أسطورة إسون بوشي.. الجزء الثالث
فزع الوزير وكبير الحرس، من أين يأتي هذا الصوت؟ ظلوا يتلفتون حولهم.. أمسك إسون برداء الوزير وشده فنظر الوزير إلى أسفل فزعًا ورأى أخيرًا إسون.. قال الوزير بدهشة: ما هذا؟ يا إلهي؟! لم أرى شيئًا مثل هذا من قبل.
رفع كبير الحراس إسون من على الأرض وقال بنبرة غليظة: من أنت؟ ومن أرسلك أيها الشيطان القزم؟
رد إسون بنبرة فخورة: أنا لست شيطان ولا تدعوني بالقزم أيها الرجل، أنا ابن مزارعين من قرية ساكي جاكا وجئت أبحث عن عمل، هل عندكم عمل لي، إن لم يكن عندكم سأذهب لأبحث عن عمل في مكان آخر.
ضحك الوزير بقهقهة وقال: خفيف الظل يا هذا الذي لا نعرف كنهه، وجريء أيضًا.
قال إسون: هل عندك عمل لي يا سيدي؟
رد: ما اسمك؟
قال: إسون بوشي.
ضحك الوزير بقهقة مرة أخرى وقال: بالطبع هو اسمك، فأنت إسون بوشي بالفعل.. سأجد لك عملًا بالتأكيد.. فشخص بصفاتك لابد وأن يكون له عمل.. سأفكر قليلًا.. ها.. نعم.. ها.. نعم نعم. أنت ستنضم للشرطة.
أمتعض وجه كبير الحراس.. وقال: هذا الشيء ينضم للشرطة.. كيف ذلك يا سيدي الوزير؟
قال: سينضم لفرقة الجاسوسية، ومن أفضل منه يمكن أن يصبح جاسوسًا، لقد دخل إلى غرفة الحكم وجاء ووقف تحت أقدامنا ولم نلحظ وجوده، كما أنه يبدو نبيهًا وذكيًا.
هز كبير الحراس رأسه موافقًا.. تابع الوزير: لكن سأعرضه على الملك في البداية، سيعجبه جدًا رؤيته.. انفجر الوزير ضاحكًا.
قال إسون لكبير الحراس بنبرة آمرة: أنزلني على الأرض، فقد قال لك الوزير أنه سيشغلني، أنزلني إذا سمحت.
عرض الوزير إسون بوشي على الملك، وقد أعجب الملك به جدًا ولم يتوقف عن الضحك طوال فترة وجود إسون، ورغم أن هذا قد جرح مشاعر إسون إلا أنه لم يظهر ذلك، وقد أصر من داخله أن يثبت لهم أنه لا يستهان به أبدًا. وافق الملك على فكرة تعين إسون في فرقة الحراس، وأرسله مباشرة في مهمة رسمية للتجسس على إحدى الجيوش التي كانت تتربص بحدود المملكة.
ذهب إسون وتسلل داخل معسكر الجيش ثم تسلل إلى خيمة القائد واختبأ خلف الأريكة، واستمع إلى كامل خطتهم والتي كانت تتضمن إحداث بلبلة وهرج داخل المدينة في الوقت الذي يقوم به جيش العدو بمهاجمتها فيسهل عليهم إسقاطها.
استمع إسون للخطة كاملة ثم تسلل خارجًا وعاد سريعًا إلى الملك وأخبره بالخطة، وبناءً على المعلومات التي قالها إسون استطاع الملك إيقاف المؤامرة وانتصر على هذا الجيش، وحصل إسون على وسام الشجاعة، وعلى مكافأة كبيرة من الملك.
عاد إسون إلى قريته وأخبر يو وشيان بما حدث ثم أخبرهم أن يأتوا معه إلى المدينة فرفضا وقالا له نحن نحب حياة القرية وتعودنا عليها، اذهب أنت وتعال لزيارتنا كلما سنحت لك الفرصة، فأعطاهم الكثير من المال ثم غادر على وعد بالزيارة. ذهب إلى الحوذي وعينه سائق خاصًا له وأعطاه راتبًا كبيرًا.
توالت المهام السرية على إسون واستطاع بدهائه أن ينجح فيها جميعًا واستطاع أن يوقف العديد من المؤامرات حتى قلده الملك وسام البطولة وأعطاه رتبة فارس وهي رتبة كبيرة لا تعطى إلا للقليل.
صار إسون أهم شخص في فرقة الجواسيس الملكية وصار محط أنظار كافة أفراد الفرقة بل ومحط حسدهم وغيرتهم. وذلك رغم حجمه الصغير.. وكانوا رغم ذلك لا يتورعون عن السخرية منه ومن صغر حجمه غيرة منه وحقد عليه لأنه اجتازهم جميعًا. قالوا له لولا أنك صغير الحجم ما كنت حصلت على أي شيء من تلك الأوسمة. كان ذلك يغيظ إسون جدًا.. لكنه قرر أن يثبت لهم أنه أفضل منهم بمهارته وذكاءه وليس لأنه صغير الحجم.
وفي يوم وبينما كان إسون يتجول في الطرقات، سمع بعض الكلام عن وجود امرأة تقوم بأعمال سحرية لشفاء الناس، فقرر التسلل لدارها ومعرفة أمرها.. واكتشف إسون أن المرأة على صلة بأحد أعداء الإمبراطورية وأنها تخطط لخطف الأميرة ابنة الملك.. وأنها قد صنعت وحشًا يشبه التنين وستطلقه في تلك الليلة ليخطف الأميرة وهي في إحدى الحفلات.
بسرعة خرج إسون من منزل الساحرة وركب على رقبة حصانه وشده من أذنيه بقوة فانطلق الحصان يجري مثل البرق…