سرطان القولون هو أكثر أنواع السرطان فتكًا رغم عدم شهرته بين الناس، فهو ينتشر وينمو بطريقة خبيثة تجعله قادرًا على التمويه والاختباء من الأدوية.
وقد وجد الباحثون أن الخلايا السرطانية لسرطان القولون تنتج طاقة للنمو بشكل مختلف لدى النساء والرجال، حيث يكون أكثر خطورة بالنسبة للنساء رغم أن معدل الإصابة به لديهن أقل.
من خلال هذه المعلومات الجديدة والعديد من الأدلة الأخرى، يمكن استخلاص ما يمكن القيام به لمنع حدوث نتائج أسوأ للنساء اللاتي يصبن بسرطان القولون. سيفيد هذا العمل جميع النساء، وخاصة النساء السوداوات، المعرضات أكثر لخطر الإصابة بسرطان القولون مقارنة بالأجناس أو المجموعات العرقية الأخرى.
الاختلاف بين النساء والرجال
لدى النساء معدل أقل من سرطان القولون مقارنة بالرجال ولكنه ينتشر بشكل أكبر على الجانب الأيمن من البطن، وهو شكل مميت من السرطان يرتبط بزيادة خطر الوفاة بنسبة 20٪ مقارنة بسرطان الجانب الأيسر.
سرطان القولون والمستقيم هو ثالث أكثر أنواع السرطانات شيوعًا في الولايات المتحدة، حيث يوجد 145.600 حالة جديدة و51000 حالة وفاة كل عام.. لا تظن أن فيروس كورونا يمكن أن يسجل هذه الأرقام يومًا رغم الهلع الذي يصاحبه.
الآليات الكامنة وراء هذا الاختلاف
وجدت الدراسة أدلة على الآليات الكامنة وراء هذا الاختلاف في خطر الإصابة بسرطان القولون. ومن خلال استخدام تقنيات جديدة تُسمى مجتمعة “الأيض”، درس الباحثون المنتجات الجزيئية للهضم والعمليات الخلوية التي تنتجها الأطعمة التي يستهلكها الناس، وإنتاجهم الهرموني، والبكتيريا المحددة الموجودة داخل القولون.
بفحص عينات القولون والأنسجة الورمية العادية من النساء والرجال المصابين بسرطان القولون، حلل الباحثون تركيزات وتفاعلات المستقبلات، والمواد الكيميائية الصغيرة مثل السكريات والأحماض الأمينية التي يتم تحويلها أثناء عملية التمثيل الغذائي.
ووجد الباحثون أن النساء المصابات بسرطان القولون في الجانب الأيمن قد زادت لديهن مستويات الأيض المعروفة باسم أيض الأحماض الدهنية، والتي تخضع لعملية تُعرف باسم أكسدة الأحماض الدهنية لإنتاج الطاقة. كما أنها زادت مستويات الجلوتامين والأسباراجين والأحماض الأمينية التي ارتبطت بنمو ورم أكثر عدوانية.
في المقابل، زاد الرجال المصابون بسرطان القولون من مستويات المستقلبات مثل اللاكتات، التي تنتج الطاقة من خلال مسار مختلف.
تشير هذه النتائج إلى أن أورام سرطان القولون تنمو بشكل مختلف لدى النساء والرجال، وبالتالي قد تتطلب أساليب مختلفة لوقف نموها، من المتوقع أن يستمر البحث لمعرفة أسباب هذا الاختلاف مما سيسهم في صنع أدوية أكثر فاعلية لهذا المرض الخبيث.
اقرأ أيضًا
اليابان توافق على أول جنين هجين من إنسان وحيوان
لا تعبر تعبيرات الوجه عن مشاعرنا بالدقة التي نظنها
