمرض الموت الأسود، ولكن لم يحدث نفس الشيء مع وباء التعرق، وظهر المرض بأكثر من شكل وعاد للظهور ثانية عام 1555م .
المصادر التي بين أيدينا اليوم عن المرض كتبها الطبيب ” Thomas Le Forestier,” والذي كتب وقت تفشي المرض وكذلك الطبيب جون كيوس، وقدم Thomas Le Forestier في كتابة وصف للمرض، وصف المرض بأنه حمى يعاني المريض من الصداع وآلام المعدة وألم بالظهر والكتفين والذراع والساقين والأطراف.
كتب إدوارد تي هال عالم الإنسان عن كذلك وقال أنه كان أصعب عرق مميت عرفه الإنسان، كان الرجال يتخلصون من ملاءات الأسرة والملابس من آثار التعرق المستمر وكان المصابون لا يرتون من شرب الماء، وكانت رائحة العرق في لندن نتنه.
ووفقًا لجون كيوس، استمر المرض لمدة 24 ساعة اعتقد أنه إذا لم يمت المريض في اليوم الأول من الإصابة فهناك فرص كبيرة للشفاء والتعافي من المرض، وكان يتم إعطاء المريض كمية من الملابس وكانت هي الطريقة الأفضل للعلاج.
نظريات عن مرض التعرق
كانت أحدى النظريات الشائعة طوال فترة العصور الوسطى وظلت هذه النظرية لوقت قريب هي السائدة بأن المرض انتشر كنتيجة للهواء الفاسد واقترح كيوس وتوماس أن وباء التعرض ينتشر بالهواء، تم تفسير المرض في إنجلترا من خلال نظرية الأخلاط الأربعة –هو نظام طبي مفصل لتركيب وعمل الجسم البشري اعتمد على المدرسة اليونانية القديمة -،تم تشبيه أربعة طوابع شخصية أساسية مرتبطة بالعناصر الأربعة: الأرض والنار والرياح والماء.
كان لكل عنصر سائل جسدي مناظر، الدم والبلغم، والسائل السلوي، والصفراء، وإذا حدث زيادة في عنصر من العناصر أو حدث عدم توازن تسبب ذلك في حدوث اضطرابات كالصداع والسخونة والاكتئاب والتشوهات لدى الجنسين.
وقدم كيوس بعض التفسيرات المحتملة لمرض التعرق تتناسب تمامًا مع نظرية الأخلاط الأربعة، وكذلك الإفراط في تناول الطعام غير الصحي كما نصح الطبيب الإيطالي جيرولامو فراكاستورو بتجنب شرب النبيذ، لأنه قال أن الإفراط في تناوله يُسبب ارتفاع حرارة الجسم، وشدد على أهمية الحفاظ على تهوية المنزل .
وباء التعرق والارستقراطية
سمة تميز لوباء التعرق والأوبئة الأخرى في تلك الفترة أن الوباء كان يُصيب شباب الطبقة الأرستقراطية حتى أنهم أطلقوا على المرض اسم ” Stop-Gallant” ، ولكن أحد نظريات الطبيب كيوس قال أن المرض يؤثر فقط على العرق الإنجليزي ولكن مع ذلك حدث تفشي كبير في أعوام 1485-1508-1517-1528-1551م، وتفشي في القارة الأوروبية من 1528-1529م حتى وصل لأقصى شمال النرويج والسويد وأقصى شرق روسيا.
السبب الحقيقي لوباء التعرق
قال علماء الفيروسات جيمس كارلسون وبيتر هاموند أن وباء التعرق أحد الأوبئة المحيرة وهو أحد الألغاز الطبية التي لم يأتي لها بجواب إلى الآن، وهنالك مجموعة من السمات التي ميزته عن غيره من الأمراض الأخرى، ولكن اقترح العلماء أنه سمه ربط بين فيروسات هانتا ووباء التعرض الذي ضرب فرنسا بعدها بقرن ونصف على الرغم من اختلاف الأعراض لكل منهما.
اقرأ أيضاً
حرب الكاتل من أغرب الصراعات بالتاريخ