طلاسم

بوابه الاوهام

بوابه الاوهام
بوابه الاوهام .. في عالم أخر …. قد تبدو كل الأشياء ممكنة …. و لكن لا شيء يحدث بدون مقابل …. لاشيء يحدث دون أن تدفع ثمنًا للحصول على ما تريد …. و كلما زادت الآلام … كلما زادت متعة النجاح و قامة العظيمة … و بقيت الأسطورة خالده في أذهان من يعرفها …. في تلك اللحظة لابد أن تميز بين الأشياء حتى تستطيع أن ترى ما بداخل الجحر جيدًا و ألا أصبحت تائهًا في وادي مظلم لا تعرف من أين أتيت أو إلى أين تذهب … !!

أولي لحظات الانهيار ….

نظر للمرأة التي يرى فيها نفسه الآن …. ايقن تمامًا أنه في عالم يسمى بالواقع …. ذلك العالم الذي اعتاد كثيرًا أن يخرج منه بأساليبه المعروفة …. جلس على مكتبه الغير مرتب بالمرة ! … بدأ في البحث عن عده أوراق بيضاء …. امسك قلمه المتسخ و بدأ في الكتابة …. فيحيى قد مضى زمانًا عليه لم يقم برسم الكلمات في خطوط زرقاء يعشقها معجبينه …. يبدو على نظراته بأنه لديه الكثير ليكتب لكنه تائهاً وسط السطور النظيفة …. لا يعرف من أين يبدأ …. و لكن سرعان ما بدأت الأفكار تتحول إلى حروف أمام أعينه، و لكن الحروف بدأت في رسم نفسها أمامه إلى باب موصد بإحكام …. يا لها من بداية غريبة ….

صوت يحرك الجبال …

تحرك يحيى أمام تلك البوابة …. استخدم كل الوسائل الممكنة التي استخدمها مسبقًا لكى يفتح مثل تلك البوابات من قبل …. فلقد تأكد يحيى أنها إحدى بوابات خياله التي ستنقله إلى قصة جيدة يسردها على أناس أخرين منتظرين منه الكثير …. ظل يحاول كثيرًا …. لكن دون جدوى …. أخدت منه تلك البوابة وقت ضائع … أيام … بل و شهور … و لكن دون جدوى … حتى بدأ يتخلله الانهيار … و بدأ في أن ينسى تمامًا و تدريجيًا أن له موهبة تُدعى الكتابة …. ذات يوم … كان ينظر إلى تلك الفوضى المتواجدة في مكتبه … قرر أن يرتبها عسى أن يجد وقتًا أضافيًا لتلك الحياة المملة التي تمر عليه دون أدنى فائدة و تلك البوابة التي اعتقد أنها البوابة التي ستغلق للابد على أفكار خياله …. أثناء بحثه وجد شريط يعرفه جيدًا …. أخذ لحظات ينظر إليه و يسترجع تمامًا الأحداث التي متواجده فيه ….. ذهب مسرعًا إلى الكاسيت … وضع ذلك الشريط ثم بدأ في الاستماع ….. أنه يعرف ذلك الصوت جيدًا … أنه الصوت الذي أضاع عمره من أجله …. و لكنه في نفس الوقت … صوتًا لا يمكن أن يعيش بدونه …. أنها تلك المعادلة الصعبة الذي لا يقرر العيش بها إلا أشخاص مثل يحيي … يقبلون العيش بالمستحيلات ….. و بدون سابق إنذار … انفتحت البوابة ….

عالم موازي …

تحرك يحيى خلال نور ساطع إلى أن رأى مكانًا يشبه الكثير من الأماكن الموجودة حولنا …. مدينة بها أناس … و لكن مع اختلاف ملحوظ … أنها مدينة تصف البيوت فيها بطريقة يظهر عليها النظام و كأنه سيد الموقف … أناس يشبهون البشر و لكن يختلف لونهم إلى بياض الثلج … مبتسمون جميعهم …. تحل على وجوهم نظره السلام …. أهي الجنه ؟!! … لا أنها الأرض و لكن في عالم أخر … مجره أخرى …. بدأ يحيي في التجول في تلك الأرض …. لم يشعر أهل ذلك المكان بوجوده إطلاقا …. بدأ في وصف ذلك المكان في كتاباته … بدأ يذهب في رحلات تدوم بالأيام داخل ذلك المكان …. بدأ يقارن بينها و بين مدينة السحاب التي كتب عنها من قبل … تشبهها إلى حد كبير …. فالابنية ناطحات سحب …. نفس التصميم …. الرجال يشبهون بعضهم البعض إلى حد كبير … أما الإناث … فيكاد يكونون نفس الأنثى و كأنهن فتاة تم استنساخها إلى ملايين الأعداد …. ولكن إذا كانت تلك أرضًا أخرى … فأين ليل تلك الأرض …..

لكل نقاء نقطه سوداء ….

بمجرد تفكيره في تلك النقطة …. تغير كل شيء في الحال …. بدأ تحول نهار ذلك المكان المشرق … إلى ليل اسود …. حالك الظلمة … بدأت تتحول تلك المبان إلى عده سجون قذرة …. كثيرة العدد و بداخل كل سجن … واحد من أهل تلك الأرض …. نظر يحيى من نافذة أحد السجون … رأى شخص يجلس في وضع الجنين …. و نظر في واحدة أخرى… وجد امرأة مكتفة الأيدي و تصرخ من شدة الخوف و يبدو على نظرها علامات للفزع …. تغيرت الأسباب و الأوجه عندما حاول يحيى ربط الأحداث …. تحول المكان إلى ساحة قضاء فجأة …. وجد أنثى في غاية الجمال تجلس على عرش القاضي …. نظر إليها جيدًا … أنها هي ….
“طب أزاي …. و انتي بتعملي فيهم كده ليه ؟!”
“مش أنا اللي بعمل فيهم … هما اللي بيعملو في نفسهم …. و القاضي بيختلف من قضية للتانية … كل متهم بيشوف شخص مختلف عن التاني ”
… بدأ يحيى في استدراج الأمور شيئًااا فشيئا … بدأت زنزانة يخرج من رائحة عطر يعلمه جيدًا تتكون أمامه ثم بدأت بوابتها في أن تفتح تلقائيًا شيئًا فشيئا
“انتي فاهمه أني ممكن أكون مسجون عندك … أنا بعمل كده عشان حاجة واحدة انتي عارفاها كويس”
“مكنتش فضلت محتفظ بالشريط اللي صوتي متسجل في عشان تسمعه …. القضية اتحسمت … انت هتتحبس مدى الحياة ”

هل هي نهاية بداية أم بداية نهاية ؟!!

بدأ يحيى يتحرك دون أدنى أرادة منه إلى تلك الزنزانة التي بمجرد إغلاقها …. استفاق يحيي على أنه كان جالسًا على الأريكة يستمع إلى ذلك الشريط الذي انتهى و أنهى معه المدخل الذي بدأ به يحيى بداية جديدة لأولى كتاباته بعد فترة غياب ليست بالقليلة …. وضع الكاسيت بجواره و بدأ في الكتابة …. بدأ بكتب وهو يكرر سماع ذلك الصوت مره اخرى …. بمجرد ظهور الصوت بدأت البوابة من خلف يحيي في أن تفتح ببطيء شديد …. نظر يحيي خلفه ليجد البوابة التي رأها من قبل و ينتظره على حافتها تلك المرأة مجددا ………

اقرأ أيضًِا

كش ملك

فيمنيست

زر الذهاب إلى الأعلى