التاريخ الحقيقي لـ«دراكولا».. سر تسميته بالمخوزق
التاريخ الحقيقي لـ«دراكولا».. تُعد شخصية “دراكولا” الأكثر شهرة في عيد الهالويين؛ وهو أحد الكائنات الشريرة في الثقافة الشعبية.
ويعود تاريخ مصاصي الدماء ربما إلى آلاف السنين نظرا لأزمان الخرافات القديمة، ولكن ما هو أصل دراكولا الذي نعرفه اليوم؟
وبشكل عام يعتقد الناس أن تاريخ “دراكولا” هو حالة مفتوحة تبدأ وتنتهي مع “فلاد الثالث” أمير ولاكيا الملقب بدراكولا.. ومع ذلك هناك المزيد من القصص عنه فيبدو أن “برام ستوكو” استخدم مصاصي الدماء والأساطير الأيرلندية كأساس لدراكولا.
فلاد الثالث
يعتقد بعض المؤرخون أن “برام ستوكو” في روايته الشهيرة دراكولا التي نشرها عام 1897م قد استند على شخصية حقيقية؛ وبالفعل أمير ولاكيا “فلاد الثالث” أحد أفراد عائلة دراكوليشتي وجد في القرن الخامس عشر وعرف بوحشيته ودمويته.
أسلوب التعذيب الذي اتبعه فلاد
كان مبدعًا في أساليب تعذيب ضحاياه.. فعُرف عنه أنه كان يقطع أطراف ضحاياه ويغليهم ويشويهم، ثم يتركهم لكي تأكلهم الحيوانات.
وليس واضحًا من أين حصل على فكرة التعذيب هذه ولكن تشير الوثائق التاريخية إلى أنه استخدم تلك الأساليب مع النساء والأطفال، وقتل بين 40 ألف إلى 100 ألف شخص، ولكن غير مؤكد إذا كان قد شرب بالفعل من دم ضحاياه أم أن بعض الأشخاص قاموا بنسج القصة من وحي خيالهم.
التاريخ الحقيقي لـ«دراكولا»
أخذ برام اسم دراكولا لشخصيته “الكونت دراكولا” من فلاد، وحصل فلاد على اسم دراكولا من والده فلاد الثاني دراكول “Vlad II Dracul”.
وكان سيغيسموند، ملك المجر والإمبراطور الروماني المقدس من الفترة 1433م-1437م، هو الذي أعطى لفلاد الثاني رتبة فارس وكان ضمن مجتمع الفرسان ويطلق عليه مجتمع وسام التنين “The Order of the Dragon”.
وخلال فترة الحروب الصليبية كان الغرض منه محاربة الإمبراطورية العثمانية، ثم أخذ فلاد الثاني اسم دراكول ويعني التنين وأخذ ابنه اسم دراكولا ويعني ابن التنين.
لماذا لُقب فلاد بالمخوزق؟
شارك “فلاد دراكولا” في حروب ومعارك عديدة في ذلك الوقت، وسجنته قوات العدو أحيانًا؛ وخلال أحد المرات التي سجن فيها، وصفه أسقف:
“لم يكن طويل القامة، ولكنه كان ممتلئ الجسم وقوي للغاية، له مظهر رهيب، ووجه أحمر وله أنف كبيرة متورمة، ورموشه طويلة جدا، وله عينان خضراوان كبيرتان؛ وحواجب سوداء كثيفة، وله شارب وحليق الذقن”.. وهذه بالتأكيد ليست الصورة التي لدينا عن دراكولا اليوم.
وكان مشهور بإعدام ضحاياه على الخازوق.
هل يشمل تاريخ دراكولا الأسطورة الأيرلندية؟
من المثير للإهتمام، ليس أن كل العلماء يشيرون إلى فلاد باعتباره الأساس الوحيد لدراكولا فحسب، بل يعتقد البعض أن الروائي والقصصي الأيرلندي “برام ستوكر” استخدم الفلكلور الأيرلندي لنسخ شخصية مصاص الدماء.
حيث تشير الأساطير الأيرلندية والتاريخية إلى وجود شخصية غامضة تُعرف باسم أبهارتاخ “Abhartach”، والذي كان ملكاً في القرن الخامس ويبدو أنه كان قزمًا.
وفيما يلي قصته:
“أن هذا القزم كان ساحرًا، وطاغية مروعًا، وبعد أن ارتكب الكثير من الجرائم القاسية في حق الناس، تعرض في النهاية للهزيمة والقتل من قِبل ملك مجاور.. ودُفن بوضعية الوقوف، ولكن باليوم التالي ظهر في أماكنه القديمة، وكان أكثر قسوة وقوة من أي وقت مضى، فقتله الملك مرة ثانية ودفنه كما كان من قبل، ولكنه هرب مرة أخرى من القبر، وبدأ في نشر الرعب بجميع أنحاء البلاد، ثم استشار الملك الكاهن وحسب توجيهاته له، قذف القزم للمرة الثالثة، ودفنه في نفس المكان، ولكن هذه المرة ورأسه إلى الأسفل، وهذا الذي قهر قوته السحرية، بحيث لم يظهر مرة أخرى على سطح الأرض”.
وتزعم طبعة من مجلة تاريخ أيرلندا “History Ireland ” صدرت عام 2000م؛ أن بعض المصادر تقول بأن “أبهارتاش” كان يشرب الدم البشري خلال السنوات التي مارس فيها الرعب.
هل هنالك مصادر أخرى لشخصية مصاص الدماء؟
خلال القرن الثامن عشر، قبل فترة وجيزة من ظهور رواية دراكولا في عام 1897م، كانت هناك فترة من الهوس بمصاصي الدماء في كل أنحاء أوروبا فكان لكل دولة خرافتها وأساطيرها الضاربة في أعماق التاريخ، وتشير الأعمال الأدبية الخيالية حول مصاصي الدماء التي بدأت خلال هذه الفترة إلى أن مفهوم دراكولا لم يكن فريدًا وحصرًا على برام ستوكر.
فقد كتب الكاتب “Heinrich August Ossenfelder” قصيدة عن مصاصين الدماء تحمل اسم “The Vampire” عام 1748م، يتحدث فيها عن سيدة شابة تمتص الدماء.
وكاتب آخر يدعى “Joseph Sheridan Le Fanu” نشر عام 1871م أي قبل 26 عام من نشر رواية دراكولا قصص رومانسية مشوقة عن مصاصين الدماء، وكانت بطلة قصته هي كارميلا.
وعلى الرغم من العديد من الكتابات في هذا النهج إلا أن واحدة فقط منها تتعلق براوية “برام” هي الأغنية التي كتبها جوتفريد أوجوست بورجر “Gottfried August Bürger” عام 1773م، فقد استخدم برام نفس العبارة “for the dead ride fast” في روايته.