خلال الحرب العالمية الثانية، دمرت الدول المحاربة الكثير من المواقع الثقافية المهمة في آسيا وأوروبا، في عام 1942م قامت قوات لوفتفافه بتدمير دار الأوبرا الملكية في فاليتا بمالطا، في عام 1945م دمرت قاعة “Industrial Promotion Hall” عندما ألقت القنبلة الذرية على مدينة هيروشيما اليابانية.
بعض هذه المواقع لم تكن مستهدفة عن قصد وكان الرد على ذلك الخراب والتدمير في اتفاقية لاهاي عام 1954م لحماية الممتلكات الثقافية العالمية في حال تشوب الصراع المسلح، وعزز المجتمع الدولي تلك الحماية في عام 1977م من خلال البروتوكولات الإضافية وفقًا لاتفاقيات جنيف لعام 1949م والتي تحظر المادة رقم 53 أي أعمال عدائية موجهة ضد الآثار التاريخية أو أماكن العبادة والأعمال الفنية والتي تشكل جزءًا من التراث الثقافي الروحي للشعوب.
ووفقًا لهذه الاتفاقيات الدولية، يعد استهداف المناطق التراثية الثقافية جريمة ولكن هذا لا يعني أنه تم التوقف عن فعل ذلك، في العقود القليلة الماضية ألحقت أعمال الحرب والعنف والتخريب الضرر بمواقع التراث واستهدفت المواقع التراثية في أوروبا الشرقية والشرق الأوسط وغرب إفريقيا، وفيما يلي أهم المواقع التاريخية التي دمرتها الحروب..
مواقع تاريخية دمرتها الحروب:
مدينة دوبروفنيك القديمة في كرواتيا:
يعود تاريخ مدينة دوبروفنيك القديمة إلى القرن السابع، عندما استقر الرومان والصقالبة على ساحل البحر الأدرياتيكي، وتطورت المدينة لتُصبح قوة تجارية كبيرة، وفي القرن التاسع عشر أطلق عليها اللورد بايرون لقب “لؤلؤة البحر الأدرياتيكي”، وفي عام 1979م صنفت منظمة اليونسكو المدينة القديمة بها كموقع للتراث العالمي، بين عامي 1991-1992م عانت المدينة من أضرار جسيمة بسبب حصار دوبروفنيك الذي كان جزءًا من الحرب اليوغوسلافية، وأصيبت أكثر من ثلثي المباني بالمدينة بالقذائف، وتم تدمير ثلاث منها.
في عام 2005م حكمت المحكمة الجنائية في يوغوسلافيا على الجنرال اليوغسلافي السابق بافل ستروغار بالسجن لمدة 8 سنوات بتهمة ارتكاب جرائم حرب وبما فيها تدمير المعالم التاريخية في دوبروفنيك.
قاعة البلدة القديمة في سراييفو البوسنة:
يُعد تاريخ قاعة البلدة القديمة المعروفة بـ Vijećnica لتسعينيات القرن التاسع عشر كانت هندستها المعمارية مستوحاة من التصاميم الإسلامية على وجه التحديد العمارة المملوكية الراقية، التي ازدهرت بين القرنين الثالث عشر والسادس عشر في القاهرة القديمة، وفي عام 1949م حولتها المدينة إلى مكتبة وطنية.
في عام 1992م اشتعلت النيران بها بعد حصار سراييفو ودمرت ما يقرب من مليوني كتاب، قامت المدينة بترميمها وفتحها للجمهور مرة ثانية عام 2014م.
تمثال بوذا باميان في أفغانستان:
كان تمثال بوذا باميان من أطول المعالم الأثرية لبوذا في العالم، وأكبر المنحوتات من القرن السادس، في عام 2001م دمرت حركة طالبان المكان بالقذف لمدة أسبوعين.
مسجد دجينجودير في تمبكتو، بمالي:
تم بناء المسجد في عهد منسا موسى أعظم زعماء إمبراطورية مالي، في القرن الرابع عشر كان المسجد مصنوع من أرضية خشبية ولايزال يشكل أهمية للمدينة اليوم، تعرض المسجد للقذف عام 2012م عندما هاجم متشددون المكان وتم تدمير الأضرحة الإسلامية بالمدينة، في عام 2016م تم الإقرار من قبل المحكمة الجنائية الدولية على أحمد الفقي المهدي بإتلاف هذه المواقع، وتم الاعتماد أن تدمير المواقع الثقافية جريمة حرب.
الجامع الكبير في حلب، سوريا:
تم بناء الجامع ما بين القرنين الثامن والثالث عشر، يعتقد أنه يحتوي على رفات النبي زكريا عليه السلام، كان واحدة من أكبر وأقدم المساجد في حلب، يقع داخل سور المدينة القديمة، تم بناء المأذنة في القرن الحادي عشر ولكن في عام 2013م تم تدمير المسجد.
معبد بل، سوريا:
كان المعبد موقعًا دينيًا في تدمر القديمة، تم بناءه في القرن الأول، تم بناءه لعبادة إله بلاد ما بين النهرين بل، احتوى الموقع على 1000 عمود وأكثر من 500 مقبرة وقناة رومانية، وفي عام 2015م تم قذف المكان الذي دام عمره 2000 عام.
نينوى العراق:
يعد تاريخ نينوى الأشورية القديمة للقرن السابع قبل الميلاد، والمدينة التاريخية محاطة بأبواب وبوابات، في عام 2016 قام تنظيم الدولة بتدمير المكان.
