3 معلومات عن لاظوغلي باشا.. الرجل الذي دبر مذبحة المماليك
لاظوغلي باشا: لقد كان المماليك من العناصر التي تزعج محمد علي باشا، كان الوالي الجديد للبلاد والذي حكم مصر بعد ثورة المصريين ضد خورشيد باشا في عام 1805م لديه مشروع طموح في السيطرة والهيمنة على البلاد، وهذا جعله يبحث عن كل طريقة ممكنة من أجل هذه السيطرة، وهنا واجه العديد من الصعوبات من أجل الانفراد بحكم مصر ومن ضمنها بالتأكيد وجود المماليك.
أما المماليك فقد كانوا يشكلون عنصرًا هامًا في السياسة المصرية طوال قرون، فقد كان العثمانيون يستعينون بهم في العديد من المهام ومن ضمنها حكم الأقاليم لخبرتهم في التعامل مع المصريين، لدرجة جعلت بعض المؤرخين ومن ضمنهم الجبرتي يسمونهم الأمراء المصرية بسبب الاحتكاك مع الشعب المصري.
أثناء الحملة الفرنسية، كان للمماليك دورًا في مقاومة المحتل الفرنسي في أكثر من مناسبة، ولكن استطاعت الحملة الفرنسية كسر نفوذ المماليك التاريخي في مصر، لكن بعد خروج الحملة حاول المماليك الرجوع بنفوذهم القديم مرة أخرى على يد بعض الأمراء من ضمنهم محمد بك الألفي، هذا في الوقت الذي صعد فيه نجم محمد علي الذي كان متضامنًا مع زعماء الشعب ونخبته، وقد اختاروا في النهاية حاكمًا وواليًا بعد إذن السلطان العثماني وهنا يواجه المماليك ومحمد علي بعضهم البعض.
لقد حاول محمد علي كسر نفوذهم بشتى الطرق، مرة بالحرب ومرة بالترغيب في المناصب، ولكن نظرة المماليك لمحمد علي حالت دون الصلح أو حتى التطويع تحت جناح السلطة الجديدة.
هنا يأتي دور شخصية كان لها الأثر في التخلص من المماليك بشكل نهائي، وهو ما يعرف في التاريخ وهي مذبحة القلعة.
قد يظن البعض أن مذبحة المماليك كانت من بنات أفكار محمد علي باشا، ولكن العكس هو الصحيح إنها من فكرة محمد لاظ أو محمد لاظوغلي باشا، ذلك الرجل الذي توّلى العديد من المناصب في عهد محمد علي.. فمن هو ذلك الرجل الذي يعتبر المهندس الحقيقي لمذبحة القلعة؟
أول من تولى منصب وزير الدفاع ورئيس الوزراء في مصر: لاظوغلي
كان يسمى محمد لاظوغلي باشا بكتخدا مصر أو وزير الدفاع لجيش محمد علي، بل عينه محمد علي باشا في فترة مبكرة من عهده وتحديدًا في عام 1808م رئيسًا للحكومة، كما عينه في منصب وزير الدفاع أو الجهادية عام 1822م.
أشار على محمد علي بعمل مذبحة القلعة:
لقد كان محمد علي غير مرتاحًا للمماليك، حتى جاء لاظوغلي باشا بفكرة تجميع رؤساء المماليك والقيام بعمل مذبحة مستغلًا خروج طوسون باشا والذي كان يقود الحملة العسكرية على الحجاز في مارس عام 1811م.
حيث أشار على محمد علي باشا بأن يدعو رؤساء المماليك لوليمة واحتفال رسمي بمناسبة خروج الجيش لحملة الحجاز، وبالفعل جاء رؤساء المماليك إلى القلعة وهم لا يعرفون نية الغدر التي كان ينويها محمد علي.. وبالفعل أثناء الاحتفال والوليمة قام جنود محمد علي بقتل المماليك في الحفل.
وبالفعل تم القتل ليتخلص محمد علي نهائيًا من المماليك الذين طالما أزعجوا محمد علي.
تمثال لاظوغلي المجهول:
تمثال لاظوغلي باشا من نحت الفنان الفرنسي جاك مار في عام 1872م، في عهد الخديوي إسماعيل الذي كان يريد نحت تماثيل لعدة شخصيات أثرت في تاريخ مصر، فتم نحت تمثال محمد علي ثم إبراهيم باشا، إلا أن كانت هناك مشكلة كبيرة بما يخص تمثال لاظوغلي باشا، وذلك لأنه كان شخصية غامضة، حيث كان لا يحب التصوير أو الرسم، كما كان قليل الظهور وشخصية غامضة إلى حد بعيد.
إلا أن أحد أصدقاء لاظوغلي باشا القدامى حاول أن يساعد جاك مار وبحث عن شخص يشبه لاظوغلي وبالفعل وجد رجل سقّاء للماء يشبه لاظوغلي باشا بشكل كبير، وهنا أقنع الرجل بضرورة تصويره وعمل التمثال وبالفعل هذا ما حدث، أي أن التمثال الموجود في ميدان لاظوغلي في القاهرة هو لسقاء الماء وليس للشخصية الحقيقية، وهذه من عجائب الأمور التي ارتبطت بهذا الرجل.
كان لاظوغلي باشا من الشخصيات الغامضة التي ارتبطت بعهد محمد علي ويبدو أنه كان أيضًا من الشخصيات البراغماتية شديدة العنف وذلك بسبب تدبيره لمذبحة القلعة التي كان لها أكبر الأثر في تاريخ محمد علي بل في تاريخ مصر الحديث، كأولى المذابح السياسية في تاريخ هذا البلد في العصر الحديث.
اقرأ أيضًا:
تاريخ بابور الجاز .. اختراع غير طريقة الطهي بالعالم