تاريخحدث بالفعلحكايات وأماكن

آينشتاين والزمكان.. يَقُولُ يَا لَيْتَنِي

يَقُولُ يَا لَيْتَنِي“.. عندما قدم آلبرت آينشتاين النظرية النسبية ولأول مرة كان يُتبني مثل هذه النظريات، والتي وقتها لم تكن مألوفة على الإطلاق حتى بين العلماء عام 1915م، تحدث آينشتاين عن الزمن بطريقة مختلفة تماما، محدثاً أن الزمان والمكان يختلطان في بعد جديد مختلف عُرف بـ”الزمكان”.

تمر الأيام والنظرية حبرٌ علي ورق لا دليل عليها حتى جاء ألكساندر فريدمان وجورج ليمتر ليلقيا الضوء على المعادلات النظرية لآينشتاين معلقين:

“لو صدقت نظرية آينشتاين، فإن الكون سيكون في حالة تمدد مستمر”.

يَقُولُ يَا لَيْتَنِي

مر القليل بعدها وبعد حوالي 14 سنة من وضع حبر آينشتاين على الورق، جاء إدوين هابل سنة 1929م عبر التلسكوب مكتشفا صحة النظرية، ذلك أن الكون كان يتمدد فعليا، كانت المجرات تبتعد عن درب التبانة بسرعة تتناسب طرديا مع بعدها عن درب التبانة.

الآن….

لم يعد الأمر نظريا، أصبح بالتلسكوب، بالتجربة والقياس.

أو كذاك أسود اللون، لم يكن وسيماً بل كان دميماً قبيح الشكل مثقوب الشفة السفلى مشوه القدمين بطيئاً ثقيل القدم، فوقع في يد أحد تجار الزيوت فسخره في شؤون شتى.

وقاسى الأمرّيْن ولقي الكثير من العنت من سيده.

‏ حتى إذا خرج من تحت قبضة سيده ووقع في يد محمود بن وهب بن عباس الكاتب، فعرف كافور السبيل نحو القراءة والكتابة فنفض يديه متاعب المعصرة وأدران الزيت فالسيد الجديد ابن عباس الكاتب هذا كان موصولا بمحمد بن طغج- وهو الذي اشتراه سنة 923 وكذلك هو مؤسس الأسرة الإخشيدية- ويعرفه منذ كان قائدا من قادة تكين أمير مصر وقتها وقبل أن يصبح ابن طغج على حكم مصر.

‏حمل كافور هدية من مولاه إلى ابن طغج، عينه الإخشيد كمشرف على التعاليم الأميرية لأبنائه، ورشحه كضابط في الجيش لينتهي به المطاف حاكماً لمصر بعد أن كان عبدا.

‏إنه كافور الإخشيدى…..

‏الذي لم يضره قول المتنبي عنه:

‏أمْ أُذْنُهُ في يَدِ النّخّاسِ دامِيَةً * أمْ قَدْرُهُ وَهْوَ بالفِلْسَينِ مَرْدودُ

‏لا يعبأ لأي أمر أو أي قول، هو فقط هدفه ولا شيء غير.

كل حلم كان اليوم في عقلك أو على ورقٍ من صنعك سيصبح بالأمس القريب واقعا، وكل من استهزأ بك يقف متفرجا… فقط مشاهد يصفق على ما تفعل.

كل فجرٍ يغدو اليوم صُبحا، كل حاقد وارته شمس الصبح ذابَ.

لو يأس آينشتاين ولم يكمل معادلات النسبية لما أصبح ذاك العالم الفذ الذي نعرفه، لكان أصبح عالما قدم ما قدم واندثر كغيره، وكذلك لو رضخ كافور لمذلة العبيد التي كان يعيشها ما أصبح حاكماً لمصر ولو بعد حين، لكان أمسى يقول يا ليتني.

اقرأ أيضا:

تاريخ بابور الجاز .. اختراع غير طريقة الطهي بالعالم

زر الذهاب إلى الأعلى