بقلم الكاتب محمد عصمت:
العالم من حوالينا مليان ألغاز مش محلولة، حاجات مُرعبة بتحصل في كُل مكان في العالم، ألغاز بتعرفك إن البشر مخيفين أكتر من أي مخلوقات مُرعبة تانية.
كُل اللي هعمله إني هاخدك من إيدك وهنروح نتفرج على الألغاز دي واحد واحد، بس خد بالك كويس، إحنا ماشيين في وسط حقل ألغاز … يلا بينا.
مُعظَم الآباء والأمهات بيعتقدوا إن تربية طفل هي وظيفة بتتطلّب منك تركيز كامل وبتتطلّب من الشخص إنه يعطي الطفل دا أكبر حُب مُمكِن يكون موجود في الدنيا، كونك أب أو أم لطفل مُختفي هي تجرُبة بشعة واللي بيتعرّض ليها بيفضل طول عُمره يُعاني منها، في أبريل 1922 بولين بيكارد اختفت أثناء ما كانت بتلعب في حديقة بيتها في بريتاني بفرنسا، اختفت تمامًا
أهل بولين الخايفين لجأوا سريعًا للشُرطة المحلية اللي نظمت حملات بحث انضم ليها العديد من المتطوعين، بس البحث مكشفش أي حاجة، والأمل بدأ يتضاءل جواهم، لكن أهل بولين رفضوا تمامًا الاستسلام وفضل عندهم أمل إن يحصل حاجة تكشف لهم اللُغز، وفعلًا بعد مرور أسابيع من اختفاء بولين، بدا وكأن القدر هيبتسِم لأهل البنت اللي قلقانين
بدأت الأخبار تنتشر إنهم لقوا بنت مفقودة أوصافها تُطابق أوصاف بولين في شيربورج، شُرطي محلي لقي البنت ووداها أحد المُستشفيات عشان تتلقى الرعاية، السُلطات عرضت على والدة بولين صورة للبنت اللي لقوها، والأم بدأت تعيّط وهي بتقول إن دي بنتها، وصدرت الجريدة المسائية الفرنسية تاني يوم اللي كان موافق 8 مايو بمانشيت بيقول: ” السيدة بيكارد: تلك هي ابنتي ”
وبسُرعة شديدة آل بيكارد ركبوا القطار وانطلقوا بسُرعة ناحية المُستشفى الموجود فيها البنت، بعد ما قضوا معاها حوالي ساعتين، أدركوا إن البنت الصُغيرة مقدرتش تتعرّف عليهم، وهنا بدأ لُغز تاني، البنت دي نُسخة من بولين، لكنها مش بتتصرّف زيها
ورغم كدا، خدوا البنت معاهم البيت على أمل إنها ترجع زي ما كانت، وطبقًا للجريدة المسائية الفرنسية في العدد الصادر بتاريخ 12 مايو فباقي أطفال عائلة بيكارد تعرفوا على بولين فورًا، وهنا الشُرطة المحلية بدأت تقتنع وتصدّق إن البنت رجعت لأهلها خلاص، محدش منهم كان مُهتَم لسبب وجود البنت في شيربورج من الأساس، إزاي قدرت تقطع مسافة تصل لـ 200 ميل في عدة أسابيع؟
لكن الموضوع مكانش ماشي على ما يُرام، البنت الصُغيّرة كانت طول الوقت خايفة وخجولة، مكانتش بتتكلِّم معاهم أبدًا، أهلها قرروا إنها أكيد بتُعاني من صدمة وتجاهلوا الأمر، لكن مع مرور الوقت حصل حاجة غريبة جدًا، بولين بدأت تفتكر وتتذكّر المزرعة والبيت وكُل اللي حواليها، لكن أهلها كانوا مُصممين وقتها إن دي مش بنتهم
يوم 27 مايو، الشُرطة الفرنسية أعلنت عن اكتشاف جُثة طفلة صغيرة على بُعد 800 متر من مزرعة آل بيكارد، الجُثة كانت مُتحللة بشكل سيء، إيديها ورجليها وراسها كانوا مفقودين، بجوار الجُثة لقوا ملابس مطوية بعناية، والدة بولين تعرفت عليهم، قالت عن دي الملابس اللي بولين كانت لابساها يوم ما اختفت، الحاجة الغريبة إن المكان اللي لقوا فيه الجُثة بحثوا فيه عشرات المرات لكنهم مكانوش بيلاقوا حاجة، حتى جيران آل بيكارد بيقولوا غنهم عدوا على المنطقة دي عشرات المرات ومكانش فيها أي جُثث، وسُرعان ما وصلت الشُرطة لقناعة إن حد غريب حط الجُثة في المكان دا
واحد من الجيران اسمه يفيس مارتين، كان مجنون وغير مُستقِر عقليًا، سأل آل بيكارد قبل ما يلاقوا الجُثة لو كانوا لقوا بنتهم، لمّا قالوا له آه، استغرب وسألهم لو كانوا مُتأكدين، وفي النهاية مشى وفيه نظرة جنون غريبة في عينيه
تاني يوم الشُرطة أعلنت عن إنهم لقوا راس جنب الجُثة، لكنها كانت أكبر من إنها تكون راس بنت عُمرها عامين
فلو جينا نُحُط المُعطيات جنب بعض في محاولة للوصول لنتيجة هنلاقي التالي:
بنت صُغيرة شبه بولين جدًا لكنها مش بتتصرّف زيها عايشة مع آل بيكارد
على بُعد أقل من كيلومتر من المزرعة لقوا جُثة مُتحللة وجنبها ملابس بولين، وأهم أجزاء في الجسم واللي عن طريقها كانت مُمكِن يتم التعرف على هوية الجُثة زي الإيدين والرجلين والراس كانوا مفقودين
جنب الجُثة دي لقوا راس لا تنتمي ليها
فلاح مجنون بيتصرّف بطريقة مُثيرة للشك
وفورًا هنوصل لأسئلة بدون إجابة زي:
لو دي جُثة بولين، مين البنت اللي لقوها وفين أهلها؟
إزاي أهل وأسرة بولين وجيرانها تعرفوا عليها فورًا وبدون تردد؟
يفيس مارتين كان يُقصد إيه بسؤاله؟
هل يفيس مسؤول عن الجريمة؟
هل آل بيكارد ادعوا إن الطفلة اللي لقوها بنتهم وهي مش بنتهم؟
في النهاية اعترفوا إن البنت مش بنتهم، رغم ادعائها إنها بنتهم، وسابوها تتربى في دار أيتام
وحتى الآن لُغز اختفاء بولين بيكارد مازال بدون حل
قولي بقي تسمع عن لُغز الاختفاء في المُحيط؟
طب اسم سارة جو بيفكرك بحاجة؟
هقولك كُل حاجة الأسبوع الجاي
اقرأ أيضًا:
لغز الحرير الأصفر بقلم: محمد عصمت بتاع الرعب
لغز جريمة علنية: بقلم محمد عصمت